عبد الوهاب حامد : ونتواصل مع كل ما يحبه النبي عليه السلام وتحديدا السورة المحببة الي رسولنا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب الي مما طلعت عليه الشمس, ثم قرأ: انا فتحنا لك فتحا مبينا وسورة الفتح هي سورة مدنية وترتيبها في القرآن الثامنة والأربعون وأياتها تسع وعشرون أية, وهذه السورة نزلت في الطريق بين مكة والمدينة عند انصراف رسول الله من الحديبية في ذي القعدة من سنة ست من الهجرة حين صده المشركون عن الوصول الي المسجد الحرام فيقضي عمرته فيه, وحالوا بينه وبين ذلك, ثم مالوا الي المصالحة والمهادنة وان يرجع عامه هذا ثم يأتي من قابل, فاجابهم الي ذلك علي تكره من جماعة من الصحابة منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه, فلما نحر هديه حيث أحصر ورجع وأنزل الله عز وجل هذه السورة فيما كان من أمره وأمرهم وجعل ذلك الصلح فتحا باعتبار ما فيه من المصلحة وما ال الامر اليه كما روي ابن مسعود رضي الله عنه وغيره أنه قال: انكم تعدون الفتح فتح مكة ونحن نعد الفتح صلح الحديبية, ومن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: ما كنا نعد الفتح الا يوم الحديبية لقد حصل بسبب صلح الحديبية خير جزيل, وأمن الناس وأجتمع بعضهم ببعض وتكلم المؤمن مع الكافر وانتشر العلم النافع والايمان, قال الشعبي في قوله تعالي: انا فتحنا لك فتحا مبينا هو فتح الحديبية, لقد أصاب رسول الله صلي الله عليه وسلم بصلح الحديبية مالم يصب في غزوة, غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وبويع بيعة الرضوان, وأطعموا نخل خيبر, وبلغ الهدي محله, وظهرت الروم علي فارس, ففرح المؤمنون بظهور اهل الكتاب علي المجوس وقال الزهري: لقد كان الحديبية أعظم الفتوح وذلك أن النبي صلي الله عليه وسلم جاء اليها في الف وأربعمائة, فلما وقع الصلح مشي الناس بعضهم في بعض وعلموا وسمعوا من الله. فما اراد احد الاسلام الا تمكن منه فما مضت تلك السنتان الا والمسلمون قد جاءوا الي مكة في عشرة الاف. فلاجل هذا الخير وغيره مما تضمنته سورة الفتح فانها تستحق ان تكون أحب الي رسول الله صلي الله عليه وسلم مما طلعت عليه شمس فصلاة وسلاما عليك ياسيدي يارسول الله يامن أضأت لنا الطريق.