* عام 2018 عام التحولات فى بنية التنظيمات الارهابية وتغيير كبير فى خريطة تنظيماتها النشطةفى مصر والمنطقة انتهى عام 2017 بواحدة من العمليات الارهابية المؤثرة فى نفوس الشعب المصرى باستهداف مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء واستهداف كنيسة مارمينا بمنطقة حلوان جنوب محافظة القاهرة ، وعلى الرغم من صعوبة نتائج العملية الا ان مشهد التجاوب الشعبى فى القبض على منفذ عملية حلوان يدل على التاثير العكسى للعمليات الارهابية فالهدف الرئيسى للعمليات الارهابية هو خلق حالة من الخوف المجتمعى لدى المواطنين وهو ما ظهر عكسه فى رد فعل المواطنين والذى تجسد فى دعم شهداء الروضة ومواجهة الارهابى منفذ عملية كنيسة مارمينا بحلوان، وعلى الرغم من تعرض البلاد لموجات متتالية من العمليات الارهابية خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى الا ان الموجة الارهابية الاخيرة التى تضرب البلاد بل والمنطقة تعتبر هى الاكبر على الاطلاق حيث اخذت الموجهة الارهابية الجارية اشكالا وخصائص مختلفة عن ارهاب الثمانينات والتسعينيات من القرن العشرين بداية من التركيبة التنظيمية للجماعات الارهابية والأدوات المستخدمة فى العمليات الارهابية وطبيعة الاشكال المستهدفة بخلاف الترابط التنظيمى مع مليشيات مسلحة إقليمية وهو ما يتطلب دراسة وفهم مختلف لبنية تلك التنظيمات الارهابية المسلحة وما تتطلبه من مواجهة تختلف جذريا عما كان قائما خلال الربع الاخير من القرن العشرين. وبالرغم من استمرار العمليات الارهابية منذ النصف الثانى من عام 2013 وحتى الآن فمن الملاحظ حدوث بعض التحولات فى ادوات وتكتيكات العناصر والجماعات الارهابية خلال عام 2017 يمكن رصد أهمها فى التالي: • بتحليل العمليات الارهابية خلال عام 2017 يُلاحظ تصاعد الاعمال الارهابية بشكل كبير خلال الربع الثانى من عام 2017 ثم تراجع ملحوظ خلال الربع الاخير من عام 2017، حيث يأتى شهر مايو ليحتل المرتبة الاولى فى عدد العمليات الارهابية خلال عام 2017 بمعدل (27 عملية ارهابية) ويأتى شهرى ابريل ومارس فى المرتبة الثانية والثالثة بمعدل ( 26 و 22 ) ويأتى شهر ديسمبر 2017 ليحتل المرتبة الاخيرة بعدد (6) عمليات ارهابية. • تتركز اغلب العمليات الارهابية فى نطاق محافظة شمال سيناء فى منطقة 50* 50 كيلو والتى وصلت الى ما يقرب من (158 عملية ارهابية) خلال عام 2017 ، وقد انخفضت العمليات الارهابية فى العمق المصرى مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية (2014/2015/2016). حيث وقعت ما يقرب من (35 عملية ارهابية ) فى نطاق ( القاهرة الكبرى والوادى والدلتا). • وبرصد عدد العمليات التى تعرضت لها محافظاتالقاهرة الكبرى والدلتا والصعيد خلال عام 2017 نجد تعرض تعرضت 10 محافظات بالوادى والدلتا لبعض العمليات الارهابية حيث تحتل محافظة القاهرة المرتبة الاولى بحوالى (12) عملية ارهابية ثم تأتى بعدها محافظة الغربية ( 8) عمليات ارهابية وتاتى محافظتى المنياوالقليوبية وبنى سويف كأقل محافظات شهدته عمليات ارهابية بمعدل عملية ارهابية واحدة خلال عام 2017، وبتحليل الشكل السابق ومقارنة مع العمليات الارهابية التى ضربت محافظات الجمهورية باستثناء محافظة شمال سيناء نجد اختفاء بعض المحافظات من خريطة العمليات الارهابية مثل محافظاتالقناة ومرسى مطروح والدقهلية، مع دخول محافظة جديدة لخريطة العمليات الارهابية خلال عام 2017 وهى محافظة قنا بصعيد مصر، واستمرت وتيرة العمليات الارهابية فى محافظاتالغربية والشرقية والبحيرة، وهو ما يدفعنا لتحليل اسباب قيام التنظيمات والعناصر الارهابية بعمليات فى تلك المحافظات الثلاثة، ومن ناحية اخرى تراجعت العمليات الارهابية فى الصعيد والقاهرة الكبرى بشكل ملحوظ خلال عام 2017 مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية ( 2014/2015/2016). فى المجمل حدث انخفاض فى عدد العمليات الإرهابية خلال عام 2017 مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية (2014/2015/2016)، وبعيد عن رصد لعدد العمليات يمكن استنتاج بعض الملاحظات الخاصة بطبيعة العمليات الارهابية التى وقعت خلال 2017 وتكتيكات المواجهةومنها: اولا : حدوث تغيير تكتيكى فى طبيعة المستهدف من قبل التنظيمات والعناصر الارهابية خلال عام 2017 باستهداف (الاقباط) والذى شهد تفجير كنيستى مارمرقس ومارجرجس بطنطا والإسكندرية واستهداف اتوبيس الاقباط بصحراء محافظة المنيا. ثانيا : ارتفاع نسبة الاعتماد على ( الانغماسيين والانتحاريين) من قبل التنظيمات الارهابية خلال العمليات الارهابية الكبرى التى شهدتها مصر كما حدث خلال عملية الكنيستى مارمارقس ومارجرجس والعملية الارهابية فى منطقة البرث جنوب رفح والتى استشهد فيها العقيد احمد منسى وبعض قوات الامن. وهو مما يجعل من عام 2017 عام الانغماسيون وهو بخلاف عامى 2015/ 2016 حيث يعتبر عام 2015 (عام العبوات الناسفة) حيث يعتبر عام 2015 ان صح التعيير هو الاكبر من حيث استخدام تنظيم بيت المقدس العبوات الناسفة كأداة فى العمليات الارهابية ، وعام 2016 يمكن ان نطلق علية (عام القنص) لكثرة استخدام اسلوب القنص من قبل تنظيم بيت المقدس وبعض التنظيمات الارهابية فى (العمق المصري) كما حدث فى العديد من العمليات الارهابية ومنها اغتيال ضابط الامن الوطنى بمحافظة القليوبية كنموذج. ثالثا : ارتفاع نسبة العناصر الارهابية غير المصرية المنضمة لتنظيم بيت المقدس والتى سقط خلال تنفيذها عمليات ارهابية حيث تمكنت قوات الامن المصرية من القضاء على العديد من العناصر الغير المصرية المنضمة لتنظيم بيت المقدس وسقطت اثناء المواجهات او اثناء التصدى لهم فى العديد من العمليات الارهابية فى شمال سيناء مثل ( مفلح ابو عذرة و وطارق بدوان ومحمد ابو سنيمة منفذ هجوم كرم قواديس). رابعا : اعتماد بعض التنظيمات الارهابية الجديدة ( او ما يمكن ان نطلق عليها التنظيمات الارهابية غير التقليدية) على بعض اساليب وتكتيكات التنظيمات الارهابية التقليدية، حيث قام تنظيم حسم باستخدام عبوة ناسفة وزرعها على جانبى الطرق لاستهداف سيارة امن على طريق الاوتوستراد بمنطقة المعادى بالقاهرة وهو ما يؤشر بحدوث تطور نوعى فى تكتيكات العناصر الارهابية فى العمق المصري. خامسا : ضعف سلاح العبوات الناسفة المستخدم من قبل تنظيم بيت المقدس خلال عام 2017، نتيجة تمكن قوات الامن من الحصول على بعض المعدات الخاصة بمكافحة تلك العبوات من ناحية وإعادة استراتيجية نقل القوات من ناحية اخري. سادسا : ارتفاع نسبة العمليات الارهابية ضد المدنيين من قبل تنظيم بيت المقدس خلال عام 2017. سواء كان الاستهداف بشكل عشوائى كما حدث فى مذبحة الروضة ببئر العبد والكنائس المصرية الاربيعة بداية من كنيسة (البطرسية – مارمرقس- مارجرجس- مارمينا)، او بشكل مقصود كما يحدث تجاه العديد من المواطنين فى سيناء من قتل بعض المواطنين المدنيين على يد تنظيم بيت المقدس نتيجة عدم التعاون مع التنظيم . سابعا : تراجع فى عدد العمليات الارهابية فى العمق المصرى (القاهرة الكبرى والوادى والدلتا) خلال عام 2017 نتيجة الضربات الامنية التى تنفذها قوات الامن تجاه عناصر التنظيمات السائلة او الجديدة (حسم ولواء الثورة نموذج) حيث تعتبر هذه التنظيمات الاكثر تأثير فى الوادى والدلتا. ثامنا : تراجع نسبة عدد الشهداء من قبل قوات الامن المصرية خلال عام 2017، مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية (2015/2016/2017). تاسعا : سقوط اعداد كبيرة من قيادات تنظيم بيت المقدس خلال عام 2017 على يد قوات الامن حيث تمكنت قوات الجيش من القضاء على مسئول تنظيم بيت المقدس ( ابوانس الانصاري) والعديد من قيادات الصف الثانى وبعض المسئولين عن التدريب والتسليح بتنظيم بيت المقدس مثل ( عودة سلامة الحمادين)، الرجل الثانى بتنظيم بيت المقدس. عاشرا : تراجع شديد فى استهداف بنية الدولة مثل (شبكات الكهرباء والمياة ... الخ) والمنشات الاقتصادية ( شركات اقتصادية خاصة) خلال عام 2017 وخصوصا فى العمق المصرى (الوادى والدلتا) كما كان يحدث من قل التنظيمات الارهابية خلال الاعوام الثلاثة الماضية (2015/2016/2017). وبالقياس على النقاط العشر السابقة الخاصة بتحليل طبيعة العمليات الارهابية التى حدثت فى مصر خلال عام 2017 يمكن استنتاح بعض مسارات العمليات الارهابية المحتمل حدوثها خلال عام 2018 من حيث خصائص وتكتيكات تلك العمليات المحتملة على النحو التالي: اولا: يمكن ان تعتمد اغلب العمليات الارهابية المحتمل حدوثها على عناصر عشوائية او ما يمكن ان نطلق عليه (الذئاب المنفردة) حيث ظهرت ملامح هذا المسار خلال بعض العمليات الارهابية التى حدثت خلال نهاية عام 2017 مثل الهجوم على محل لبيع الخمور بمنطقة العمرانية بمحافظة الجيزة والتى اسفرت عن سقوط ضحيتين من المدنيين. ثانيا: وبناء على الاحتمال الاول ياتى ضحايا المدنيين جراء تلك العمليات الارهابية فى المقدمة فمع انتشار محتمل لعمليات ارهابية يقوم بها ما يطلق عليه (ذئاب منفردة) يصبح اغلب الضحايا من المدنيين. ثالثا: العودة الى نمط العمليات الارهابية خلال فترة التسعينيات من استهداف محال للخمور والمقاهى ... الخ كما حدث فى العملية الارهابية الاخيرة باستهداف مقهى فى منطقة العياط بمحافظة الجيزة وهو ما يؤدى الى احتمالية ارتفاع نسبة الضحايا من المدنيين رابعا: مع احتمال ارتفاع نسبة العائدون من التنظيمات الارهابية فى سوريا والعراق خلال عام 2018 سيؤدى ذلك الى ارتفاع العمليات الارهابية على اساس الهوية ( كما حدث فى مذبحة الروضة واستهداف المسحيين). خامسا: مع تصاعدة حالة الجدل التنظيمى داخل بنية التنظيمات التقليدية ( بيت المقدس نموذجا) من حيث فك الارتباط التنظيمى مع تنظيم داعش وخصوصا خلال مرحلة تراجع التنظيم الام سيؤدى الى لظهور تنظيمات جديدة سواء كانت بسبب حدوث حالات انشقاق تنظيمى او حدوث حالات لاندماج بين بعض التنظيمات. وهو ما سيجعل من عام 2018 عام التحولات فى بنية التنظيمات الارهابية وتغيير كبير فى خريطة التنظيمات الارهابية النشطة فى مصر والمنطقة..