أعرب الكاتب الكبير بهاء طاهر عن همومه لكثرة المعارضين لثورة25 يناير وبسبب الأوصاف التي يطلقها البعض عليها الآن بأنها أصبحت25 خساير. ولكاتبنا كل الحق فقد كانت التوقعات ان تترجم الثورة الي بشاير وليس الي خساير كما يراها المتشائمون. بيد ان المشهد العام يشكك في البشارة وليس أمامنا الآن سوي الخسارة, فالشلل العام هو العنوان الرئيسي للساحة السياسية والاقتصادية بالإضافة الي النفوس الخربة, والكل يضع البلد في المرتبة العاشرة, ولا يري سوي نفسه, والدولة تتعمد الغياب وتترك الجميع يلهو بمصر كما يحلو لهم. فرأينا حربا شبه أهلية في دمياط وإغلاق الميناء وخسائر بالملايين, وبعض أهالي أسوان لم يجدوا أسهل من نادي الشرطة لإحراقه لإبلاغ رسالتهم الي الدولة الغائبة. حتي حجاج الله انتابتهم نفس موجة الفوضي العارمة وانتقدوا وزير الأوقاف وطالبوه برد أموالهم لشكهم في المناسك التي أدوها!! وللدولة والمخربين ننقل لهم حكاية طلبة احدي الكليات الذين فوجئوا بأستاذهميدخل عليهم حاملا كوبا به ماء قبل ان يشرح لهم محاضرة عن كيفية التحكم بضغوط وأعباء الحياة, ثم سألهم: ماذا تعتقدون وزن هذا الكوب بالماء؟.. تعددت إجابات الطلاب وتراوحت بين50 جراما الي500 جرام. فقال الأستاذ, لا يهم الوزن المطلق لكوب الماء, فالوزن هنا يعتمد علي المدة التي أظل ممسكا فيها الكوب, فلو رفعته لمدة دقيقة لن يحدث شيء, ولو حملته لمدة ساعة سأشعر بألم في يدي, ولكن لو حملته لمدة يوم فسوف تستدعون سيارة إسعاف لنقلي الي المستشفي بسبب الإغماء الناجم عن الحمل الثقيل. فالكوب له نفس الوزن تماما, ولكن كلما طالت مدة حمله زاد ثقله وهمه. وهذا هو حالنا الآن, فالحمل زاد علي الحد وكان يفترض ان تكون فترة تولي الأستاذ للمهمة أقل وليست لأشهر طويلة. فلو حملنا أعباء حياتنا في جميع الأوقات فسيأتي الوقت الذي لن نستطيع فيه المواصلة, فالهموم والمشاكل سيتزايد ثقلها. فما يجب فعله هو أن يضع الأستاذ الكوب في مكانه ويتفرغ لانجاز مهامه الحقيقية والصعبة في نفس الوقت, وأن يجعل الآخرين يتحملون المشهد برمته. وبذلك نوزع المهام ولا نتحمل هموما ثقيلة لا نستطيع حلها. والله المستعان. المزيد من أعمدة محمد أمين المصري