لا تعرف قيمة الشخص، حتى يغيب، وهناك من يترك غيابه فراغا، وهناك من يخلف العدم، والغياب كالموت، لكنه رحيل مؤقت، وهو يسبب الألم، فى حالة الحب، واللامبالاة فى حالة الكراهية، والحاضر الغائب، غير الغائب الحاضر، وكل شيء نسبي. للغياب أسبابه، ونحن نختار الغياب، حين يكون الغياب حلا، ونتعمد الحضور، حين يكون للوجود معني، والعالم لا يتوقف لغياب أحد، ومن لا يعنيه وجودك، لا يهمه غيابك، ومن لا يفتقد غيابك، كيف تعتبره صديقك، ولا مشكلة، فلكل منا ما يشغله. والغائب يخسر دائما، لأنه لم يدافع عن وجهة نظره، ولم يجد من يدافع عنه، وهكذا يضيع حقه، لكنه لا يكترث، فهذا هو اختياره، وأحيانا يكون الغياب حلا لأزمة، وقد يكون سببا فى مشكلة، وهناك أشياء لا نعرف قيمتها، حتى تغيب عنا. وفى الحب قد يسبب الغياب ولعا، وربما يجعل المشاعر أهدأ، لكن معظم العلاقات تنتهى بالفشل، ليس بسبب غياب الحب، وإنما لغياب التفاهم، وكيف يتحقق التفاهم، ونحن نتحدث لغتين، وحين ندرك ذلك، يكون الوقت قد فات، وتنتهى الحكاية. وفى عالم الوجود، مهما طال الغياب، لابد من حضور، ومهما طال الحضور، لا بد من غياب، وحين يطول الغياب، يصبح للأشياء معنى آخر، وحين تغيب الشمس، يحل الظلام، ومن الغياب نتعلم. لمزيد من مقالات عبدالعزيز محمود