حقنا للدماء ولإنهاء خصومة ثأرية ترجع أحداثها ل 25 سنة مضت، تمكنت الأجهزة الأمنية والقيادات التنفيذية والشعبية ولجنة المصالحات العرفية بمحافظة المنيا من عقد مصالحة في خصومة ثأرية بين ثلاث عائلات بقرية تنده التابعة لمركز ملويجنوب المحافظة راح ضحيتها 4 أشخاص قتلى ومصابان تم خلالها قيام عائلتين بتقديم 6 أكفان ومليون جنيه لأولياء الدم والتراضي فيما بينهم على إنهاء هذه الخصومة والتنازل عن كافة القضايا التي بينهم لخروج الأبرياء من السجون. أكد اللواء عصام البديوي محافظ المنيا في تصريحات خاصة ل "بوابة الأهرام"، أن تلك المصالحات نموذج للحياة والتعايش لكل ما هو طيب بعيدا عن النزاعات التي نهايتها القتل أو السجون حتى يتمكن الجميع من التمتع بالحياة الكريمة لأن الأمن والاستقرار يساعد على التنمية والنجاح والاستثمار الأمن، مضيفا أن قرية تنده توجد 6 خصومات أخرى في طريقها للتصالح. ومن جانبه أكد العميد دكتور منتصر عويضة أنه تم حتى الآن إجراء أكثر من 40 مصالحة وإنهاء خصومات ثأرية على مستوى المحافظة وأن كافة الأجهزة الأمنية تقوم بعمل تلك المصالحات وفقا لتوجيهات وزير الداخلية. وترجع أحداث الخلافات الثأرية بين الثلاث عائلات إلى أوائل التسعينيات عندما ظهرت الجماعات الإسلامية المتشددة بالقرية مما أدى إلى مطاردة الأجهزة لهم للقبض عليهم فتوهمت تلك الجماعات أن المجني عليه سميح سيد طه على صلة بالجهات الأمنية ويقوم بالإرشاد عنهم فقاموا بقتله وتصفيته جسديا أثناء تواجده أمام منزله بالقرية. ونجحت أجهزة الأمن في إلقاء القبض على المتهم "على راتب" وتم حبسه حتى تولى الرئيس المعزول محمد مرسى لرئاسة الجمهورية وأفرج عن تلك الجماعات الإرهابية وأخرجهم من السجون، حيث قام أشقاء سميح سيد طه بالثأر من "على راتب" معتقدين أنه وراء مقتل شقيقهم وذلك في عام 2013 واتهم بقتله "يحيي سيد طه" وشقيقه "عاطف" من عائلة الرياينة. وبعد جلسات مطولة نجحت لجنة المصالحات بالتنسيق مع أجهزة الأمن والقيادات الشعبية ونواب ملوي بمجلس النواب في إقناع رءوس العائلات الثلاث بإيقاف نزيف الدماء والذي كان يمثل حلقة من الحلقات المستمرة بينهم علي الصلح وتم الاتفاق علي قيام كل من نبيل راتب طه (عائلة أولاد راتب) بتقديم الكفن إلي طه سميح سيد من عائلة الرياينة وسرحان راتب طه (أولاد راتب) إلي محمد سيد طه (الرياينة) وسيد راتب طه (أولاد راتب) إلي نبيل سيد طه (الرياينة) ومحمد راتب طه (أولاد راتب) إلي طارق يحي سيد (الرياينة) وبدر نبيل راتب (أولاد راتب) إلي إبراهيم سميح سيد (الرياينة) ومحمد فاروق أبو المجد (عائلة الشعاشعة) إلي طارق يحيي سيد (عائلة الرياينة). في سرادق أقيم خصيصا بقرية تندة وبحضور اللواء عصام البديوي محافظ المنيا واللواء ممدوح عبد المنصف مدير الأمن والعمداء منتصر عويضة مدير مباحث المديرية والحسيني كمال مفتش الأمن العام، وعلاء الجاحر رئيس مباحث المديرية، قام العميد عصام جمال مأمور مركز ملوى والعقيد عصام ابو الفضل بإشراف اللواء أيمن راضي نائب مدير الأمن للمنطقة الجنوبية والرائد علاء جلال رئيس مباحث المركز، والنقيب اشرف عبد الله رئيس نقطه شرطه قرية تنده بتأمين جميع أطراف الخصومة حتى تم تقديم وتسليم الاكفان. جدير بالذكر أن قرية تندة عدد سكانها 45 ألف نسمة بها 90 عائلة يرتفع بها المستوى الثقافي والتعليمي، حيث كان من أبنائها الشيح محمد التندى مستشار الشيخ زايد بن سلطان وهناك العديد من القيادات الأمنية والسياسية والتنفيذية التي ساعدت في اقتلاع جذور الإرهاب منها.