لم تمر أزمة القدس على مجلس النواب، دون أن يعلن موقفه من هذه القضية العربية، حيث خصص البرلمان جلسته الصباحية أمس لمناقشة قرار الرئيس الأمريكى باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. صرخة مدوية أطلقها مجلس النواب، فى جلسته العامة أمس، بأن القدس عربية وأنها عاصمة دولة فلسطين العربية، ولن يقبل بخلاف ذلك، وتأكيد أن قرار الرئيس الأمريكى والذى أصدره مؤخرا باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل هو والعدم سواء، وصادر مما لا يملك لمن لا يستحق . وأكد الدكتور على عبد العال، رئيس المجلس أن الشعوب العربية لن تهدأ إلا بعودة القدس لحضن الوطن العربي، وإقرار القدس عاصمة لدولة فلسطين العربية. وكانت قاعة مجلس النواب قد امتلات عن آخرها خلال جلسة الأمس، التى خصصت لمناقشة تطورات الأوضاع بالمنطقة بعد القرار الذى وصفه المجلس ب»المنعدم» والذى أصدره الرئيس الأمريكى باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وقد حرص عدد كبير من النواب على ارتداء «وشاح» لعلم مصر مكتوب عليه «القدس عربية»، ووجه النواب رسالة تقدير وتحية للفلسطينين المرابطين دفاعا عن القدس، ودعا رئيس المجلس النواب للوقوف تحية لهؤلاء الأبطال. يأتى ذلك فى الوقت الذى تمسك فيه جميع النواب من مختلف الانتماءات السياسية ببطلان القرار، واعتباره هو والعدم سواء وطالبوا كل البرلمانات العربية بإصدار قرارات رافضه للقرار الأمريكى لاحداث إجماع دولي، بفرض القرار وتأكيد عربية القدس، واشاد النواب بموقف القيادة السياسية فى هذا الشأن . ووجه المجلس التحية لشيخ الأزهر والبابا تواضروس لرفضهما مقابلة نائب الرئيس الأمريكى على خلفية القرار الأمريكى . وقد استهل عبد العال كلمته فى جلسة الأمس باطلاق عبارة «القدس لنا القدس عربيه» وهى العبارة التى حركت مشاعر كل النواب لتدوى القاعة بهتاف «القدس عربية» الذى استمر لعدة دقائق . وأضاف عبد العال فى كلمته انه من اجل القدس خاضت مصر حروب 48 و56 و67 و73، مشيرا إلى أن مصر بذلت من اجل القضية الفلسطينية الغالى والنفيس، وقدمت الأبناء من شعبها وجيشها . وشدد رئيس المجلس على أن الأوضاع الاقتصادية التى خلفتها الحروب لا تزال صعبة، وانه عندما تم اعلان القرار «الأرعن» من الإدارة الأمريكية بادرت القيادة السياسية بالاتصال بكافة القادة العرب والاجانب من أجل صياغة قرار دولى يحبط القرار الأمريكي، وبادرت مصر بالطلب من مندوبها الدائم بمجلس الأمن بعقد جلسة طارئه اتخذ خلالها قراراه بعدم الاعتراف بالقرار الأمريكي، وطلبت مصر بسحب قرار الإدارة الأمريكية، واعدت بيانا شديد اللهجة بعدم الاعتراف بالقرار الأمريكي، واعتبار القدس عاصمة للدولة الفلسطينية . ومن جانبه، أكد النائب محمد السويدى رئيس ائتلاف دعم مصر، أن ما حدث يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولى والاتفاقيات الدولية، وشدد على أننا لا نعترف بما قالته أمريكا، باعتباره قرارا فرديا يتعارض مع قرارات الأممالمتحدة، التى أكدت فى أكثر من مرة أن القدس عربية، بينما أكد النائب مجدى مرشد أن الإدارة الأمريكية اعطت ما لا تملك لمن لا يستحق. وأوضح النائب سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية إنه قبل صدور القرار الأمريكى صدر بيان تحذيرى من البرلمان العربى عن مغبة هذا القرار، وما سوف يترتب عليه فى المنطقة من صدامات وأمور عدائية، إلا أن الإدارة الأمريكية اصدرت القرار، وهو ما يمثل تحديا للشرعية الدولية النابعه من مجلس الأمن والأممالمتحدة والقانون الدولى واليونسكو. وأوضح الجمال أن جميع القرارات تؤيد أن القدس عربية إلا أن «ترامب» لم يكترث بكل هذا، مقرا بأنه فعل ما لم يفعله من سبقوه من رؤساء أمريكا، داعيا البرلمان لاصدار خطاب موجه إلى الاتحاد البرلمان الدولى لوضع القدس على جدول أعماله، ليجتمع العرب والمسلمون على أمر القدسوفلسطين، ويضع إسرائيل أمام الاتحاد الدولى وأن يخرج قرار من الأممالمتحدة يوجه إلى محكمة العدل الدولية . ومن جانبه، قال النائب بهاء أبو شقة إن ما حدث يمثل انتهاكا للشرعية الدولية والقانون الدولى وميثاق الأممالمتحدة، وان الاحتلال مهما طال أمده لا يرسخ حقوقا للمحتل فى السيادة، مشيرا إلى أن ما حدث يمثل جريمة دولية لا تسقط بالتقادم وسنظل ندافع عن القدس مهما طال الزمان والقدس عربية وستظل عربية رغم أنف البغاة. وشدد النائب عبد الهادى القصبى على ضرورة أن نعى حجم المخاطر المحيطة بمصر والأمة العربية، مطالبا باتخاذ إجراء تجاه هذا القرار. وقال النائب علاء عابد رئيس لجنة حقوق الانسان إن القدس للمسلمين وللمسيحيين ولجميع الديانات. مؤكدا أن القرار الأمريكى يقصد به تبرير بعض التصرفات ودفع ثمن للإدارة الإسرائيلية لما نفعله فى الشرق الأوسط، وطالب باتحاد جميع الدول العربية وأن تكون هناك قرارات دبلوماسية واقتصادية حتى لا نرجع للشجب والتنديد . ووصف الدكتور أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية قرار الرئيس الأمريكى ترامب ب الأهوج، والاعرج، والاعمي» مشددا على أنه لا قيمة له. واختتم كلمته باطلاق عبارة « تحيا مصر وتحيا فلسطين» . بينما طالب النائب عاطف ناصر الدول العربية بإصدار تشريع لمقاطعة المنتجات الأمريكية، مؤكدا أن القرار الأمريكى ولد ميتا ومنعدما.