• هذه ليست ساعة الصراخ والعويل والألم،...، بل ساعة الغضب وإعلان التحدي والحرب علي الإرهاب • اليوم.. أتحدث عن الارهاب الدموي الغادر الذي لايرعي ديناً ولاحرمة ولا وطناً ولا انسانية،...، ولكنه يمارس جرائمه الخسيسة وتفجيراته الجبانة ضد مصر وشعبها حقدا وكراهية ورغبة مريضة في الانتقام من المصريين جميعا لرفضهم الرضوخ لحكم وسيطرة جماعة الإفك والتكفير والارهاب عليهم، واحباطهم لمحاولات اسقاط الدولة وتفكيك الجيش والشرطة، في اطار المخطط الساعي لإعادة رسم خريطة المنطقة العربية والشرق أوسطية من جديد،..، وإقامة ما أطلقوا عليه سلفا »الشرق الأوسط الجديد»، والذي بدأ تنفيذه بغزو وإسقاط العراق في براثن الفتنة والتفتت والانقسام والضياع، ثم من بعده جاء الدور علي سوريا التي خططوا للانزلاق بها، وجرها مع سبق الاصرار والترصد إلي مهاوي الاقتتال والحرب الأهلية والفتن الطائفية، للقضاء علي المؤسسات وتفكيك دعائم الدولة واسقاطها. وفي ذات الوقت أسقطوا الدولة الليبية وأدخلوها في فخ التقسيم والصراع والاقتتال بين القبائل والفصائل والميليشيات المتنازعة علي السطة والنفوذ وعوائد البترول،..، كما جروا اليمن جرا إلي ذات المصير ليسير مغمض العينين علي طريق الفتن والصراع والاقتتال والتقسيم. وخلال ذلك كله ومن قبله ومن بعده كانوا يدركون ويعلمون علم اليقين، أن مشروعهم هذا ومخططاتهم تلك لتقسيم المنطقة واعادة صياغتها ورسم خريطتها، لن يكتب له النجاح طالما بقيت مصر علي حالها ولم تسقط،..، لذلك كان هدفهم الاكبر هو اسقاط الدولة المصرية،...، ولكن ارادة الله ومشيئته.. ورفض الشعب واصراره ووقوف قواته المسلحة معه أحبط هذا المخطط الشيطاني، ولم تسقط مصر، فكانت الكراهية لمصر وشعبها ، وكانت الحرب الارهابية عليها. الصراحة المباشرة ولكن قبل ان استطرد في تفاصيل ما جري وما كان، اسمحوا لي في طلب المعذرة من الجميع،.. من كل من يقرأ هذه اليوميات، ومن كل من ستقع تحت عينيه أو يسمع بها من غيره ممن يقرأون ويتابعون. أما لماذا المعذرة التي أطلبها منكم، فذلك نظرا لكوني عاقد العزم بإذن الله وعونه علي أن اكون معكم مباشرا وصريحا إلي أقصي حدود الصراحة والمباشرة،..، حتي ولو كانت هذه الصراحة المباشرة لاتأتي علي هوي البعض، ولاتنال رضا البعض الآخر،..، وحتي ولو كنت ادرك انها غيرمقبولة ولا مرحب بها لدي بعض الآذان وبعض الأنفس التي تريد دائما سماع ما تهوي وماتحب، حتي ولو كان في ذلك خداع للنفس وتجاهل للحقائق القائمة علي أرض الواقع. وفي ذلك أقول بكل الصراحة والوضوح، انني لست مع حالة الصراخ والعويل »والولولة» القائمة علي بعض القنوات الفضائية المصرية والمنبثة علي اجهزة الاعلام المحلية، منذ وقوع الحادث الارهابي الجبان والخسيس الذي وقع في طنطا، وما تلاه من جرم ارهابي آخر في الاسكندرية،..، وهو ما يتكرر للأسف عند وقوع أي حادث ارهابي طوال السنوات الماضية وحتي الآن. اقول ذلك عن اقتناع كامل بأن هذه ساعة للغضب الواعي، والاصرار المعلن عن التحدي ورد الفعل الرافض للانزلاق في خطأ تعظيم الفعل الاجرامي، وهو وقت اعلان التحدي والتصميم علي المواجهة وخوض الحرب ضد الارهابيين ومن وراءهم، والإصرار علي الانتصار فيها والسعي الجاد للقضاء علي فلول وعصابات جماعة الافك والضلال والارهاب، واقتلاع جذورهم النجسة من ارض مصر الطاهرة. حربنا جميعا واقول ذلك رغم الألم الشديد والحزن البالغ الذي يحيط بي ويستولي علي جماع مشاعري، ويمزق قلبي ويدميه منذ لحظة وقوع الجرائم الارهابية الخسيسة والبشعة، وتأكدي من وجود العديد من الضحايا، من الأخوة والأبناء والأحبة الذين فقدناهم علي يد الارهاب الاسود في تلك الجرائم الشنعاء ممن استشهدوا وفقدوا ارواحهم وهم يتعبدون لله ويسبحون بحمده احتفالا بأحد السعف، في بداية اسبوع الآلام، وفي ذات اليوم الذي دخل فيه نبي الله عيسي بن مريم عليه السلام، إلي مدينة »أورشاليم» حاملا رسالة السلام والمحبة للناس جميعا وللعالم أجمع. ولكني بالرغم من الألم والحزن، وبالرغم ايضا من الغضب الشديد والجامح الذي ينتابني جراء ما جري وما كان، إلا اني اطالب الجميع في ظل الحرب المشتعلة والمواجهة الشاملة التي نحن فيها الآن، مع الارهاب وجماعة الإفك والضلال والتكفير والتفجير، بأن يدركوا جميعا بأنه لاسبيل أمامنا ولاخيار لناسوي الانتصار في هذه الحرب وتلك المواجهة بإذن الله. والأهم من ذلك هو أن ندرك أن الانتصار في هذه الحرب يتطلب منا الايمان الكامل بأنها ليست حرب القوات المسلحة والشرطة وحدهما،..، بل هي حربنا جميعا، أي انها حرب كل المصريين، وفي المقدمة منهم المثقفون والمفكرون والاعلاميون والفنانون، ومعهم كل المؤسسات التعليمية والدينية وخبراء الاجتماع، باعتبار هؤلاء جميعا هم عقل الأمة وضميرها الواعي والمستنير،...، وبهذا تكون حربنا جميعا. اليقظة الكاملة واعذروني اذا ما اضفت إلي هذا التأكيد أن ذلك لايكفي ايضا، بل لابد أن يسبقه ويتبعه ويسير معه في ذات الوقت، اليقظة الكاملة من جموع الشعب وعامة الناس، والتنبه الشديد من جانب الجميع دون استثناء لكل ما يثير الشك ويدعو للريبة، وذلك لتضييق الفرصة أمام كل ارهابي يسعي للمساس بأمن وسلامة الوطن، ويحاول القيام بالتخريب أو التفجير في غفلة منا جميعا، أو في ظل تراخي البعض منا وعدم انتباههم الحذر والواجب. وفي ذلك علينا أن نؤمن اننا نستطيع بالفعل احباط جميع المحاولات الآثمة والاجرامية للارهابيين إذاما اصبحنا علي القدر اللازم والضروري من اليقظة والانتباه لما يدور حولنا، خاصة إذا ما عرفنا ان هؤلاء الارهابيين القتلة يعتمدون في جرائمهم، علي استغلال حالة الاسترخاء وعدم التنبه وعدم الحذر التي نحن عليها في غالب أو كل الأحيان كما يستغلون أيضا غياب اليقظة لدينا فيما يجري حولنا. وغياب الشعور العام بأننا في حالة حرب فعلية تستهدف الوطن كله وكل مافيه ومن فيه، وهو ما يعني اننا نحن المستهدفون قبل أي شيء آخر. وهذا يتطلب ان نضع حدا عاجلا لحالة الاسترخاء والغفلة المنتشرة بيننا والسائدة في كل المواقع الحيوية والمهمة والتي تتطلب التأمين والحماية،..، واعذروني ايضا اذا ما قلت بصراحة تامة بأن المواجهة والحرب التي نخوضها الآن لايتسق معها علي الاطلاق أي استرخاء أو غفلة،..، وان اليقظة العامة والانتباه التام هما ما يجب ان نكون عليه جميعا في مواجهة هؤلاء القتلة الارهابيين، الذين ماتت ضمائرهم وخانوا الوطن وراحوا يعيثون في الأرض فسادا. نهج إجرامي والمتأمل للجرائم الارهابية التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية، وما سبقها، يلاحظ أن هناك نهجا اجراميا جديدا لجأت اليه الجماعات الإرهابية، في سعيها المريض لإلحاق اكبر قدر من الأذي بمصر الدولة والوطن والشعب، في ظل الضربات الموجعة التي تعرضت لها علي أرض سيناء من جانب قواتنا المسلحة، التي واجهتها بكل القوة والعزم، وقضت علي احلامها المريضة في فرض السيطرة علي جزء من الأرض المصرية العزيزة علي كل وطني مصري شريف. وهذا النهج الجديد من جانب الجماعة الارهابية برز واضحا بعد نجاح قواتنا المسلحة في اقتحام جبل الحلال وتطهيره من الدنس الارهابي الذي كان مسيطرا عليه، في اوكار ومغارات.. ودشم ومراكز ظنوها محصنة، وكانوا يختبئون ويقيمون فيها ويمارسون فيها التدريب والتخطيط والاعداد لجرائمهم وعملياتهم الارهابية ويعتقدون انها في مأمن وانهم سيظلون بعيدا عن سلطة الدولة وقوات الجيش. ولكن رجال قواتنا المسلحة البواسل فاجأوهم باقتحامهم للجبل وتدميرهم لهذه الأوكار وتلك الدشم والمغارات، وفرض السيطرة الكاملة علي ارجاء الجبل ومسالكه ودروبه، والحاق خسائر فادحة بعصابات التكفير والضلال والارهاب،..، وهو ما افقدهم عقلهم وتوازنهم، وجعلهم يلجأون بجرائمهم الخسيسة والجبانة إلي محاولة النيل من وحده الشعب، ومهاجمة الكنائس والأسر المسيحية لعل ذلك يؤدي إلي زرع بذور الفتنة بين جموع الشعب الواحد ويضعف نسيجه القوي ويهدد لحمة الشعب واستقرار الدولة المصرية.. خيبة الأمل وفي ظل هذا النهج المريض للجماعات الارهابية.. وجدناهم يمارسون جرائمهم للتفجير والترويع ضد بعض الابناء والاسر في العريش بعد قيامهم بالجريمة البشعة والجبانة ضد الكنيسة البطرسية بالعباسية، في نهاية العام الماضي، وبعد ان خاب أملهم المريض الذي كانوا يحلمون به، ويتصورون امكانية حدوث فوضي وفتنة وشق في النسيج المجتمعي المصري في اعقاب سفك دم المصريين في بيت من بيوت الله وهم يتعبدون لله جلت قدرته. وكما خاب توقعهم وضل سعيهم في جريمة الكنيسة البطرسية، خاب سعيهم ايضا في الجرائم التي ارتكبوها ضد المصريين بالعريش، وظل الشعب المصري العظيم واعيا ومدركا لكل اهدافهم المريضة ومساعيهم الاجرامية،..، وظل مصراً علي احباطها والعمل علي افشالها. ولذلك ازداد جنونهم وازدادوا اصرارا علي الاستمرار في محاولاتهم الدنيئة لإحداث فرقة بين المصريين وايقاع الفتنة بين صفوف الشعب، عن طريق ارتكاب المزيد من الجرائم الارهابية البشعة والجبانة ضد ابناء مصر وهم يحتفلون بأحد الشعانين ويتعبدون لله في دور العبادة،..، فكانت جريمتهم الأخيرة بكل الخسة والنذالة في كنيسة »مار جرجس» بطنطا، وايضا في الكنيسة »المرقسية» بالاسكندرية. وهو ما اكد ويؤكد بما لايدع مجالا للشك بأننا إزاء عدو لادين ولاوطن له، تحركه الكراهية العمياء لمصر والمصريين جميعا، وانه يسعي بكل الوسائل الخسيسة للنيل من أمن وأمان الوطن واستقراره، وإثارة اكبر قدرمن الترويع للمصريين،..، وهو ما لن يتحقق علي الاطلاق بعون الله ومشيئته. الإصرار علي النصر وإذا ما عدنا إلي ما بدأنا به فعلينا أن نذكرانفسنا ونذكر كل من يهمه الحفاظ علي أمن وسلامة واستقرار هذا الوطن، وكل من يتطلع للغد الأفضل، في ظل دولة وطنية قوية حديثة تقوم علي الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وتمثل بالفعل الطموحات التي تطلع اليها الشعب وسعي لتحقيقها من خلال ثورته في الثلاثين من يونيو،..، فلابد ان نعيد القول ونؤكد عليه بكل القوة والصراحة والوضوح بأن ما نتعرض له اليوم وطوال السنوات الماضية من ارهاب اسود وجرائم خسيسة هي حرب شاملة ضد مصر وشعبها، تحركها الكراهية العمياء للمصريين جميعا دون تفرقة، وذلك بهدف عقابهم جميعا علي موقفهم المبدئي وثورتهم القوية وغير المسبوقة التي اطاحت بجماعة الإفك والقتل والتخريب والتفجير والارهاب، التي كانت تمسك برقاب مصر وتجرها نحو السقوط والخراب والدمار، لولا ثورة الشعب العارمة وتحركه الكاسح الذي عصف برؤوس الشر وجماعة الافك والضلال، ولولا استجابة القوات المسلحة ابناء جيش مصر البواسل لإرادة الشعب، وتصديها لحمايته وتنفيذ ارادته،..، لولا ذلك لسقطت مصر وتفككت الدولة واصبح الطريق ممهدا للشرق الأوسط الجديد. ما قلناه ومانكرره وما نؤكد عليه هو ان ما نحن في مواجهته الآن هو حرب شاملة، لابد أن نقف جميعا صفا واحدا صلبا وقويا لخوضها والانتصار فيهابإذن الله،...، ورغم كل الألم والحزن والاسي علي من يستشهدون منا في هذه الحرب.. إلااننا مصرون علي المواجهة ومصرون علي النصر واجتثاث جذور الارهاب بعون الله وارادة الشعب وصلابة الجيش والشرطة ووحدة كل المصريين.