الاكتئاب من أكثر الأمراض خطورة على حياة الإنسان، إذ يصيب 121 مليون شخص على مستوى العالم، بنسبة تتراوح بين 15% و 25% منهم من النساء، طبقا لتقرير منظمة الصحة العالمية، وهو ما يشكل عبئا اقتصاديا كبيرا إذ يكلف بريطانيا وحدها 100 مليار جنيه استرلينى كل سنة حتى بدأ يعرف فى الدوريات العلمية بإسم «الوباء الصامت». وبمناسبة اليوم العالمى للصحة النفسية أقامت الأمانة العامة للصحة النفسية والإدمان ندوه عن الاكتئاب حيث يعتبر أحد مسببات الشلل الدماغى والسرطان وأمراض القلب، والمدهش أن نسبة من يخضعون للعلاج لا تزيد عن 10%فقط من المرضى فى كل أنحاء العالم، وهذا ما يقره تقرير منظمة الصحة العالمية أيضا.. ويقول د. هشام رامى أمين عام الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان أن الاستعداد الجينى وعدم توزان المواد الكيميائية بالمخ الناتج عن تعاطى مخدرات او التعرض لأحداث مؤسفة، بالإضافة الى الضغوط الحياتية هى سبب الإصابة بالاكتئاب، مضيفا أن الاكتئاب هو الشعور بالتعاسة والحزن الشديد ولوم النفس والشعور بالذنب والعصبية والتوتر وفقدان الطاقة الجسدية والعقلية وعدم القدرة على الإحساس بقيمة ومتعة أى شئ والشعور بأن كل شئ أصبح عبئا ثقيلا يتطلب القيام به جهدا كبيرا، على أن تستمر هذه الأعراض لمدة تزيد عن الأسبوعين. يضاف الى ذلك اضطرابات فى النوم منها الاستيقاظ مبكرا والأفكار السلبية عن النفس واليأس من المستقبل الى درجة تمنى الموت والشروع فى الانتحار. وأضاف أن الاكتئاب صنف عالميا على أنه أكثر ألما من السرطان مشيرا الى أن 54% من مرضى الاكتئاب يعانون من الاكتئاب الرجعى أى حدوث نوبات مستمرة من الاكتئاب بعد العلاج، أما إكتئاب ما بعد الولادة فيحدث ل15% من السيدات. والعائق الحقيقى لمقاومة الاكتئاب يتمثل فى ضعف الأعداد التى تلجأ للعلاج مشيرا الى أن (الوصمة بالمرض النفسي) تمنع أكثر من 90% من المصابين بالاكتئاب من اللجوء لطبيب للعلاج بالإضافة لنقص الوعى بخطورته كمرض على الصحة العامة. ويوضح أن الوصمة هى الصورة السلبية للمرض النفسى وللطبيب النفسى وللعلاج النفسي. ورغم أن نسبة الشفاء من الاكتئاب تتراوح ما بين 80% الى 90% إلا أن المرض محاط بسور من الأفكار والمعتقدات الخاطئة من بينها أنه ينتج عن نقص إيمان او وضعف الشخصية، وقد يلجأ المرضى للمشعوذين ورجال الدين للتخلص منه فى حين لا يكلفهم العلاج أكثر من اللجوء للطبيب النفسى للحصول على مضادات الاكتئاب.