أفتخر وأتشرف بأن الفرصة سنحت لى لحضور مؤتمر حكاية وطن والذى أقامته مؤسسة الرئاسة بامتياز تام كعادتها فى كل الفعاليات التى نظمتها من قبل. كان الهدف المعلن من المؤتمر الذى استمر على مدى ثلاثة أيام أن يعرض الرئيس السيسى كشفا مفصلا لفترة رئاسته الأولى مكلفا من الشعب وما تحقق فى تلك الفترة وفى أزمنة قياسية من إنجازات ضخمة غير مسبوقة فى جميع المجالات والتى بها وضعت مصر أقدامها بقوة على طريق الدول الحديثة القوية واجتازت جزءا صعبا من هذا الطريق. لن أخوض فيما تحقق بالفعل لأن العين المبصرة لا تخطئه ويعلمه الجميع العدو قبل الصديق لكننى أقر بإعجابى الشديد بتلك القدرة على التخطيط المتكامل للحاضر وللمستقبل، وأزعم أن الرئيس وفريق عمله كانا جاهزين قبل قبوله لتكليفه الأول ملمين بكل المشكلات والتحديات مدركين جميع العراقيل والعقبات, عالمين عن ظهر قلب بأهم الأولويات, مستعدين بأصوب الحلول, دارسين بتخطيط علمى آليات تنفيذها فى ظل المعطيات والمتوقع من المستجدات. أستطيع أن أؤكد بكل أمانة أن الرئيس السيسى هو أول زعيم أو قائد أو حتى سياسى فى تاريخ مصر الحديث وربما فى تاريخ مصر برمته الذى وإن لم يفصح عن برنامجه الانتخابى لأن اللحظة حينئذ كانت تكليفا من الشعب لحماية مصر فى ظل ظروف شديدة الحرج والخطورة كادت تأتى على الأخضر واليابس وأوشكت أن تودى بالحاضر وبالمستقبل, إلا أنه ومن موقع الوطنية والمسئولية والخوف من المساءلة من المولى سبحانه وتعالى قبل مساءلة الشعب، لم يدخر جهدا فى تنفيذ أول إستراتيجية مستقبلية عامة شاملة متكاملة للدولة المصرية فى التاريخ تتعدى فترة رئاسته الأولى والثانية وتستمر لعقود مقبلة. لن أبالغ إن قلت إنه كما أنشأ محمد على مصر الحديثة منذ قرنين، فإن السيسى هو منقذ مصر ثم معيد إنشائها فى القرن الحادى والعشرين. نأتى للأهم فى رأيى وهما أمران الأول بالطبع والذى أثلج صدور كل من حضر وكل المصريين الوطنيين المحبين لبلادهم هو إعلان الرئيس ترشحه لفترة رئاسية ثانية. أما الأمر الثانى فهو الرئيس السيسى نفسه. عندما تستمع لهذا الرجل أو تشاهده لا تجدك أمام بشر عادي. إنها إرادة الله سبحانه وتعالى أن ترى القدوة والأخلاق والشرف والقوة والذكاء والمصداقية والتفانى فى العمل والحمية والحلم وعشق الوطن وحب الغير والصبر والمثابرة والخوف الشديد من الخالق تتجلى فى إنسان فى زمن عزت فيه كل القيم الإنسانية والروحية. على امتداد أيام المؤتمر وعند الاستماع للرجل لا تتمالك نفسك وتجد دموعك تسيل رغما عنك. بالطبع الكلام الصادق الصادر من القلب يدخل مباشرة إلى القلب ولكن كيف بتلك السلاسة والسهولة والانسيابية؟ عندما يتحدث عن مصر وتشعر بمدى عشقه لها وخوفه عليها واستعداده للتضحية من أجلها تبكي. عندما يتحدث عمن يسيئون له شخصيا ولا ينطق بكلمة جارحة أو وصف خارج وتضع نفسك مكانه وتتخيل ماذا كنت ستفعل بهؤلاء لو كانوا أساءوا لك تبكي. عندما يصارحك بما خفى عليك من مؤامرات تتعرض لها مصر وتحملها هو وبعض ممن حوله أو صعوبات جابهها هو بصدر مفتوح تبكي. عندما يتكلم عن تضحيات الأبطال من رجال الجيش والشرطة وعائلاتهم الكريمة تبكي. عندما يفصح عما يتمناه ويعمل من أجله لخير شباب مصر وعن إصراره على إعدادهم لتحمل مسئولية الوطن تبكي. عندما يتحدث عن المرأة المصرية وتقديره واحترامه لها ولدورها وكيف تأثر بعظمة والدته رحمها الله تبكي. عندما يشكر المصريين على تحملهم تبعات الإصلاحات الاقتصادية ويثنى على موقفهم ونصرتهم له أمام العالم بعدم التعبير عن غضبهم بصور قد يستغلها أعداء الوطن تبكي. عندما يحث المصريين على التكاتف والعمل وعلى عدم الخوف من المستقبل وأنهم بتوحدهم يستطيعون بلوغ أى شيء والتغلب على كل شيء تبكي. عندما يمر شريط الأحداث التى ألمت بمصر وآلمت وأدمت مصر منذ يناير2011 وحتى الآن ثم تنظر إلى الرئيس أمامك وتحمد الله على قدره فى مجيء مثل هذا الرجل ليكون منقذك ورئيسك تبكي. لقد سار بنا الرئيس فى رحلة جميلة من حكاية وطن للتذكرة والتفكر وأخذ العبر والتدبر، ثم أهلنا خلال تلك المسيرة نفسيا وعقليا ووجدانيا دون أن نشعر بجرعة سحرية إيجابية فندت لنا كيفية حماية هذا الوطن والعمل من أجل رفعته وبناء مستقبله وتحقيق أحلامنا وأحلام الرئيس له ولنا. لمزيد من مقالات سالى وفائى