شهدت مدينة عدن اليمنية، أمس، اشتباكات متقطعة بين القوات المؤيدة للانفصاليين الجنوبيين والقوات الحكومية قتل وأصيب فيها عشرات، غداة مواجهات دامية بين الطرفين الحليفين فى الحرب على المتمردين الحوثيين. وأكدت وزارة الداخلية اليمنية فى الحكومة الشرعية، أمس، استقرار الأوضاع فى العاصمة المؤقتة عدن وسيطرة القوات الأمنية والعسكرية بشكل كامل على مختلف المناطق. يأتى ذلك فى وقت، أكد فيه أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية، أن موقف الإمارات واضح فى أحداث جنوب اليمن، وهى تدعم التحالف العربى الذى تقوده السعودية، مشيرا الى أنه لا عزاء لمن يسعى للفتنة. ونقل موقع وزارة الداخلية الرسمى عن مصدر يمنى مسئول قوله: "نطمئن كافة الأهالى فى العاصمة عدن أن الأمن مستتب ومستقر فى كل مديريات عدن، و نؤكد لكم أن هذه المظاهر المسلحة الدخيلة على عدن ستنقضى قريبا". وحذر المصدر من وصفهم ب "دعاة الفتنة من مروجى الشائعات " من الاستمرار فى "نشر الاكاذيب". ودعا كافة المواطنين إلى عدم الانجرار إلى تلك الشائعات "المروجة للفتنة والتى تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار ". وفى السياق نفسه، قال سكان محليون لوكالة الأنباء الألمانية (د .ب. أ)، إن جميع المناطق فى مدينة عدن تشهد هدوءا حذرا، مع بدء عودة الحياة إلى طبيعتها. وأضاف السكان أن قوات الحماية الرئاسية الموالية للحكومة الشرعية، استعادت السيطرة على معسكر الحزام الأمنى فى منطقة العريش، ومعظم المناطق التى سقطت بيد القوات الجنوبية، أمس الأول، واستحدثت نقاطا أمنية فيها. ومن جانبه، أكد مسئول اللجنة الدولية للصليب الاحمر فى اليمن الكسندر فايت فى حسابه ب"تويتر" ان الاشتباكات فى عدن تواصلت خلال الليلة قبل الماضية، مشيرا الى ان فريقا من اللجنة "عاجز عن الخروج" من المدينة. وفى مؤشر إلى تصعيد اضافي، قالت المصادر الأمنية ان قوات الانفصاليين استقدمت تعزيزات عسكرية إلى عدن من محافظتى أبين والضالع القريبتين، لافتة إلى أن القوات الحكومية اشتبكت مع تلك القوات فى أبين بهدف منعها من التقدم إلا أنها عجزت عن ذلك. وكان رئيس الوزراء احمد بن دغر قد اتهم، الاحد، الانفصاليين بقيادة انقلاب فى عدن، داعيا دول التحالف العسكرى الى التدخل "لإنقاذ" الوضع فى المدينة. فى المقابل حمل الانفصاليون فى بيان رئيس الوزراء مسئولية تدهور الاحداث، متهمين إياه بتوجيه قواته لاطلاق النار على المتظاهرين المناهضين لحكومته"- على حد زعمهم. ويحتج المتظاهرون الانفصاليون على الأوضاع المعيشية فى المدينة، وكانوا منحوا الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادي، عبر "المجلس الانتقالى الجنوبي" الذى يمثلهم سياسيا، مهلة زمنية للقيام بتغييرات حكومية، متهمين سلطته بالفساد. ويقود محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدى الحركة الانفصالية فى الجنوب.