يكشف الحادث الإرهابي الجبان الذي استهدف كنيسة مار مينا بحلوان أمس الأول إلي أي مدي وصل الإجرام والسفالة والانحطاط بهذه الجماعات الإرهابية المارقة التي لا تراعي حرمة لدور العبادة ولا قدسية للنفس البشرية التي حرم الله قتلها، وجعل في كتابه الكريم قتل نفس واحدة كقتل الناس جميعا، فما ذنب هؤلاء المواطنين الأبرياء المسالمين الذين ذهبوا لأداء عباداتهم وشعائرهم الدينية في أمن وطمأنينة دون أن يقترفوا إثما ولا جرما بحق أحد، ماذا جنوا لكي تزهق أرواحهم بكل هذه الخسة والنذالة في يوم من أقدس الأيام وهو يوم الجمعة. وليس خافيا علي أحد أهداف هذه الجماعات من مثل هذه العمليات الخسيسة وسعيهم إلي إحداث الوقيعة والفرقة بين أبناء الوطن الواحد وإذكاء نار الفتنة الطائفية وجر البلاد إلي أتون حرب أهلية لا تبقي ولا تذر وتقضي علي الأخضر واليابس في إطار سعيهم لتنفيذ مخططاتهم لهدم الوطن ومؤسساته لحساب أجندات وقوي خارجية لا تريد بمصر ولا بشعبها خيرا. ولكن هيهات هيهات لهذه الشرذمة القليلة ومن وراءها، فلن يستطيع هؤلاء ولا أولئك النيل من مصر ووحدة نسيج شعبها، فالجميع يدرك ما يحاك للبلاد من مؤامرات سواء في الداخل أو الخارج لوأد الحلم المصري في إقامة دولته المدنية الحديثة علي أسس من العدل والمساواة بين الجميع دون النظر إلي مسألة العرق أو اللون أو العقيدة والدين، ولن ينساق أحد من الجانبين سواء المسلم أو المسيحي وراء هذه المخططات القذرة، لأنهم يدركون جميعا أن قوتهم في وحدتهم وتماسكهم وليس لهم غير مصر وطنا ولدوا فيه وعاشوا فيه علي مدي قرون عديدة وسيعيشون إلي ما شاء الله لهم، إخوة متحابين متوادين، ورغم ما تمر به البلاد من ظروف اقتصادية فإنهم راضون بما قسم الله لهم، وفي الوقت نفسه واثقون فى أن البلاد مقبلة علي نهضة كبيرة بأيديهم وأيدي قيادتهم وسوف يرون مردودها عليهم وعلي أبنائهم في المستقبل القريب بإذن الله. كما أن حرص القيادة السياسية والمؤسسات الدينية وعلي رأسها الأزهر والكنيسة علي ترسيخ مبادئ المواطنة والمساواة بين الجميع سيفوت الفرصة علي هؤلاء المفسدين في الأرض وسيحول بينهم وبين تحقيق أغراضهم ومآربهم التي لم تعد تنطلي علي شعوبنا بعد أن وعت الدرس، ولن تقع ثانية في شراك وحبائل الجماعات المأجورة. إن الحادث الإرهابي الجبان يؤكد بما لا يدع مجالا للشك صدق التوجه المصري لمكافحة الإرهاب بكل قوة وحسم، والقضاء عليه واستئصال جذوره، ويؤكد كذلك دعوة الرئيس السيسي دول العالم كافة إلي ضرورة المواجهة الشاملة لهذه الظاهرة البغيضة التي أصبحت تهدد العالم بأسره. لمزيد من مقالات رأى الأهرام