في الوقت الذى تواصل العسكرية التركية هجومها على «غصن الزيتون» بالشمال السوري لليوم السابع على التوالي، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن 5 أفراد من عائلة واحدة، من بينهم طفلان، لقوا حتفهم في غارة جوية تركية، شمال غربي سوريا. وذكرت وسائل إعلام كردية أن الغارة الجوية التي وقعت صباح أمس، في عفرين، اسفرت عن 7 قتلى. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن 343 «إرهابيا» تم «تحييدهم» وهو مصطلح يمكن أن يشير إلى القتل أو الاعتقال أو الإصابة. وقال المرصد، إن عدد القتلى المدنيين بلغ 38 قتيلا منذ بدء العملية. وقال وزير الصحة التركي أحمد دميركان، في مؤتمر صحفي بأنقرة، إن 3 جنود اتراك قتلوا في بدء العملية بالإضافة إلى 11 من المعارضة السورية المتحالفة معه، في سوريا، وإصابة 130 عنصرا من القوة المدعومة من تركيا بجروح. وفي تهديد غير مباشر للقوات الأمريكية المنتشرة بمدينة منبج في الشمال السوري، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتطهير حدود بلاده مع سوريا من المتشددين، في إشارة إلى الأكراد، قائلا إن أنقرة قد توسع نطاق عمليتها العسكرية الراهنة في شمال غرب سوريا شرقا حتى الحدود مع العراق. وفتح الهجوم التركي في منطقة عفرين السورية ضد وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة تهديدا أمنيا، جبهة جديدة في الحرب السورية متعددة الأطراف وأدى لتصعيد التوتر في العلاقات مع واشنطن. وقال أردوغان منذ بدء الهجوم الذي أطلقت عليه أنقرة اسم «عملية غصن الزيتون» إن القوات التركية ستواصل الاتجاه شرقا إلى منبج السورية وهو ما قد يجعلها في مواجهة القوات الأمريكية المتمركزة هناك. وقال إردوغان «عملية غصن الزيتون ستستمر حتى تحقق أهدافها، سنطهر منبج من الإرهابيين، قتالنا سيستمر حتى لا يبقى أي إرهابي حتى حدودنا مع العراق». وأي تحرك للقوات التركية نحو منبج، الواقعة في منطقة يسيطر عليها الأكراد وتبعد نحو 100 كيلومتر شرق عفرين، قد يهدد الجهود الأمريكية في شمال شرق سوريا، وحثت تركيا، الخميس الماضي، الولاياتالمتحدة على وقف دعم مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية أو المخاطرة بمواجهة القوات التركية على الأرض. وتصاعدت حدة التوتر بين تركياوالولاياتالمتحدة، خلال اليومين الماضيين، حيث انتقد مسئولون أتراك واشنطن لدعمها المسلحين الأكراد في سورية، فيما عززت أنقرة عمليتها العسكرية ضد جيب عفرين السوري الحدودي الذي يسيطر عليه الأكراد. ودعت الولاياتالمتحدةتركيا إلى «تجنب أي إجراءات من شأنها إثارة نزاع بين القوات التركية والأمريكية» في سوريا، وذلك بحسب بيان للبيت الأبيض في أعقاب اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء. وأعرب ترامب عن قلقه ازاء «تصعيد العنف» في عفرين، فيما تواصل تركيا إرسال وحدات مدرعة الى المنطقة الحدودية. وفيما تسيطر تركيا على الأراضي الواقعة غرب منبج، حذر المسئولون الأتراك من أنه إذا أرادت الولاياتالمتحدة تجنب المواجهة مع تركيا، فإنه يتعين على واشنطن وقف دعمها لوحدات حماية الشعب، وهي الميليشيات الكردية الرئيسية في سوريا. وقال بكير بوزداغ نائب رئيس الوزراء التركي :» إذا أرادت الإدارة الأمريكية تجنب المواجهة مع تركيا - وهو مالا تفعله - كما أننا لانفعله أيضا - فإن السبيل إلى ذلك وقف دعمها لإرهابيين بعينهم». وترى واشنطن أن وحدات حماية الشعب شريك مهم في الحرب على داعش في سوريا وهو موقف يثير حفيظة تركيا. وقالت تركيا إن الولاياتالمتحدة اقترحت إنشاء «منطقة آمنة» بطول 30 كيلومترا على طول الحدود مع سوريا، لكن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قال إن هناك حاجة لإعادة بناء الثقة بين البلدين أولا.