* الوطن سينطلق بسواعد الشباب وأفكاره لآفاق أرحب من البناء والتقدم * الشعب البطل الحقيقى لمعركة الحفاظ على الدولة وتنميتها * ما أنجزناه على أرض مصر لم يكن ليتحقق لولا حكمة الشعب * كنت ولازلت مستعدا لتقديم روحى فداء للوطن * تحية تقدير للأزهر والكنيسة وأهالى الصعيد والمرأة
أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس ترشحه لفترة رئاسية ثانية ، مطالبا المصريين بالنزول بكثافة فى الانتخابات الرئاسية لاختيار من يروه الأفضل لتولى المنصب. وقال الرئيس ، خلال كلمته فى الجلسة الختامية لمؤتمر «حكاية وطن» لو كان ليا خاطر ولو كان لكم تقدير لحاجة عملتها للبلد..انزلوا واختاروا من شئتم..الناس كلها فى الدنيا لازم تتفرج علينا لأن مصر تمر بتجربة منذ 2011 وما نحن فيه منذ 4 سنين امتداد للتجربة لشعب أراد أن يغير واقعه وأصر عليه وربنا أعان الشعب على التغيير ..كملوا التجربة ونزولكم للانتخابات إشارة كبيرة للعالم أجمع». وأكد الرئيس ، خلال كلمته ، أن ما جرى على أرض مصر ملحمة وطنية عظيمة من جهد مخلص وعمل شاق بطله الشعب المصري، مشيرا إلى أنه على مدار السنوات الماضية تم اجتياز أصعب السنوات التى مرت على مصر فى مدار تاريخها. وقال الرئيس السيسى إن المؤتمر كان فرصة حقيقية لاستعراض ما تم انجازه خلال السنوات الأربع الماضية، مقدما التحية للمرأة المصرية على ما قدمته من تضحيات، ومسجلا تقديره للأزهر الشريف والكنيسة القبطية حاملى لواء السلام. ووجه الرئيس ، خلال كلمته ، التحية للمسئولين الذين شاركوا فى تحمل المسئولية خلال السنوات السابقة. وأعرب الرئيس عن سعادته لا استشعاره الإخلاص فى أسئلة المواطنين التى وجهت له خلال المؤتمر. وقال الرئيس موجها حديثه للمصريين:«هاتتعبوا معايا لأن مصر تستحق أن نتعب من أجلها وحقها علينا أن ناكل من جوعنا ونشرب من عطشنا ونصبر حتى يعجز الصبر من صبرنا». كما توجه الرئيس بالشكر لأهالى الصعيد ، مشيرا إلى أنه كان هناك 23 كيلومترا يتم إمدادهما لتنفيذ مشروع كوبرى عند مدينة طما وكان المشروع متوقفا على قطعة أرض يجب إخلائها لتنفيذ المشروع، مشيرا إلى أنهم تنازلوا عن الأرض بدون مقابل لإنهاء المشروع ، موجها التحية لهم. وكانت الجلسة الختامية لمؤتمر «حكاية وطن» قد استهلت بإعادة عرض فيلم «حكاية وطن» الذى تناول تاريخ مصر القديم والحديث وملحمة كفاح الشعب المصرى منذ فجر التاريخ والقيم والمبادئ التى تحكم المصريين، كما استعرض الفيلم تاريخ مصر خلال حرب أكتوبر المجيدة. كما تناول الفيلم ثورة 2011 وحلم المصريين بالتغيير ومجابهة الشعب المصرى لجماعة الإخوان عقب اعتلائها الحكم وممارستها الإرهاب والتطرف ضد الشعب ونزول ملايين المصريين فى ثورة 30 يونيو 2013 لاسترداد مصر وتولى الرئيس عبد الفتاح السيسى منصب الرئاسة ليواجه تحديات ضخمة تمثلت فى إعادة بناء البنية التحتية ومكافحة الإرهاب وإنجاز مشروعات قومية فى مختلف المجالات سواء فى مجال الطرق والكبارى والأنفاق أو فى مجال الإسكان والمدن الجديدة أو الطاقة واستعادتها الريادة فى السياستها الخارجية أو فى مختلف المجالات سواء الرياضية أو الثقافية. كما شهدت الجلسة تحدث المهندس محمد هانى عمر الذى أشرف على أحد مشروعات أنفاق قناة السويس الذى روى تجربته فى حفر الإنفاق وكيف تم إنجاز مشروع ضخم بأيادى مصرية خلال عام والتعامل بالحفارات الضخمة، كما تطرق إلى الخطوات التى مر بها المشروع بدءا من إعداد الخطط واختيار أماكن الأنفاق والحفر وإنجاز المشروع. كما تحدث الملازم أول أحمد فهيم فايد أحد مقاتلى قوات الصاعقة المصرية عن تجربته فى شمال سيناء ، كما روى قصة جندى يدعى على على فى قوات الصاعقة خلال معركة مع الإرهابيين ، حيث افتدى خلالها زملائه بتلقى أكثر من 50 طلقة لحمايتهم. وتحدث أيضا عن محادثات هاتفية مع والدته التى كانت تشجعه على ألا يعود من سيناء قبل أن يعيد حق زملائه من الشهداء. وفيما يلى نص كلمة الرئيس : «شعب مصر العظيم الأبى الكريم» بمستهل حديثى اليوم أود أن أعرب لكم عن عظيم سعادتى وبالغ امتنانى بهذه الحالة الحوارية القيمة التى عشناها على مدار اليومين السابقين بالإضافة إلى اليوم ولقد استمعنا معا إلى استعراض مفصل للأرقام والبيانات لحقائق ما جرى ويجرى على أرض مصر من ملحمة وطنية عظيمة وجهد مخلص وعمل شاق وإنجاز هائل وتضحيات كبيرة وشاهدنا سويا بعين اليقين والحقيقة حجم ما تم على أرض الوطن وتناقشنا فى جدوى ما سبق وتبادلنا الرؤى نحو ما هو قادم والحقيقة التى يجب أن نصيغها فى مجمل القول إننا على مدار السنوات الماضية قد اجتزنا فترة من أصعب وأدق السنوات التى مرت على امتنا بمدار تاريخها الطويل تابعنا خلال فعاليات مؤتمرنا هذا ما تم على أرض الواقع من تخطيط وعمل مخلص فى إطار مشروعنا الوطنى ورؤية (مصر 2030)». ولإيمانى بأن الحوار والنقاش البناء هما السبيل إلى إيجاد صيغة وطنية فاعلة لمواجهة التحديات التى تواجهنا، وكذلك بإدراك بأن تبادل الرؤى والاستماع إلى كافة الأراء ووجهات النظر تتيح لصانع القرار بدائل وخيارات متعددة، وقد كان استعراض إنجازات المرحلة السابقة محل تقييم ونقاش من مجموعة من ممثلى كافة قطاعات المجتمع، وكان حرصى بالغا على الإنصات لتساؤلات واستفسارات الشعب المصرى العظيم؛ تلك التساؤلات التى عكست حرص المواطنين على استيضاح الحقائق والوعى بمجريات الأمور وابتغاء مصلحة الوطن والانطلاق لبناء الدولة المصرية الحديثة، دولة مدنية ديمقراطية حديثة والتى ننشدها جميعا، وكم كانت سعادتى بالغة حين استشعرت الصدق والإخلاص فى تساؤلات المواطنين المصريين والتى تحقق إرادة حقيقيه لديهم بالسعى نحو معرفة حقائق الأمور والحفاظ على صلابة الصف الوطنى وتماسك القوى الحية فى المجتمع بشبابه ورجاله وسيداته.. وأقول دون مغالاة ورغم كل ما استمعنا إليه وتابعناه إن ما جرى من إنجاز خلال ما يقرب من أربع سنوات لا يمكن تلخيصه واختزاله فى 3 أيام إنما الغرض كان تقديم لمحات من نتاج عمل شاق وجهد مضن وإرادة صلبة لأبناء هذا الشعب العظيم». السيدات والسادة الحضور الكريم.. الحق والحق أقول إن البطل الحقيقى لمعركة الحفاظ عن الدولة المصرية والدفاع عنها وعن مقدراتها وإعادة بنائها وتنميتها هم المصريون». «هم الأبطال الذين انتفضوا دفاعا عن وطنهم حين انقضت عليه قوى الظلام وهم الذين وقفوا على الحدود فى كل ربوع الوطن دفاعا عن أمنه وسلامه أرضه، أبطال تلحفوا بشمس مزارعين وعمال يزرعون الخير ويصنعون الأمل.. أبطال عبروا عن إرادتهم بحرية واستقلالية وفرضوها على العالم كله أبطال أثبتوا أن صوت المصريين مسموع وكلمتهم مكتوبة وإرادتهم نافذة.. إن كل ما أنجزناه على أرض مصر ما كان يؤتى ثماره لولا حكمة هذا الشعب العظيم وقوة ورسوخ مؤسساته الدستورية.. وإننى أتوجه بتحية تقدير واعتزاز لهذا الشعب العظيم الكريم الذى تحصن بالوعى وتمسك بثوابت وطنه وكان سدا منيعا أمام من أراد ببلاده شرا.. ومن هنا ومن على هذا المنبر أود أن أسجل للتاريخ عميق تقديرى لأزهرنا الشريف منارة الوسطية ولكنيستنا القبطية حاملة لواء المحبة والوطنية وفخرى غير المحدود بجيش مصر العظيم حارس المقدرات والحصن المنيع الذى يصون الأرض ويحمى إرادة الشعب وبشرطتنا الوطنية الباسلة حافظة الأمن والأمان، كما أسجل تقديرى لكل حاملى لواء التنوير والعلم والثقافة من مفكرين وعلماء ومبدعين ومثقفين حملة مشاعل الوعى ومصدر قوتنا الناعمة.. تحية تقدير واعتزاز خاصة للمرأة المصرية..المرأة المصرية التى تحملت وجدت وثابرت وقدمت التضحيات كى تبقى هذه الأمة عريقة وعظيمة تحية لكل أم وزوجة وأخت وابنة تحملت وضحت من أجل رفعة هذا الوطن». أما شباب مصر الواعى الناهض إنهم مصدر ثقتى الكاملة بهمتهم وعزيمتهم وإرادتهم الوطنية وإيمانى بقدراتهم اللامتناهية وهو ما لمسته فيهم خلال جولاتى بمواقع العمل والإنتاج وفى لقاءاتى العديدة معهم فى مؤتمرات الشباب فى كافة ربوع الوطن وأقول لهم إن الوطن سينطلق بسواعدكم وأفكاركم إلى آفاق أرحب من البناء والتقدم». أبناء مصر الكرام أقف أمامكم الآن متحدثا بما تصارحه به نفسى وما يجول به خاطرى دون اعتبارات أو محددات بإننى ما قصرت لحظة فى عمل كلفت به ولم أدخر جهدا من أجل هذا الوطن وكنت ولا زلت مستعدا لتقديم روحى فداء لهذا الوطن..ولهذا الشعب، ولم أكن ولن أكون طالبا لسلطة أو ساعيا لمنصب وأصدقكم القول إن كل ما تم إنجازه وما تحقق من تقدم على الرغم من عظم مقداره ليس منتهى طموحى لوطننا العزيز، فمصر الدار والسكن التى سكنت القلوب، مصر الشامخة مهد الحضارة، مبتدأ التاريخ وهبة الجغرافيا لا زلت أتمنى أن أراها فى صدارة الأمم، صانعة للمجد، عائدة لمكانتها التى تستحقها». شعب مصر العظيم.. وإيمانا بتجربتنا وتصديقا لما أنجزناه، فإننى أقدم ما تحقق فى أربع سنوات إلى الرئيس القادم الذى سوف تختارونه بإرادتكم الحرة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتى أتعهد لكم بأن تكون عنوانا للحرية والشفافية وأن تتسم بتكافؤ الفرص بين المرشحين، راجيا لمن تختارونه أن يضيف إلى الانجاز وأن يعلى البناء». وأناشد أبناء مصر جميعهم بالنزول إلى لجان الانتخابات شبابا وفتيات رجالا ونساء وشيوخا لاختيار من يرونه، صالحا وقادرا على قيادة البلاد خلال أربع سنوات مقبلة وأتطلع أن نرى نموذجا جديدا يقدمه المصريون لأنفسهم قبل أن يقدموه إلى العالم كله، يجسد حرصهم على ممارسة حقهم الديمقراطى وواجبهم الانتخابى ويؤكد قبل كل شيء وعيهم بضرورة أن تسفر الانتخابات عن نتيجة تعبر بحق عن إرادة جموع هذا الشعب العظيم. السيدات والسادة.. لقد تحملت أمانة حين كلفتمونى بها برغبتكم وإرادتكم الحرة وبذلت كل جهد استطيعه من أجل صيانة هذه الأمة التى أرجو الله - عز وجل - أن يتقبل منى ما بذلته بإخلاص وتجرد وانحيازا لهذا الشعب العظيم ولهذه الأمة الكريمة، وقد كان عهدى بينى وبينكم أننى لا أملك إلا العمل ليلا ونهارا وقادرا على مجابهة كل تحد مادمتم مصطافين بجانبي، كما أكدت من قبل وأؤكد لكم مرة ثانية إننى لا استطيع البقاء ثانية واحدة فى تحمل المسئولية على غير إرادتكم، واليوم وأنا أسترجع اللحظات الفارقة التى مرت بنا واستحضر فى ذهنى كم التحديات الجسام التى تواجه الوطن وحجم الطموحات والتطلعات التى نريدها لبلادنا، أجد نفسى مرة أخرى حائرا أمام ضميرى الوطني.. وأقول لكم بصراحة وشفافية التى تعودنا عليها راجيا أن تسمحوا لى وتتقبلوا ترشحى لمنصب رئيس الجمهورية ونيل ثقتكم مرة أخرى لفترة رئاسية ثانية».