اليمين الأوروبي يطير من الفرحة بفوز ترامب يعقد قادة أبرز الأحزاب الأوروبية اليمينية المتطرفة، اليوم السبت، مؤتمرا كبيرا في العاصمة التشيكية "براج" وسط إجراءات أمنية مشددة، بعد الإعلان عن تظاهرات مضادة في المدينة ضد العنصرية. وتؤكد الأحزاب الأوروبية اليمينية المتحالفة في "أوروبا الأمم والحريات"، وهي التشكيلة السياسية التي تأسست قبل سنتين داخل البرلمان الأوروبي، تؤكد أنها تركز على التعاون في أوروبا خارج أطر الاتحاد الأوروبي. ويعقد هذا المؤتمر تحت شعار"من أجل أوروبا للأمم صاحبة السيادة". وسيشارك في المؤتمر مارين لوبان، التي تترأس حزب "الجبهة الوطنية" الفرنسي وكانت المنافس الأساسي للرئيس الحالي، إيمانويل ماكرون، خلال الانتخابات الماضية في مايو، وغيرت فيلدرز، زعيم "حزب الحرية" الهولندي، ولورنزو فونتانا من "رابطة الشمال الإيطالية"، وغيورغ ماير من حزب "حرية النمسا"، وماركوس بريتسل من حزب "البديل من أجل ألمانيا"، وذلك بالإضافة إلى البلجيكي جيرولف انيمانز، والبولندي ميشال ماروسيك، وكذلك جانيس اتكينسون التي كانت عضوا في حزب "استقلال المملكة المتحدة". وتمتاز جميع هذه القوى السياسية بخطابها المعادي لاستقبال المهاجرين الأجانب، وضد سياسات دول أوروبا في هذا المجال. ويجري هذا المؤتمر بالتزامن مع التنامي الملموس لقوة الأحزاب اليمينية في أوروبا، لا سيما بعد تأهل مارين لوبان في الجولة النهائية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وكذلك تعزيز مواقع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني، الذي احتل، في إنجاز يعتبر تاريخيا، المركز الثالث في انتخابات البرلمان الألماني الماضية وحصل على نسبة 12.6 بالمائة من الأصوات. وفي تطور آخر في هذا المجال، أعلن زعيم حزب الشعب النمساوي، سيباستيان كورتس، عن التوصل إلى اتفاق حول تشكيل الحكومة الائتلافية مع "حزب الحرية" اليميني المتشدد، الذي احتل المركز الثالث في الانتخابات البرلمانية في النمسا بحصده 26 بالمائة من أصوات الناخبين. وعززت السلطات التشيكية الإجراءات الأمنية في العاصمة براغ بعد الإعلان عن تظاهرات لمجموعات يسارية معادية لليمين الأوروبي المتطرف تنوي حصار ضاحية براغ التي سيعقد فيها المؤتمر اليميني. ونقلت وكالة "فرانس برس" إن من المتوقع أن تولي الشرطة التشيكية اهتماما خاصا بالأمن الشخصي لفيلدرز، الذي تلقى تهديدات بالقتل بعد تصريحاته المعادية للإسلام. يعقد هذا المؤتمر بعد شهرين على حصول الحزب اليميني التشيكي المتطرف "الحرية والديموقراطية المباشرة" بقيادة رجل الأعمال، توميو أوكامورا، المولود في طوكيو، على 10 بالمائة من أصوات الناخبين في اقتراع تشريعي، بفضل خطابه الصارم ضد الإسلام وضد الاتحاد الأوروبي في أجواء تشهد صعود الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا. وحصل الحزب اليميني التشيكي المدعوم من لوبان على 22 مقعدا في البرلمان التشيكي الذي يضم مئتي نائب. وحظي توميو أوكامورا على دعم الرئيس التشيكي، ميلوش زيمان، اليساري المعروف بخطابه المعادي للهجرة والمسلمين، وقد حضر زيمان مؤتمر "حزب الحرية والديموقراطية المباشرة" في نهاية الأسبوع الماضي. وزيمان الذي شبه أزمة الهجرة "بالغزو المنظم" ويعتبر المسلمين أشخاصا "من المستحيل دمجهم" في المجتمع، هو المرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية التشيكية في يناير عام 2018. يذكر أن الرئيس التشيكي هو الزعيم الأوروبي الوحيد الذي لم ينتقد، بل رحب بقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يوم 6 ديسمبر. وصرح زيمان، بعد يومين من الإعلان عن هذه الخطوة: "أشعر بفرح كبير من هذا القرار، وعندما زرت إسرائيل منذ 4 سنوات، وقلت آنذاك إنني لكنت سأرحب بشدة بنقل السفارة التشيكية إلى القدس".