مع الضغوط الكثيرة للحياة وكثرة المهام التى تقوم بها المرأة يوميا قد يأتى عليها وقت لا تستطيع الاستمرار فى إنجاز الأعباء المطلوبة منها، فتبدأ رحلتها مع الضغوط النفسية والآلام الجسمانية، فتلجأ إلى تناول بعض العقاقير المسكنة والمهدئة. د. هالة يسرى أستاذ علم الاجتماع تقول من الطبيعى إن الإنسان رجلا كان او امرأة عندما يعمل فإنه يحتاج الى تقدير، لكن عندما تعمل المرأة فإنها بالأخص تريد أن تسمع كلمة تقدير من الرجل فتزيد قدرتها على التحمل والعطاء، والتقدير أيضا لجهودها من كل أفراد الأسرة يقلل من شعورها بالتعب ومن الممكن أن يزيل من آثاره عليها.. لكن عندما لا تجد التقدير الملائم وعلى العكس تجد الجحود وصولا الى التطاول فإن هذا الأمر قد يؤدى بها إلى الشعور بآلالم عضوية لأسباب نفسية، وهذا من الممكن أن يؤدى بها إلى أمراض كثيرة، وتبدأ هنا دائرة اللجوء إلى المسكنات والمهدئات وهى سلسلة لا نهائية يزداد الاعتماد عليها وقد تؤدى إلى مضاعفة الجرعات فيصل الأمر إلى الإدمان. لذلك تنصح بالآتي: أولا ما نجده من هشاشة فى وضع المرأة داخل الأسرة جزء كبير منه يرجع أسبابه إلى المرأة نفسها فهى لم تعود أولادها وتربيهم على المشاركة، كما تراخت فى إظهار أهمية تقدير أعمالها لزوجها وأسرتها.. أقول للأم والكلام للدكتورة هالة اشركى زوجك وأبناءك فى جميع المسئوليات التى تخص الأسرة وفى الأعمال المنزلية، اشركيهم فى شراء جميع مستلزمات المنزل حتى يشعروا بمدى الجهد والعناء والتعب الذى تبذلينه، وهذه المشاركة يجب أن يعتاد عليها الأبناء منذ الطفولة، وعلمى زوجك وأبناءك أن يقولوا كلمات الشكر والتقدير وكلمات الاعتذار، وأن يقدموا لك الهدايا فى عيد ميلادك وفى أى مناسبة كتعبير عن تقديرهم لدورك فى الأسرة.. وأقول للزوج إن الاختلافات الفردية يجب أن تحترم فالزوجة ليست صورة طبق الأصل من الأم كما أن الابنة ليست صورة طبق الأصل من أمها، فلا يجب مقارنتها بأحد فهذا يعد تعسفا شديدا ضد المرأة.. أقول للرجل: رفقا بالقوارير وأقول للمرأة: استبدلى المهدئات والمسكنات بمزيد من توزيع المسئوليات. د. محمد رجائى استشارى الصحة النفسية يقول: إن المرأة بطبيعتها البيولوجية والفسيولوجية وخاصة النفسية من أكثر الكائنات حساسية وتأثرا بكل الأحداث والكلمات سواء كانت سلبية او إيجابية، مما ينعكس على تصرفاتها وسلوكها خاصة على المحيطين والمقربين منها.. لكن رغم المعروف عنها بقدرتها على تحمل الضغوط الحياتية أكثر من الرجل بمراحل، فإنها مع زيادة هذه الضغوط عليها قد تفقد قدرتها على التحمل وبالتالى لا تستطيع تحقيق المهام المطلوبة منها مما ينعكس سلبيا على حالتها الصحية والجسمانية والمزاجية لذلك تلجأ إلى تناول بعض العقاقير من المسكنات والمهدئات التى تساعدها على رفع كفاءتها الذهنية والجسمانية لكى تتمكن من القيام بالمسئوليات بلا تراخ سواء فى عملها أو بيتها.. وقبل أن تطلب المساندة والدعم من الآخرين أقول لها: اهتمى بثقافتك ومظهرك وأنوثتك وكل ما يجعلك تشعرين بالسعادة بعيدا عن المتاعب الحياتية والنفسية والعضوية، عليك أيضا وضع جدول يومى يساعدك على تنظيم وقتك ومواعيد النوم والأكل، وتحديد المهام والخطط التى ترغبين فى تحقيقها.. وعليك تحديد ثلاثة أنشطة يوميا لإنجازها منها نشاط رياضى مثل المشى فى مكان مفتوح لمدة نصف ساعة يوميا على الأقل، وممارسة هوايات قديمة محببة تجلب لك النشاط. آخر نصيحة هى عدم كبت المشاعر السلبية والسعى دائما إلى تفريغها، وذلك بالتحدث مع الطبيب المتخصص أو إلى شخصية مقربة ذات ثقة، وإذا لم تجدى فعليك التحدث إلى نفسك عن طريق كتابة الأفكار والمشاعر السلبية.. كل ذلك سوف يساعدك على تفريغ الشحنة السلبية والتخلص من القلق والضغوط النفسية والإقبال على الحياة بطاقة إيجابية ودون العقاقير والمسكنات.