لم يعد مقبولا أن تبقي الحدود بين المغرب والجزائر مغلقة 18 عاما, منذ أن قررت الرباط عام1994 من جانب واحد فرض تأشيرة دخول علي الرعايا الجزائريين عقب عملية ارهابية شهدها المغرب واتهم جزائريون بالتورط فيها. فردت الجزائر بإغلاق بوابة الحدود الوحيدة بين الدولتين! وقد نتج عن ذلك وضع غير طبيعي لم تشهده المنطقة, ولا يرقي الي مستوي تطلعات الشعبين الشقيقين, وما سببه من خسائر اقتصادية وسياسية واجتماعية أيضا نظرا لوجود مصاهرة بين مليوني جزائري ومغربي. ولم يكن قرار الرباط ورد الجزائر عليه هو السبب الوحيد في اتباع سياسة إغلاق الحدود, فقضية الصحراء الغربية ظلت من أهم أسباب التوتر في العلاقات السياسية بين البلدين, وسوف تبقي كذلك بل قابلة للتصعيد مادامت مشكلة الصحراء دون حل, كغيرها من مشكلات الحدود العربية التي يحرص القادة والسياسيون العرب علي الإبقاء عليها دون حل وقابلة للاشتعال, خاصة إذا أراد أحد الأطراف استخدامها فرصة لحل مشكلاته الداخلية بتصديرها للخارج, أو شغل شعبه عن القضايا الأساسية, أو كسب الأصوات الانتخابية, أو وسيلة ضغط سياسية إذا تعارضت المصالح. إلا أن سياسة استمرار إغلاق الحدود بين البلدين كانت موضع رفض شعبي مغربي جزائري منذ بداية هذا الصيف, عبر عنه عشرات المطربين الجزائريين خلال مهرجانات الطرب والغناء التي أقيمت بالمغرب. كما عبر عن هذا الرفض أيضا عشرات المطربين المغاربة في مهرجانات للطرب والغناء بالجزائر, حيث طالب هؤلاء الفنانون من خلال أغانيهم التي قدموها بإعادة فتح الحدود بين البلدين ورفض الحواجز التي يفرضها الساسة دائما وليس الشعوب تحقيقا لمصالحهم وليس لمصالح شعوبهم, كما رفع هؤلاء المطربون والمطربات علمي المغرب والجزائر خلال حفلاتهم التي أقامها كل منهم في البلد الآخر من أجل الإسراع في تلبية هذا المطلب الشعبي, انطلاقا من أن الحدود والعلاقات المستقرة تنمية مستمرة لكل الجزائريين والمغاربة, وكأن لسان حالهم يقول: يحيا الطرب والغناء الذي يوحدهم.. وتسقط السياسة التي تفرقهم! المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين