غاب الصعيد طويلا عن خريطة التنمية لدى الحكومات المتعاقبة، لكن الأمر اختلف تماما منذ ثورة 30 يونيو 2013،وباتت لدى القيادة السياسية، والحكومة استراتيجية متكاملة لتنمية محافظات الصعيد من مختلف الجوانب. لذلك فإن جولات الوزراء فى الصعيد أصبحت نشاطاً يوميا لمتابعة مايجرى هناك من مشروعات، وعمليات تنمية. وهو ما أكدته الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط بقولها ان تنمية الصعيد تأتى فى قلب خطط الدولة للتنمية، حيث تعمل الدولة على توفير بيئة مناسبة لاقامة المشروعات، وخاصة أن محافظات الصعيد عانت نسب فقر مرتفعة وتدنى الخدمات لفترات طويلة، ولهذا حرصت الدولة على إحداث تنمية متكاملة بتلك المحافظات، إلى جانب الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة لتوفير فرص عمل للشباب. وكذلك ما كشف عنه الدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية من عقد مؤتمر بجامعة سوهاج خلال الأسبوع الاخير من شهر يناير الحالي، لوضع خطة متكاملة للاسراع بالتنمية فى الصعيد تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي. لقد شهدت محافظات الصعيد جهدا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، واهتماما بعمليات التنمية بها، مثل مؤتمر الاستثمار وتنمية الصعيد الذى ناقش سبل توفير فرص حقيقية للشباب من خلال استعراض فرص الاستثمار فى محافظات الصعيد، وفتح آفاق للاستثمار وجذب المستثمرين ورجال الأعمال للتعرف على مجالات الاستثمار المتاحة بتلك المحافظات، كذلك تخصيص القرض الذى حصلت عليه الحكومة بقيمة 500 مليون دولار لتمويل المشروعات التنموية والخدمية فى الصعيد، خاصة استكمال المشروعات المتوقفة فى محافظتى سوهاج وقنا والمتعلقة بالبنية الاساسية، ومشروعات مياه الشرب والصرف الصحي، حتى يشعر مواطنو الصعيد بتحسن حقيقى فى أوضاعهم المعيشية. إن الجهد الكبير الذى يبذل الآن فى الصعيد ستظهر آثاره فى جميع المجالات، وسيكون أحد الأسلحة المهمة للدولة ليس فقط فى مواجهة الفقر والبطالة، لكن فى مواجهة الارهاب أيضا، لأن هذا الجهد يحبط محاولات أهل الشر فى استغلال الأوضاع المعيشية ببعض مناطق الصعيد لنشر الأفكار المتطرفة، فعمليات التنمية الحقيقية ستنهض أيضا بوعى الجماهير وليس بحياتهم المعيشية فقط. لمزيد من مقالات رأى الأهرام