اختار القائمون على معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام شعار «القوة الناعمة» له، وهى القوة الروحية والمعنوية التى تجسدها الأفكار الراقية والمبادئ السامية والأخلاق الرفيعة من خلال الدعم فى مجالات حقوق الإنسان والبنية التحتية والثقافة والفن، وأول من أطلق هذا المصطلح هو جوزيف ناى من جامعة هارفارد لوصف القدرة على الجذب دون الإكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع، وقد صاغه فى كتابه الصادر عام 1990 بعنوان «القوة الناعمة وسيلة النجاح فى السياسة الدولية»، وما أحوجنا لسبر أغوار هذا المصطلح العميق فى عالمنا العربى والإسلامى لتصبح ثقافة «الحوار والاختلاف» أمرا بديهيا وتكون لغة التسامح والعفو، هى السائدة مع تعظيم المبادئ الإنسانية التى تحث عليها كل الأديان السماوية، مثل احترام الكبير والعطف على الصغير، والإيثار والمشاركة الفاعلة لخدمة المجتمع، ويبقى الدور التوعوى للمؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدنى والأحزاب السياسية لدعم مفهوم القوة الناعمة ليصبح عام 2018 هو عام التسامح والارتقاء بأسلوب التعامل والتفاهم فى حياتنا اليومية.. إن ثقافة الشعوب هى أول الطريق إلى التقدم والازدهار ولنا فى الأمم السابقة القدوة والمثل والعبرة. أشرف الزهوى المحامى بلبيس شرقية