كثيرة هى التجارب والدروس التى يمكن لمصر أن تتعلمها من الصين ومن غيرها طبعا إن أردنا التعلم، وكانت لدينا الرغبة والإرادة الحقيقتان فى تطوير وتقدم بلدنا.. وفى الوقت الذى تواجه فيه مصر عمليات إرهابية خسيسة تستهدف الدولة المصرية برمتها، فإن الصين تقدم لنا تجربة مهمة يتعين علينا أن نستخلص منها ما يساعدنا. وبالرغم من التقدم الرائع وارتفاع مستويات المعيشة بصورة غير مسبوقة، إلا أن الصين مازالت تعانى مثلنا من ظاهرة الإرهاب خاصة فى إقليم شينجيانج الواقع شمال غربى الصين ذى الأغلبية المسلمة والذى يتمتع بالحكم الذاتى منذ عام 1956. ويشهد الإقليم بعض الأعمال الإرهابية من حين لآخر منذ عام 2005 من جانب بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة ودعاة انفصال الإقليم عن الوطن الأم.. وهم مدعمون من أطراف خارجية عديدة نكاية فى الصين أو لاستخدامهم ورقة مساومة فى أية مفاوضات. ولكن ماذا تفعل الحكومة المركزية للقضاء على الإرهاب فى الإقليم؟ اتخذت المعالجة ثلاثة محاور أساسية أدت فى النهاية للسيطرة على الموقف. أولا: تحسين الوضع الاقتصادى للإقليم وضخت عشرات المليارات من الدولارات فى المشروعات الضخمة بهدف رفع مستويات المعيشة بما أن الفقر هو أحد الأسباب الرئيسية للإرهاب.! وشهد الإقليم قفزات واسعة فى العشر سنوات الأخيرة.. وإذا كنت قد زرت مدن وقرى شينجيانج فى 2009، وزرتها الآن أو العام الماضى كما فعلت سوف تكتشف فرقا شاسعا حتى أصبح لها شركة طيران خاصة وشيدت السلطات مركزا إسلاميا جديدا على أحدث الطرز. ثانيا: التعليم: أدركت الصين أن أحد أسباب الإرهاب هو الأمية والجهل، وأن التعليم يعنى التنوير ويوسع مدارك المواطنين فأخذت تشيد مدارس حديثة مختلطة يتعلم فيها الطلاب من الويغور المسلمين مع نظرائهم من الهان غير المسلمين فى مدارس واحدة حتى يتعلموا التعايش والتحاور معا منذ البداية، يدركوا أنهم يعيشون فى وطن واحد ثالثا: الأمن نشرت بكين قوات أمنية فى المناطق الحيوية من مدينة «أورومتشى»عاصمة الإقليم والمدن والقرى المحيطة حتى تمنع الإرهابيين من التسلل وسط المدنيين وتنفيذ عملياتهم الإجرامية ونجحت فى تحقيق الاستقرار والأمن، دون أن يعوق حرية وحركة المواطنين ولا يمثل عبئا يوميا عليهم! لمزيد من مقالات منصور أبوالعزم