سوف تثبت الأيام والتطورات أن وعد ترامب المشئوم عام 2017 باعتماد أمريكا مدينة القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها أخطر وأفظع من وعد بلفور المشئوم عام 1917 لأنه أظهر الكثير مما كان الظلام يخفيه وأزاح الستار عما كان الغموض المتعمد فى السياسة الأمريكية لسنوات طويلة يستره ويداريه! لم يراع ترامب ومستشاروه طبيعة الوضع القانونى للقدس كجزء من أرض فلسطينالمحتلة حسبما ينص القانون الدولى استنادا إلى قرارات صريحة وواضحة صادرة عن مجلس الأمن الدولى والجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية وجميع هذه القرارات تعترف بحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة على كل الأراضى المحتلة عام 1967 وضمنها القدس ناهيك عن قرار التقسيم رقم 181 الصادر عن الأممالمتحدة عام 1947 الذى نص على وضع القدس تحت وصاية دولية لحين التسوية النهائية.. فضلا عما ورد بهذا الشأن فى اتفاقيات أوسلو واتفاق السلام مع مصر واتفاق وادى عربة مع الأردن. غاب عن ترامب حق الفلسطينيين فى تقرير الفلسطينيين الذى زعمت أمريكا عقب الحرب العالمية الثانية وقبل قيام دولة إسرائيل أنها تنتصر لهذا المبدأ بل إنه غاب عن ترامب أنه اعترف صراحة فى وعده المشئوم بأنه اعتراف بالأمر الواقع وذلك فى حد ذاته انتهاك صريح للقانون الدولى ودعم مفضوح لجريمة حرب تمارسها إسرائيل لأن فرض الأمر الواقع أمر مجرم فى القانون الدولي. والأدهى والأمر من ذلك كله أن يقول ترامب فى وعده المشئوم أنه يؤيد حل الدولتين إذا رغب الطرفان فى ذلك وهو يعلم علم اليقين بأن إسرائيل لا تريد دولة فلسطينية وتواصل اغتصاب الأرض الفلسطينية واستيطانها. وظنى أن وعد ترامب المشئوم أنهى مرحلة الأمل وفجر ينابيع الغضب وأعاد الأمور إلى نقطة الصفر من جديد فيما يسمى بعملية السلام.. ربنا يستر! خير الكلام: لا تعاتب الحمقى فالعميان لا يبصرون ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله