مرة بعد مرة يتأكد ان الفساد وخراب الذمم والضمائر وشراسة الجشع وراء ما نعانيه من ازمات خانقة فى عدد من الملفات بالغة الدقة..وراء كل أزمة مافيا متخصصة فى اصطناع المشكلة وتصعيدها وإحكامها لتحويلها إلى بيزنس تجنى من ورائه المليارات ..لا يهم مافيا الاحتكارات آلام الناس ولا صرخات الأطفال ولا أنات الكبار.. وحدها الأموال هى من تحرك فريق المافيا..ما حدث الاسابيع الماضية من اختفاء حقن البنسلين من الصيدليات يشهد بمدى شراسة هذا الفريق ..وزارة الصحة كشفت أن شركة وحيدة قطاع عام هى المستوردة لهذا الدواء ..رئيس مجلس الإدارة أسس شركة خاصة لعائلته استوردت البنسلين وعطشت السوق ..فوقعت الأزمة واصطف المرضى أمام الصيدليات يطلبون الجرعة وأنى لهم الحصول عليها..شاهدت أمام كثير من فروع المصرية لتجارة الأدوية مشاجرات وتوسلات من اهالى المرضى لأجل حقنة واحدة وباءت محاولاتهم بالفشل..وليس ببعيد أزمة لبن الاطفال وبعدها منع شركات الدواء العديد من الأصناف وحبسها عن الاسواق فيما عرف بأزمة نواقص الأدوية لإجبار الحكومة على رفع أسعار الدواء ..وهو ما تمت الاستجابة له وما زال للأزمة توابعها .. ملف الدواء انتاجا واستيرادا وتجارة فى حاجة لمراجعة عاجلة ولا يجب تركه لوزارة الصحة وحدها.. لابد من قواعد صارمة فى التداول تمنع الاحتكار وتفيد التحريك العشوائى للأسعار لتنتفخ كروش المافيا بالاموال على أشلاء المرضى ومن جيوب الفقراء ..أزمة البنسلين تكشف غياب الرقابة على تجارة الموت ..أبطالها مسئولون ومستوردون وتجار ماتت ضمائرهم ..هؤلاء لا يستحقون الرحمة. لمزيد من مقالات ◀ أحمد عبد الحكم