من أجمل الصفات الإنسانية هى الأمانة وقد تناولت الحضارات على مر العصور الأمانة من المنظور الدينى والفلسفى لضرورتها فى حفظ الحقوق والسلام النفسى والاجتماعى فركزت عليها كقيمة وليست كقانون، فلا يجب أن تكون حاضرة فقط فى أثناء تعامل الشخص مع الآخرين بل بينه وبين نفسه وفى غياب الرقابة المباشرة. د. وليد هندى استشارى الصحة النفسية يقول إن الأمانة إحدى القيم الأساسية التى يجب أن نعمل على غرسها فى نفوس الأبناء منذ الصغر من خلال عدة أساليب تربوية ونفسية مختلفة والتى يعد من أهمها التعلم بالمشاهدة فعلى الوالدين أن يكونا هما النموذج والقدوة على الأمانة صدقا فى القول والفعل، فينعكس على السلوكيات اليومية أمام الأطفال فعلى سبيل المثال إذا احتاجت الزوجة بعض الأموال من زوجها وهو نائم عليها أن تخبره أمام الطفل أنها اضطرت إلى أخذ بعض النقود من جيبه حتى يدرك صدقها وأمانتها، وكذلك الأب إذا أعطى وعدا للأم أمام أبنائه ولم يف بوعده فعليه الاعتذار لها أمام الأبناء والحرص على عدم إعطاء وعود لا يمكن تحقيقها من الوالدين. نواجه مشكلة كبيرة عندما يصدر من الأبناء بعض الأفعال غير المرغوبة كالكتابة على الحائط أو كسر شىء ثمين بالمنزل وهنا على الآباء إدراك أهمية صراحة الأبناء فى إخبارهم بما فعلوا لأنهم إذا عاقبوهم على فعلتهم فإن الطفل حينها يربط بشكل خاطئ بين العقاب وصراحته وليس فعلته، كما علينا أن نعلم الأبناء أمانة المشاعر والأحاسيس من خلال مطابقة أفعال الزوج مع أقواله أمام أفراد أسرته.. وعلى الأم أن تغرس السلوك الأمين من خلال القصص والحكايات التى تبرز أهمية الأمانة ومردودها الإيجابى على الشخص الأمين، وهناك مبدأ تربوى مهم فى غرس سلوك الأمانة وهو (التعزيز) من خلال إثابة الأبناء ومكافأتهم سواء بالحلوى أو التنزه أو شراء لعبة أو حتى الإشادة. وأخيرا يوضح د. هندى أن هناك بعض السلوكيات البسيطة التى قد تجنح بهم عن سلوك الأمانة بغير قصد كأن يأتى الطفل بقلم من المدرسة أو أى أدوات أخرى ليست ملكه ولو على سبيل الخطأ، عندئذ يجب على الأم أن تقف عند هذا السلوك وتعمل على تغييره وتنتهز تلك الفرصة لإعطاء إبنها درسا مبسطا عن واجبات الأمانة تجاه الآخرين.