كلنا نقع فى نفس الخطأ فكلنا نتسرع فى الحكم على الأشياء على الرغم من أن المسألة سهلة وبسيطة ولا تتطلب سوى ان نضع الأمور فى حجمها الحقيقى. فبينما كنت أقلب فى أجندة المعلومات التى أدون فيها ما يعجبنى من قصص، قرأت حكاية خبير فى التنمية البشرية كان يعطى محاضرة عن التحكم فى مشكلات وضغوطات الحياة فأمسك بكوب ماء فارغ ووضعه فوق يده وسأل الجميع كم يساوى وزن هذا الكوب فأجابه الجميع نفس الاجابة وهى أنه يتراوح ما بين 50 أو100 جرام، فكان رده بأن جميع الإجابات خاطئة وقال لتلاميذه: لا يهم بشىء الوزن المطلق لهذا الكوب، إنما الوزن الحقيقى يعتمد على المدة التى أظل أحمله فيها.. فلو حملته لمدة دقيقة أو دقيقتين لن يحدث أى شىء، ولو قمت بحملة لمدة ساعة فسوف أشعر بألم فى يدى، أما لو قمت بحمله لمدة يوم كامل فسوف تقومون باستدعاء سيارة إسعاف لكى تذهب بى الى المستشفى من شدة التعب. الكوب له نفس الوزن تماما ولكن كلما طالت المدة التى نحمله فيها فما زاد وزنه، ولو طبقنا ماحدث مع الكوب على حياتنا اليومية فسوف نكتشف أننا لو حملنا مشكلاتنا والاعباء الحياتية التى تحدث لنا فى جميع الأوقات فسوف يأتى اليوم الذى لانستطيع فيه مواصلة حياتنا. لذا انتهز فرصة أننا الآن فى بداية عام جديد وأوجه دعوة للجميع بأن نعيد النظر فى طريقة تعاملنا مع حياتنا الخاصة وليتنا نتوقف عن إطالة الوقت الذى نحمل فيه مشكلاتنا وهمومنا فوق ظهورنا. اعتقد أننا اذا فعلنا ذلك فسوف نستطيع مواصلة الحياة بلا أعباء، صحيح أن الحياة لن يكون « لونها بمبى» وإنما على الأقل نكون قادرين على مواصلة حياتنا بشكل طبيعى الى حد ما, فكفانا ما يحيطنا من مشكلات واحباطات خارجية لا ذنب لنا فيها لأنها «قدر ومكتوب». [email protected] لمزيد من مقالات أشرف مفيد