◙ ولى الدم يهب مليون جنيه لعلاج السيدة المصابة ونجلها
حقنا للدماء ولإنهاء خصومة ثأرية ترجع أحداثها الى 25 سنة مضت، تمكنت الاجهزة الأمنية والقيادات التنفيذية والشعبية ولجنة المصالحات العرفية بالمنيا من عقد مصالحة فى خصومة ثأرية بين ثلاث عائلات بقرية تندة التابعة لمركز ملوى جنوب المحافظة راح ضحيتها 4 أشخاص قتلى ومصابان، وقدمت العائلتان 6 أكفان ومليون جنيه لأولياء الدم والتراضى فيما بينهم على إنهاء الخصومة والتنازل عن كافة القضايا . ترجع أحداث الخلافات الثأرية بين العائلات الثلاث إلى أوائل التسعينيات عندما ظهرت الجماعات المتطرفة، بالقرية ما أدى الى مطاردة الأجهزة لهم للقبض عليهم فتوهمت تلك الجماعات أن المجنى عليه سميح سيد طه يقوم بالارشاد عنهم، وقاموا بقتله أثناء تواجده أمام منزله بالقرية ونجحت أجهزة الأمن فى القاء القبض على المتهم على راتب، وتم حبسه حتى 25 يناير 2011 وتم الإفراج عنه بعد فتح السجون، حيث قام اشقاء سميح سيد طه بالثأر من على راتب معتقدين أنه وراء مقتل شقيقهم فى عام 2013 واتهم بقتله يحيى سيد طه وشقيقه عاطف من عائلة الرياينة. ثم تجدد الخلاف الثأرى فى شهر أكتوبر من عام 2014 عندما قامت مجموعة من عائلة أولاد راتب بالتربص بسيارة كانت قادمة من مدينة ملوى بمدخل قرية تندة وأمطروها بوابل من الرصاص وكان يستقل السيارة يحيى سيد طه (المتهم بقتل أحد أفراد عائلة راتب) وكان برفقته زوجته ونجله عبد الرحمن وأسفر ذلك عن مصرع الأول (يحيى سيد طه) وإصابة زوجته ونجلهما عبد الرحمن الذى تسببت إصابته فى حالة عجز واتهم بارتكاب الواقعة كل من سرحان راتب طه وشقيقه أبو زيد (هاربان) وحسام فاروق أبو المجد (مسجون) ونجل كبير عائلة الشعاشعة، والذى اتهم بالتحريض لوجود صلة قرابة مع والدة أولاد راتب وهكذا استمرت حالة التوتر والتربص.
وبعد جلسات مطولة نجحت لجنة المصالحات فى اقناع رءوس العائلات الثلاث بإيقاف نزيف الدماء والصلح وتم الاتفاق على تقديم الكفن ، وفى سرادق أقيم خصيصا بقرية تندة وبحضور اللواء عصام البديوى محافظ المنيا واللواء ممدوح عبد المنصف مدير الأمن تم تقديم الأكفان، تكونت لجنة المصالحات من كل من فتحى صديق حزين ومحمد عبد العليم والشيخ سامح جلال رئيس لجنة التعليم ببيت العائلة بملوى ومصطفى الكاشف وإسماعيل محمد حسون وهانى عيسى علاء دربالة. وفى لفتة إنسانية أقسم نبيل سيد طه 55 سنة ولى الدم بالله أمام جميع الحضور على أن يقبل رءوس جميع من قدموا الكفن له ولاقاربه مما لقى الاستحسان من اللواء عصام البديوى محافظ المنيا ومدير الأمن مما كان له أثر طيب فى النفوس ووهب مبلغ المليون جنيه لعلاج السيدة المصابة ونجلها. وأكد اللواء عصام البديوى محافظ المنيا ل »الأهرام« أن تلك المصالحات نموذج للحياة والتعايش لكل ما هو طيب بعيدا عن النزاعات التى نهايتها القتل أو السجون حتى يتمكن الجميع من التمتع بالحياة الكريمة.