وصف الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، حرب مصر ضد الإرهاب بأنها «معركة يباركها الله»، مؤكدا أن مؤتمر التطرف، الذى تنظمه المكتبة، يأتى فى الوقت المناسب تمامًا، حيث يموج العالم بتيارات الفكر المظلم والمتطرف، التى ينبغى على الجميع الإتحاد من أجل مواجهتها. جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر السنوى الرابع لمواجهة التطرف الذى تنظمه مكتبة الإسكندرية وينهى جلساته اليوم، بحضور ما يزيد على أربعمائة مثقف وباحث وأكاديمى وإعلامي، ويدور حول دور الفن والأدب فى مواجهة التطرف. وأكد «الفقي» أهمية الأدب والفن فى صناعة الحياة واستمرارها، أما التطرف فهو أداة لتدمير الحياة وإنهاء الوجود، مشيرا إلى أن عام 2018 سيكون عام مواجهة التطرف والتشدد مع الأجيال الجديدة ليس فقط من خلال الفعاليات والأنشطة للشباب ولكن من خلال الاهتمام بالنشء الصغير. وأضاف «الفقي» أن المكتبة سوف تقوم بتنظيم رحلات لطلاب المدارس من مختلف محافظات الجمهورية إليها، كما ستعمل على التواصل مع المؤسسات الدينية لتنظيم زيارات مكثفة وبرامج خاصة لهم فى المكتبة، بهدف تقديم برنامج ثقافى مدروس فكريًا تنويريا، يواجه آفة التطرف، ونشر ثقافة التسامح والمواطنة وقبول الآخر فى المجتمع. وأوضح «الفقي» أن مكتبة الإسكندرية تلقت إهداء من محافظة الإسكندرية، وهو قصر الأميرة خديجة فى حلوان، وتعمل المكتبة على تنفيذ مشروع متحف للأديان فى تاريخ مصر، مؤكدا أن المكتبة على عتبة تحولات جديدة لتكون مكتبة للجميع وليس مكتبة النخبة كما يطلق البعض عليها. ومن جانبه، قال الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، إن المؤتمر يأتى من منطلق دور المكتبة المتفرد الذى تقوم به، والتى تسعى إلى نشر ثقافة التسامح والمواطنة وقبول الآخر بشكل مختلف، كما تعمل على تجديد الخطاب الدينى من خلال التفاعل مع الشباب والتواصل مع جميع المؤسسات الدينية المختلفة. وأشار «سلطان» إلى أن مدينة الإسكندرية تحتضن جميع الحضارات والثقافات والأديان، حيث احتضنت فنانين وكتابا من جميع الجنسيات والثقافات ممن أصبحوا فيما بعد أعلاما فى مجالاتهم، مضيفا «نظرا لمكانة الإسكندرية كأهم مدن البحر المتوسط فإننا نعمل بشكل كبير مع شركائنا من الدول الأوروبية لتوطيد التعاون على جميع المستويات بين ضفتى البحر المتوسط». وأكد «سلطان» أن الفن والأدب هما من ركائز الحياة، والأقرب إلى الوصول لقلوب الشعوب، مشددا على أهمية تعزيز التعاون والتبادل الثقافى بين الشعوب، وخاصة على مستوى الشباب، لترسيخ مبادئ التسامح والأخوة والسلام. فيما أكد الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، أن مدينة الإسكندرية هى موطن الاستنارة ومنبع التسامح، ففيها ظهرت مجلة «الفتاة»، وجريدة «الأهرام»، ومجلة «الجامعة» التى ظهر فيها مفهوم التسامح لأول مرة على يد فرح أنطون، وظلت الإسكندرية موطن الكثير من الأعمال الأدبية التى رسخت قيم التسامح وقبول الآخر. وشدد «عصفور» على أن هذا «الخلل» المسمى بالإرهاب عمره قصير، والجرائم التى يرتكبها تؤكد روح التحدى لدى المصريين، كما أن الكتاب والأدباء كانوا أول من تصدوا له، مضيفًا «جئنا لنتحدى قوة شديدة تصادر حق الحياة، بأن نؤكد على المعانى العظيمة للإنسانية». وكشف الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، عن مبادرة تعاون بين نقابة الفنانين ومكتبة الإسكندرية لإحياء الحركة المسرحية فى الإسكندرية، والتى ستبدأ أول أنشطتها شهر مارس المقبل بمهرجان مسرح فنانى الإسكندرية. وأكد «زكي» أهمية التليفزيون والمسرح والسينما فى تشجيع حركة الثقافة والإبداع لدى الأجيال الجديدة، مشيرا إلى أن المدارس والجامعات كانت الأساس فى إخراج الكثير من الفنانين ولكن الآن هذا اختفي، وداعيا إلى زيادة عدد المسارح ودور العرض وقاعات الفن والإبداع فى الإسكندريةوالمحافظات الأخري. فيما أكد الكاتب اللبنانى جهاد الخازن أهمية هذا المؤتمر لما يشهده العالم العربى من تصاعد لموجة الإرهاب وتزايد العمليات الإرهابية، مشددًا على أن قمع الإرهاب فى العالم العربى يجب أن يبدأ من مصر التى طالما كان لها الريادة العربية فى كل المجالات.