دعا تجمع للأحزاب والتيارات السياسية اليمينية فى أوروبا إلى وضع حد لتجربة الاتحاد الأوروبى فى شكلها الحالي، واعتبرتها تشكل «تهديد وجودي» لدول أوروبا، فيما احتفت بوصول اليمين المتطرف إلى المشاركة فى الائتلاف الحاكم بالنمسا. وشاركت كبرى الأحزاب اليمينية المتطرفة بالقارة الأوروبية، فى مؤتمر لتجمع «حركة أوروبا الأمم والحريات» فى التشيك تحت شعار»من أجل أوروبا للأمم ذات السيادة «. وتصدر حزب «الجبهة الوطنية» الفرنسى بزعامة مارين لوبان الأحزاب المشاركة، إلى جانب حزب الحرية النمساوى بزعامة هاينز- كريستيان شتراخه وحزب الحرية الهولندى بزعامة خيرت فيلدرز. ووصفت لوبان الاتحاد الأوروبى بأنه «منظمة كارثية»، فيما وصف فيلدرز تأثير تجربة الوحدة الأوروبية بأنه يشكل «تهديدا وجوديا» لسيادة الدول الأعضاء. واتفق المجتمعون على استمرار التعاون من أجل أوروبا ولكن خارج إطار الاتحاد الأوروبى وفقا لما جاء فى تصريحاتهم. وتناول السياسيون المشاركون أيضا قضايا الهجرة واللجوء، فاجمعوا على مدح سياسة الدولة المضيفة التشيك فى إغلاق أبوابها أمام المد المتزايد لحركة الهجرة واللجوء الوافدة إلى أوروبا. وطالب فيلدرز السلطات التشيكية بإبقاء أبوابها مغلقة أمام ما وصفه ب «الهجرة الجماعية» على حد تعبيره، فيما أكد توميو أوكامورا- زعيم الحزب التشيكى «الحرية والديمقراطية المباشرة» اليمينى المتطرف- بوجود خطر «استعمار المسلمين لأوروبا». وكان قد طالب من قبل بعدم التساهل فيما يخص ظواهر « الهجرة غير الشرعية» وتنامى وجود الدين الإسلامى داخل القارة الأوروبية. وكانت « حركة أوروبا الأمم والحريات» قد تم تأسيسها عام 2015 وتتألف من الأحزاب اليمينية المتطرفة والممثلة داخل البرلمان الأوروبي. وفى السياق ذاته، رحب المجتمعون فى المؤتمر بفوز «حزب الحرية «اليمينى المتطرف بالانتخابات العامة الأخيرة فى النمسا ومشاركته فى تشكيل ائتلاف حاكم مع التيار المحافظ، واعتبروا هذا التحول السياسى بأنه «حدث تاريخى» . وعلقت لوبان على التحول فى النمسا بأنه يمهد إلى صعود أقوى للتيار المعارض للاتحاد الأوروبى على صعيد الانتخابات التشريعية بعدد من دول أوروبا، ولم تستبعد أن يشكل هذا التيار الأغلبية فى برلمانات أوروبا مستقبلا. وجرت وقائع المؤتمر اليمينى فيما تم الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة فى النمسا والتى تولى بموجبها حزب الحرية المتطرف ثلاثة وزارات سيادية هى الدفاع والخارجية والداخلية، بالإضافة إلى تولى زعيمه هاينز كريسيتيان شتراخه منصب نائب مستشار النمسا.