فى ثنايا الصخب الذى واكب فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية لفت نظرى كثرة حديث البعض من المنسحبين والمتراجعين والعاجزين عن امتلاك مسوغات الترشح بشأن ما سموه غياب الضمانات التى تكفل نزاهة الانتخابات. والحقيقة إن هذه مجرد أقوال مرسلة وحجج واهية لأنه لا شيء يصنع ضمانات الحرية والنزاهة والشفافية سوى الممارسة الفعلية التى تكفل إزالة العقبات المزعومة، بينما الانسحاب والتراجع هو العوار السياسى بعينه لأنه يعكس رغبة فى الإفشال وفتحا لأبواب الشوشرة والتشكيك، وهو ما يتعارض مع أبسط قواعد الفهم الصحيح للحرية والممارسة الديمقراطية التى يتحدثون عنها ليل نهار كمضغة لبان فى أفواههم! إن الضمانات التى يزعمون غيابها تحتاج إلى ضوء النهار وليس إلى الظلام الدامس الذى هو هدف ومبتغى المنسحبين والمتراجعين من خلال نشر بعض الغيوم التى تحجب الرؤية ومحاولة إبقاء المشهد السياسى فى حالة ضبابية رمادية قاتمة! لقد سئم شعب مصر وأصابه ضجر شديد من حملة الشعارات المحفوظة الذين لا يملكون أفكارا إبداعية تتناغم مع الواقع المعاش وإنما هم أسرى لأحكام مطلقة يجرى التعبير عنها بكلمات رنانة وجوفاء لا تتضمن أى مقترحات لها قيمتها، ولها قابلية التنفيذ على أرض الواقع فى حدود القدرات والإمكانات المتاحة. إن الضمانات الحقيقية للحرية والنزاهة والشفافية تحتاج إلى مكاشفات بالحقائق والأرقام والوثائق وليس مجرد طرح الأوهام فى موسم المزايدات المليء براغبى البيع والشراء وفرق كبير بين الحق المشروع فى إبداء الرأى الصائب وبين الرغبة فى استخدام الحرية للدق على طبول الأوجاع والمشاكل والأزمات بهستيريا الإثارة والتهييج فقط. وليست هناك ضمانات للحرية فى أى مجتمع يسمح لكل من يريد أن يكذب أن يقول ما يشاء معاديا للواقع وللحقيقة ومثل هؤلاء لا يختلفون عن السطحيين الذين لا يملكون فكرا ولا تاريخا سوى الشوشرة بالصوت العالى ولا يدركون أن الزمن قد تغير وأن روح العصر باتت جد مختلفة عما يتوهمون! خير الكلام: لا سيف كالحق ولا عدل كالصدق! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله