لغة الأرقام فرضت نفسها علي الجلسة الساخنة التي شهدها مجمع الألومنيوم بنجع حمادي بمحافظة قنا والخاصة باستطلاع رأي الجمهور المحيط بالتوسعات الجديدة للمصنع بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات البيئية بجامعة القاهرة، فتلك التوسعات المستقبلية التي تصل تكلفتها إلي 16 مليار جنيه تضاعف إنتاج المصنع العملاق، في ذات الوقت كان يمثل في الماضي إحدي الصناعات الملوثة بيئياً،وتم تطويره ليتوافق بيئياً بخفض الإنبعاثات،ومن المنتظر أن تتم التوسعات المزمع البدء فيها في النصف الثاني من هذا العام علي أسس بيئية سليمة يتم من خلالها تخفيض الإنبعاثات للحدود الآمنة في الوقت نفسه ترشيد الطاقة لأقصي درجة ممكنة وإعادة تدوير المخلفات للتخفيف من أضرارها وتعظيم الاستفادة منها. في بداية جلسة الاستماع قال المهندس عبد الظاهرعبد الستار حسن رئيس مجلس إدارة المصنع: إن تكلفة الإنجازات البيئية للشركة تجاوزت خلال السنوات الماضية حاجز ثلاثة مليارات جنيه ،والتوسعات الجديدة تتم بتطوير هائل علي المستوي البيئي وتكنولوجيا الإنتاج، علما بأن تلك التوسعات طرحت كمقترح منذ عام 2007 ولكن وقف النقص الحاد في الطاقة الكهربائية حجر عثرة أمامها ، وفي السنوات الأخيرة بعد إنشاء محطتين لتوليد الطاقة رفعتا انتاجيتها من 26 جيجاوات إلي 37جيجاوات ساعة، أي بزيادة 11 جيجاوات ساعة مما مهد الطريق أمام تحقيق الحلم الذي يرفع الإنتاج من الألومنيوم من 320ألف طن إلي 570ألف طن بزيادة 250ألف طن في السنة ،علما بأن الخلايا القديمة التي تم تطويرها بخلايا جديدة كانت تستهلك 14ألف كيلووات/ ساعة لكل طن، في حين أن خلايا الخط الجديد تستهلك 12٫5ألف كيلووات/ ساعة بنسبة ترشيد 10٫7% تحقق وفرا 270مليون جنيه عند إنتاج 250ألف طن من الألومنيوم،أما عن استهلاك الكربون فقد انخفض من الخلايا القديمة للجديدة من 423كيلوجراما للطن إلي 400كيلوجرام للطن ممايحقق وفرا 5%يقابله تحسن في الوضع البيئي. ويشمل التحديث استخدام الغاز الطبيعي في تسخين الأفران، ممايحد من الإنبعاثات التي كانت تصاحب استخدام المازوت والسولار فيما مضي ،وإنشاء معمل للرصد والقياس البيئي ومحطة لتنقية الغازات ويتم من خلالها استبدال الطريقة الرطبة المستخدمة في استرجاع غاز الفلور بطريقة جافة تصل كفاءة الاستخلاص فيها إلي 98٫9% كذلك استرجاع غاز ثاني أكسيد الكربون، والتخلص الآمن من أبخرة صهر القار واستبدال مادة الاسبستوس وإنشاء محرقة النفايات الخطرة كما سيتم مشروع خاص للحد من تطاير ذرات الفحم البترولي في الهواء، وإعادة تدوير رايش الألومنيوم والحديد الزهر. وتناولت الدكتورة شاكينازطه الشلتاوي- مستشار مركز البحوث والدراسات البيئية بجامعة القاهرة كيفية تنقية الغازات فقالت: تتكون محطة التنقية من عنبرين بأبعاد20x60x15 مترا وعن طريق تركيب مرشحات وأبراج امتصاص يتم إخراج الغازات بعد التأكد من مطابقتها للشروط والمواصفات الخاصة بقانون البيئة المصري ومعايير البيئة للاتحاد الأوروبي، حيث يتم تصدير جزء من المنتجات ولن يقبل إلا إذا كان مطابقاً للمواصفات، وتكمن أهمية محطة التنقية في أن غازات الأكسجين والفلور تتحد مع الكربون مكونة عند القطب الموجب من المحطة غازات أول وثاني أكسيد الكربون والبيرفلوروكربون التي تمتص بواسطة الفلاتر،أما الفلور فيكون علي هيئة فلوريد الهيدروجين ويتم إمتصاصه حبيبات الألومينا بطريقة جافة لإنتاج ألومينا مشبعة بالفلور تستخدم في عملية الإنتاج وأكدت الدكتورة نسرين البغدادي- مديرة مركز البحوث الاجتماعية سابقاً أهمية البعد الاجتماعي في دراسة تقييم الأثر البيئي لمشروع التوسعات من جميع جوانبه، خاصة مايتعلق بتنشئة الأطفال في المنطقة المحيطة والمجاورة مع إعطاء المرأة دوراً حيوياً في البرامج المتعلقة بخطط التطوير لما لها من أهمية كبيرة في نشر الوعي البيئي بين أفراد المجتمع.