شهدت محافظتا الاقصر واسوان حالة من الرواج السياحى الملحوظ خلال الأيام الماضية تزامنت مع احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة، بينما مازالت تعانى مناطق جنوبسيناءوشرم الشيخ حالة الركود السياحي. ففى الأقصر تشهد السياحة حالة من الرواج منذ بدء الموسم حيث شهدت حركة السياحة النيلية مرور ما يقرب من 100 فندق عائم ما بين الأقصروأسوان خلال الأسبوعين الماضيين على متنها آلاف السائحين من مختلف الجنسيات، كما شهدت سماء الأقصر صعود 30 رحلة بالون خلال يومين على متنها أكثر من 400 سائح مصرى وأجنبي. وأكد الخبير السياحى محمد عثمان أن الحركة السياحية بالأقصر تشهد رواجا كبيرا هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية وتأتى السياحة الصينية فى مقدمة الدول المصدرة للسياحة بالأقصر إلى جانب السياحة اليابانية والكورية والأوروبية القادمة من إنجلترا وفرنسا واسبانيا. وتستعد الأقصر خلال الأيام المقبلة لاستقبال ماراثون زايد الخيرى المقرر انعقاده أواخر شهر يناير الحالي، والذى تقيمه مؤسسة زايد الخيرية الإماراتية ضمن فعاليات عام زايد التى تقام فى الذكرى المئوية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسيتم تخصيص عائده لمستشفى شفاء الاورمان لعلاج السرطان بالاقصر. ومن الاقصر إلى أسوان لم يختلف الحال كثيرا فشهدت المحافظة ارتفاعا فى نسبة الإشغالات السياحية خلال فترة أعياد الكريسماس ورأس السنة، وبلغت 75 % ونفضت 95 باخرة سياحية غبار الركود ونقلت آلاف السياح بين الأقصر واسوان رغم انخفاض منسوب مياه نهر النيل وتعرضها لمشاكل فى المجرى الملاحي، إلا أنها استمرت فى رحلاتها المكوكية بين المدينتين مرورا بمعابد كوم امبو وادفو. يقول عبد الناصر صابر نقيب المرشدين السابق ان هذا الموسم شهد دعوة السائحين الألمان والايطاليين والبلجيك الذين انقطعوا عن زيارة مصر منذ سنوات وظهرت جنسيات جديدة مع الصينيين من دول أمريكا اللاتينية من دول مثل البرازيل وعودة السائح الاسبانى والهندي. ويؤكد صلاح ظافر الخبير السياحى ان الموسم مبشر، ومتوقع دعم واقبال السياحة الداخلية خلال شهرى يناير وفبراير مع عطلات نصف العام الدراسي، ويقول ان معظم السفراء والعاملين بالسفارات الأجنبية بالقاهرة واسرهم فضلوا قضاء اجازة الأعياد فى دفء الاقصر واسوان. ويقول محمد انور رئيس مدينة ابو سمبل ان لافتة «كامل العدد» عادت خلال الاعياد إلى فنادق المدينة وشهد مطار ابو سمبل لاول مرة ومنذ سنوات رحلات الطيران العارض وبلغت عدد رحلات الطيران اليومى 12 رحلة من القاهرة واسوان وتجاوز عدد زوار المعبد يوميا الألفى سائح وزار ابوسمبل عدد كبير من السفراء والقناصلة العاملين بالقاهرة . وفى مدينة السلام شرم الشيخ شهدت حالة من الركود السياحى ألقت بظلالها على الفنادق والمنتجعات السياحية التى ما زالت حتى الآن تحقق خسائر فادحة رغم تدفق السياح لكن لا يمكن مقارنته بما هو قبل ثورة 25 يناير . يقول هشام على رئيس جمعية مستثمرى جنوبسيناء ان تدفق السياح على مدينة شرم الشيخ خاصة خلال احتفالات أعياد الكريسماس ورأس السنة يعد متواضعًا للغاية، وهو ما يعبر عن حجم ما يعانيه أصحاب الفنادق والعاملون بها . وأشار على إلى أن الأسعار التى أعلن أصحاب الفنادق عنها مقابل بيع الغرف خلال هذا الموسم تعد زهيدة حيث تتراوح بين 15 و20 دولارا وذلك فى فنادق فئة الخمس نجوم، ورغم خفض سعر الغرف لهذا المستوى فإن نسبة الإشغالات لا تزيد على 40 % فى جميع فنادق شرم الشيخ، بخلاف الفنادق التى أغلقت أبوابها والتى بلغت 100 فندق سياحى نظرا لحالة الركود التى تعانيها المدينة، وأكد أننا فى انتظار السوقين الروسية والانجليزية السياحيتين التى تعتمد عليهما شرم الشيخ بنسبة كبيرة. وأكد رئيس الجمعية ان هناك مشكلة ضخمة حيث اقيم فى شرم الشيخ وحدها أكثر من 65 ألف غرفة فندقية دون عمل دراسة جدوى أو توجيه من قبل المحليات التى وافقت على تخصيص الارض ومنح التراخيص وكلفت مليارات الجنيهات ولم تحقق أى هامش ربح إلى الان وتتطلب من المحافظ اللواء خالد فودة ضرورة توفير كل الخدمات والمرافق لها حتى يتم تشغيلها حتى تظهر شرم الشيخ بالمظهر اللائق امام روادها . ويتفق وجدى سعد رئيس لجنة السياحة بالاتحاد العربى التابع لجامعة الدول العربية مع المهندس هشام علي، مؤكدًا ان نسبة الإشغالات السياحية خلال الاحتفال بأعياد الميلاد والكريسماس بلغت 70 % منهم 30 % فقط يمارسون الأنشطة السياحية مثل التسوق والرحلات والألعاب المائية والغوص وغيرها. وأوضح وجدى أنها ساهمت بنسب بسيطة فى إنعاش السياحة لكن لا يمكن مقارنتها بأعوام ماضية وأن حجم التوافد كان بأعداد أقل من توقعاتنا خاصة خلال موسم إجازة عيد الميلاد والكريسماس، لكن لدينا أمل فى استعادة الحركة السياحية من خلال الجهود السياسية التى يمكن ان تمارسها الدولة واسلوب التفاوض الدبلوماسى مع الحكومتين الروسية والإنجليزية من خلال سياسة تبادل المصالح المشتركة.