فى حياة الأمم.. ظروف مرت عليها يستحيل نسيانها.. والذى عاشته ورأته وواجهته وصحت ونامت عليه مصر.. على مدى سبع سنوات من يناير 2011 وحتى ديسمبر 2017.. غير مسبوق فى تاريخها.. وشاهد لها لا عليها.. فى قدرتها وعظمتها وشموخها وعبقريتها.. فى تحويل مخطط إسقاطها وتمزيقها بالإرهاب والفتن والخلافات والكراهية.. إلى ملحمة صمود واستثمار وبناء قواعد المجد التى تليق بمكان ومكانة مصر.. كيف حدث ذلك؟. سؤال منطقى.. يبحث عن الحقيقة.. حقيقة ما حدث فى السنوات السبع التى مرت على مصر واستهدفت مصر لتلحق بأخواتها فى الربيع العربى.. إلا أن السنوات الأصعب فى تاريخ مصر.. مرت ولم تسقط مصر.. بل إن مصر فيها.. قطعت نصف مشوارها فى البناء والنهوض والتقدم.. وهذا إعجاز.. مازال من تآمروا على مصر.. عاجزين عن التعرف على ملامحه وليس معرفة حقائقه.. التى يستحيل عليهم معرفتها.. لأنهم يتعاملون مع شعب لا مثيل له على ظهر الأرض!. شعب عجز الصبر على مجاراة صَبْرِهْ!. الشعب الذى أرادوه.. منقسمًا كارهًا متقاتلًا.. وجدوه فى اللحظات الفاصلة الفارقة.. متحدًا متحابًا متآخيًا متفقًا مناديًا.. على من يريده مُنقِذًا مُخَلِّصًا للوطن!. الشعب المصرى بفطرته العبقرية.. بوصلته التى لا تخطئ.. وجهته للتعرف.. على القائد القادر على إنقاذ مصر.. مما هى فيه من حكم الإخوان.. وما ينتظرها من إرهاب عالمى مهمته تمزيق أوطان!. الشعب وقتها.. هو من هتف فى كل الميادين.. انزل يا سيسى!. وقتها.. غاية المراد من رب العباد.. إنقاذ مصر من السقوط!. سقوط مصر.. نتيجة الإفلاس!. سقوط مصر فى الفوضى!. سقوط مصر فى الظلام لانعدام الكهرباء!. سقوط مصر بتوقف الحياة.. لاختفاء الوقود!. سقوط مصر فى الفتنة الطائفية!. سقوط مصر بإعلان إمارة إسلامية على أرضها!. سقوط مصر.. بتكالب الإرهابيين على حدودها.. شرقًا وغربًا وجنوبًا.. إضافة إلى خونة الداخل!. رسميًا.. تولى السيسى المسئولية فى 2014 رئيسًا للبلاد.. وقبلها.. وقت كان مسئولًا عن المخابرات الحربية.. كان عضوًا فى الفريق الوطنى المسئول أخلاقيًا وضميريًا أمام الله عن سلامة الوطن.. وبتوليه وزارة الدفاع وقيادة الجيش.. تحمل مسئولية الحفاظ على مصر وسلامة مصر.. قبل أن يكون رئيسًا لمصر!. فى السطور السابقة حقائق وقعت.. كلنا عشناها وشهود عليها ومع ذلك.. أغلبنا يغفلها ويتناساها.. وقليلنا بما داخله من مرض.. ينكرها!. ................................................. فى حياة الأمم أيضًا.. أوقات فارقة حاسمة.. تفرض اختيارات محددة.. هى واقع الحاضر وهى اختيار التاريخ للمستقبل.. وهى الحقيقة التى تسمو على ميول البشر وأهوائهم.. وتُشَكِّل إجماعًا لهم.. صعب وجوده فى الظروف الطبيعية!. هذه الأوقات الفارقة الحاسمة فى حياة الأمم.. حدثت فى جنوب أفريقيا بعد سقوط التمييز العنصرى.. واجتمعت الأمة على شخص مانديلا.. ولو تكرر الأمر مليون مرة.. لاجتمعت جنوب إفريقيا على مانديلا!. اللحظات الحاسمة الفارقة فى تاريخ جنوب إفريقيا.. هى التى فرضت الاختيار الأوحد.. وليست هذه إدانة لأى أشخاص آخرين.. إنما هى تأكيد على استحالة ارتقاء أى شخصية إلى المكان والمكانة التى فيها مانديلا فى عقول وقلوب أبناء وطنه.. على الدور الذى قام به فى سبيل الوطن!. هذه الأوقات الفارقة الحاسمة فى تاريخ الأمم.. عاشتها أمريكا.. ومرت على فرنسا مع ديجول وتونس تجاه الحبيب بورقيبة.. ونماذج عديدة فى التاريخ.. ما قامت به تجاه شعوبها.. وضعها فى مكانة غير مسبوقة بأوطانها!. والرئيس السيسى.. أحدث نموذج سجله التاريخ.. لقائد.. أنقذ بلاده مما تم ترتيبه لها على مدى سبع سنوات هى الأصعب فى تاريخ مصر.. عقب ثورة شباب غاضب يريد الأفضل لمصر!. لكنها ثورة استمرت ثلاثة أيام وفى اليوم الرابع انتهت!. «الجماعة» خطفوها بموافقة ومباركة ودعم الصهاينة والغرب والأمريكان!. انتهت ثورة الشباب قبل أن تبدأ.. وبدأت فصول أسوأ سبع سنوات فى تاريخ مصر المحروسة!. السنوات السبع الأصعب فى تاريخ مصر.. فترتان مختلفتان جذريًا!. الأولى من 2011 وحتى 2013 والثانية حتى نهاية 2017. فى الثلاث الأولى.. الله وحده الأعلم.. كيف حافظت مصر على نفسها ونجت مصر من اقتتال المصريين فى حرب أهلية؟. ما يتم تنفيذه من فوضى ومظاهرات ونهب وتدمير وانفلات فى كل مناحى الحياة.. فى محافظات مصر وتحديدًا القاهرة.. أمور مخططة يتم تنفيذها وفقًا لتعليمات جهات فى الخارج.. هى الراعى وهى الداعم وهى التى توفر الحماية وهى التى تملأ الدنيا صخبًا من قلقها على ما يحدث للديمقراطية فى مصر!. جهات قادرة على جعل الدنيا تقف على أطراف أصابعها.. فيما لو حاولت مصر مثلًا حماية تراثها من الحرق!. حدث هذا فى حرق المجمع العلمى!. الجهات التى ترعى الفوضى لأجل إسقاط مصر.. غضت البصر عن حرق المجمع العلمى وكأنه حريق فى دورة مياه.. وأقامت الدنيا على مصر التى تجهض الحرية وتقتل الديمقراطية.. لأنها قبضت على من أحرقوا المجمع العلمى.. وفقًا لاعترافات علنية لهم فى لقاءات تليفزيونية!. فى السنوات الثلاث.. الفوضى عمت مصر!. الحياة الطبيعية للمصريين اختفت.. وأصبح المشهد وكأننا فى بلد آخر غير مصر!. مصر التى ينعم أهلها بأمان فطرى.. فى يوم وليلة اختفى الأمان واختفت الشهامة والجدعنة المصرية المعروفة وأصبحنا غرباء على أرضنا وفيما بيننا.. وعلى بعد خطوة واحدة من المصير الذى رسموه لنا.. الوقوع فى فخ القتال بين المصريين!. مسلمين وأقباطا جائز.. مسلمين ومسلمين وارد.. فقراء وأغنياء.. ليه لأ.. جيشا وشعبا.. يا ريت!. الفوضى موجودة والكراهية موجودة والحوار معدوم وأى نقاش ينتهى بخلاف وخناقة.. المتبقى خطوة ومصر تنفجر.. فى حرب الله وحده الأعلم بنهايتها.. إن كان لها نهاية!. هذه الخطوة لم تحدث!. فوضى السنوات الثلاث بما فيها سنة حكم الإخوان.. السنوات الثلاث حكمت وتحكمت فى الشارع.. لكنها لم تقدر على مصر الدولة.. الموجود فيها قيادة وطنية فى جيش مصر ومؤسسات مصر السيادية.. وهى التى حمت مصر.. من دخول دائرة «الربيع العربى» التى اجتاحت دولًا عربية أخرى!. تذكرون حضراتكم المحاولات المستميتة «لجر شكل» الجيش للصدام مع الشعب!. ماسبيرو ومحمد محمود الأولى والثانية والعباسية وقبلها قنا.. وبعدها مذبحة رفح ثم حادث خطف الجنود السبعة.. والذى سمعنا فيه.. أغرب وأعجب تصريح يمكن أن يصدر عن رئيس دولة.. يطالب بالحفاظ على حياة المخطوفين والخاطفين!. التصريح الذى فضح العملية وأثبت أن عملية الخطف التى تمت بعناصر أجنبية.. كانت بعلم وتنسيق رئيس البلاد.. استهدافًا للجيش.. لإثبات عدم قدرته على حماية جنوده.. أمام الشعب!. مخطط الفوضى وصل قمته.. لدرجة أن رئيس الجمهورية الإخوانى.. يشارك شخصيًا فى الوقيعة بين الشعب والجيش!. وقيعة لم تحدث ولن تحدث.. لجهلهم بأن الجيش ابن هذا الشعب!. الفوضى التى وصلت القمة.. لم تنجح فى إشعال فتنة اقتتال المصريين.. لأن مصر وإن كانت فى قبضة الإخوان.. إلا أنها لم تفقد القيادة الوطنية.. الموجودة فى جيش مصر وفى مؤسسات مصر السيادية.. وهم.. بعد فضل الله ومشيئته.. من حموا مصر.. إلى أن أجهز شعب مصر على الإخوان فى 30 يونيو.. واختار شعب مصر وقتها المشير السيسى ليقود مصر فى السنوات الأربع المتبقية من السنوات السبع العجاف!. اللواء ثم المشير السيسى.. واحد من القوى الوطنية التى حمت مصر فى السنوات الثلاث التى أعقبت 2011.. ومن 2014.. أصبح الرئيس الذى تولى قيادة مصر وتحمل مسئولية حماية مصر.. بمعاونة القوى الوطنية فى مؤسسات مصر!. الرئيس السيسى.. كان موجودًا ومشاركًا فى مسئولية حماية مصر فى السنوات الثلاث الأولى.. وفى السنوات الأربع التالية تحمل كل مسئولية قيادة البلاد!. السنوات السبع.. ودوره فيها.. هى رصيده وهى مكانته التى رشحته للانتخابات التى ستجرى بعد أقل من شهرين!. السطور السابقة فيها حقائق.. أتحدى من ينكرها.. ومع ذلك أغلبنا يغفلها وكأنها لم تحدث.. وقليلنا المحكوم بأهواء وميول وعِمَالَّة.. ينكرها ويستنكر ويهاجم من يذكرها!. ................................................. يحسب للرئيس السيسى.. عودة الأمان الذى تنعم به مصر الآن!. مصر لم تكن التى نعرفها.. وقت غاب الأمان عنها!. مصر كانت فى طريقها لحرب أهلية.. إذا ما استمرت الفوضى!. استئصال الفوضى وعودة الأمان.. فكر وتخطيط ومسئولية وإصرار وعزيمة.. لاستعادة مصر من قبضتهم!. الرجل وضع روحه على كف يده فى مواجهة الإخوان والغرب الواقف خلف الإخوان!. الرجل لم يخذل الشعب الذى نادى عليه لإنقاذ مصر!. الرجل وقت كان قائدًا للجيش.. طلب نزول الشعب يوم 26 يوليو 2013.. لإعطاء تفويض للجيش لمواجهة إرهاب محتمل!. الشعب الواثق فى القائد.. أعطى أعظم تفويض لأعظم جيش.. بنزول 40 مليون مصرية ومصرى لميادين مصر فى الصيام!. رأينا معجزة رمضانية أخرى بعد العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973. الرجل يعلم أنه دخل بإرادته حقل ألغام عالميا!. الرجل يعلم أن التصدى للإرهاب وإعلان الحرب على الإرهاب.. معناه التصدى للغرب الذى يرعى الإرهاب ويدعم الإرهاب وهدفه إسقاط مصر بالإرهاب!. الرجل يعلم جيدًا.. أن رحيل الإخوان.. المقابل الفورى له قدوم الإرهاب.. لأن المبدأ الإخوانى من البداية.. يا نحكمكم يا نقتلكم!. وبدأت حرب الإرهاب.. فى الوقت الذى فيه مصر تواجه حروبًا اقتصادية وحصارًا رهيبًا وأزمات مستحكمة من سنوات وتطل برأسها الآن!. الاحتياطى النقدى أزمة!. المصانع المقفولة أزمة!. وقف حال السياحة أزمة!. حصار تحويلات المصريين بالخارج أزمة!. الموقف العدائى للعالم تجاه مصر أزمة!. الكهرباء وعدم القدرة على توفيرها أزمة!. الوقود أزمة!. الرجل تولى المسئولية وهو يعلم الحقيقة جيدًا!. يعلم أنه عليه التصدى وحده لحرب طويلة ضد إرهاب مدعوم من الغرب.. وعليه أن ينقذ مصر من الإفلاس.. وعليه أن يجد حلولًا عاجلة للأزمات الموجودة فى كل المجالات.. وعليه الخيار بين إصلاحات جذرية للاقتصاد لأجل أن تصلب مصر عودها.. أو الاستمرار فى المسكنات.. بالديون لاستمرار الدعم واستمرار العجز وبقاء الحال على ما هو عليه من نصف قرن وأكثر!. الرجل اختار مصر!. اختار الطريق الأصعب فى الوقت الأصعب على الإطلاق فى تاريخ الوطن!. اختار.. اختيار الشعب.. التصدى للإرهاب.. وفى نفس الوقت ونفس القوة والإرادة بناء قواعد المجد للوطن.. يد تبنى ويد تحارب!. فى أقل من أربع سنوات.. مشروعات عملاقة تم تنفيذها ومئات غيرها على الطريق!. العشرات من محطات الكهرباء التى نقلت مصر من دولة كانت مهددة.. بساعة نور وعشرة ضلمة.. إلى دولة قادرة على استيعاب أى استثمارات أيًا كانت حاجتها من الطاقة!. عشنا لنرى على أرض مصر.. أكبر مزارع أسماك فى الشرق وربما العالم!. أكثر من مليون ونصف المليون فدان استصلاح للزراعة!. أكبر محطة طاقة شمسية بالعالم بدأ العمل بها فى أسوان!. محطة نووية تم توقيع عقودها وبدأ العمل بها!. طفرة هائلة فى تسليح جيش مصر وضعته ضمن أكبر عشرة جيوش فى العالم!. أكبر حقل غاز فى البحر المتوسط بدأ إنتاجه الفعلى الذى غطى الاحتياج المحلى وفى الطريق للتصدير!. شبكة طرق وكبارى لنقل مصر إلى المكان والمكانة التى تستحقها.. كأكبر وأهم دولة جاذبة للاستثمار فى العالم.. بحكم موقعها الذى يتوسط العالم!. الموقع الذى تنفرد به مصر.. تكتمل احتياجاته.. بشبكات طرق وشبكات اتصالات ومحطات طاقة وأيدى عاملة مدربة... باختصار.. مصر تجهز نفسها.. لتكون عاصمة الاقتصاد فى العالم!. مصر قطعت أكثر من نصف المشوار.. الذى فى نهايته مصر ستكون بإذن الله ضمن ال12 الكبار فى العالم!. ................................................. السطور السابقة قراءة سريعة فى دفتر أحوال الوطن خلال أصعب سبع سنوات فى تاريخه!. كل ما ذكرته حقائق موجودة مثبتة.. لا مجال فيها لاستنتاجات أو اجتهادات.. وهى قليل من كثير فى حكاية وطن... كلنا يعرف هذه الحقائق.. إلا أن!. أغلبنا يعرف «وينسى».. حتى لا يتم اتهامه بأنه «مطبلاتى» للسيسى!. المشكلة ليست فى الاتهام.. إنما «الضباع» الجاهزة لنهش حاضر وماض ومستقبل.. كل من يفكر فى قول كلمة حق فى حق السيسى!. وقليلنا.. يعرف وفى نفس اللحظة ينكر.. يعرف الحقيقة وينكرها.. وهذا القليل أغلبه ممن حصل على لقب «نُخْبَة» أو «لقب» ناشط!. هؤلاء يعرفون جيدًا.. أن السيسى هو من أنقذ مصر من أكبر مؤامرة على مصر!. هو من قاد و يقود ملحمة فداء ضد الإرهاب وملحمة بناء للوطن!. عفوًا يا من تعرفون وتنكرون ... سيادة الرئيس السيسى.. شكرًا! لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى