لا يوجد رئيس دولة في تاريخ الدول أجمعها تعرض لمواقف عصيبة وحرجة مثل التي تعرض لها الرئيس مرسي منذ شغله لمنصبه. الرجل بمجرد فوزه في الانتخابات الرئاسية أعلن عن تنحيه عن رئاسة حزبه وعدم تبعيته لأي تيار فإذا بنا نجد أصواتا تنتقده مؤكدة أنه سوف يتلقي تعليماته من المرشد العام وأن الإخوان هم الذين سيحكمون وسيعجز هو عن رفض أي مطلب لهم.. وحينما أراد أن يؤدي اليمين أمام المحكمة الدستورية إذا بالثوار في الميدان يرفضون ويتعاظم إصرارهم علي أن يؤدي اليمين أمامهم فاضطر الرجل أن يؤدي يمينه مرتين وهو أمر ليس له سوابق في أي دولة.. وحينما اعترض مرسي علي قرار حل البرلمان بناء علي مطلب جماهيري عارم إذا بالدنيا تقوم ولا تقعد ويهاجمه أحد الجهابذة بشراسة زاعما انه لا يحترم القانون بينما هذا الرجل الجهبذ التزم الصمت الرهيب حينما أصدر مبارك تعليمات بعزل المستشار البسطويسي ولم نسمع له صوتا.. ونري جهبذا آخر يطالب بعزل حاكم عادل نزيه بينما لم يكن له مطلب مماثل لحاكم مستبد طاغية تسبب في تجويع شعبه وإهدار كرامته وعاث في الارض فسادا وهم جميعا صامتون. ثم يقولون بعد هذا كله إن مرسي يأتمر بأوامر الجماعة ولا يرفض لهم طلبا. ماذا يفعل الرئيس مرسي تجاه هذه الافتراءات إذا ذهب لعزاء عمر سليمان يكون قد ارتكب جرما وإذا لم يذهب يصبح مقصرا عن أداء واجب انساني وإذا استجاب لدعوة الرئيس الإيراني وذهب الي المؤتمر يكون مخطئا وجانبه الصواب وإذا لم يذهب يتعرض لانتقادات لا نهاية لها ممن يطالبون بإعادة العلاقات مع هذه الدولة بل حينما يذهب الي المسجد ببلدته يؤدي الصلاة معهم ويمسك الميكروفون ويخطب فيهم نجد من يقول ان المصلين استمعوا إليه مضطرين وإنه كان واجبا عليه أن يتحدث في شئون الدولة وأزماتها ولا تكون خطبتة إخوانية سلفية كل قرار يتخذه الرجل يزعمون انه قرار اخواني ولمصلحة الاخوان حتي حينما سارع بإنقاذ الصحفية شيماء زعموا أنها مسرحية. ويتعرض مرسي لحملات الهجوم والتطاول ويظل متسامحا وحينما يفيض به الكيل ويعلن أن حلمه له حدود ولن يسمح بهذا التطاول تقوم الدنيا ولا تقعد ويتهمونه بأنه لا يؤمن بالرأي الآخر.. كان الله في عون الرجل تجاه هذه التطاولات والافتراءات التي بات وجوبيا بالفعل أن يكون لها نهاية ووقفة حاسمة. المزيد من أعمدة شريف العبد