أكد الأستاذ الدكتور هشام رامي الأمين العام للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان أن 70% من أي مرض نفسي يبدأ بأعراض جسمانية ومنها ضيق التنفس والإجهاد والتوتر والرعشة، لأن المرض النفسي يبدأ من المخ الذى يسيطر علي كل أعضاء الجسم منوها لأهمية تدريب أطباء الرعاية الأولية وأطباء أقسام الاستقبال والطوارئ بالمستشفيات للكشف عن وجود مرض نفسي وراء الإرهاق أو التعب الجسماني، وأوضح رامي خلال تدشين الأمانة العامة للصحة النفسية حملة التوعية بالمرض النفسي برعاية شركة سانوفي للأدوية أن معدل انتشار الأمراض النفسية في العالم ومن ضمنهم مصر يصل ما بين 15 إلي 20 % من تعداد السكان لافتا إلي أن كل انسان يتعرض علي مدي عمره لمرض نفسي بنسبة تتراوح ما بين 20: 30% ولكن لا يشترط أن يكون هذا المرض مستعصيا أو بدرجة كبيرة من السيطرة علي الجسم حيث أن الفوبيا أو الخوف من الارتفاعات مثلا يعد مرض نفسي ، وأكد أهمية زيارة أي شخص يشعر بالمرض النفسي للطبيب ليمنع تفاقم لمرض لديه ، مشيرا إلي أن هناك أعراض تنتاب الملايين من المصريين ومنها القلق والاكتئاب وعدم النوم أو فقدان الشهية ، لكن هذه الأعراض لا تمثل بداية لمرض او تعد انعكاس لمرض نفسي إلا في حالات تحكم هذه الأعراض في حياة الشخص وسيطرتها علي أداءه أو عمله أو دوره في مجتمعه ففي هذه الحالة يتوجب علي الشخص زيارة الطبيب، لتخفيف حدتها وإعادة الشخص ليمارس دوره في عمله أو رعايته لأسرته، قائلا أن هناك 200 نوع من الأمراض النفسية لكن جميع هذه الأمراض لا تنتشر بنفس المعدل بين المجتمعات أو الدول ومن أشهرها القلق والاكتئاب والمرض الذهني واضطرابات الإدمان، وأوضح أن واحد من بين كل 100 شخص يعاني مرض الاضطراب المزاجي ثنائي القطب. وأضاف أن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة المترسخة بأذهان المصريين عن المرض النفسي ومنها أن المرض النفسي هو عقاب من السماء للشخص نتيجة لارتكابه ذنب أو معصية أو أنه مس من الشيطان فضلا عن وصف المريض بأنه مجنون او الصورة السلبية المنتشرة حول ربط المريض النفسي في مستشفيات وزارة الصحة بالسلاسل والقيود أو علاجه بالصدمات الكهربائية ، وقال الدكتور رامي أن هذه الصور السلبية تعوق علاج المرضي مؤكدا أن جميع ما يتصوره المصريين عن المرض النفسي هو مجرد مفاهيم خاطئة ترسخت لديهم من أفلام أجنبية أو مصرية أو حكايات وقصص متداولة بينهم ، موضحا أهمية زيارة كل من يشعر بمقدمات للمرض النفسي لطبيب الأمراض النفسية ليتخطي كل انسان ما واجهه من مشاكل في حياته الأسرية أو عقبات في عمله ، مشيرا إلي أن علاج المرض لا يتمثل بأدوية تسبب نوعا من الإدمان للناس كما أن العلاج لا يكون بالجلوس علي أريكه والفضفضة بكلام عن الذكريات مع الطبيب، لكن طرق العلاج تتمثل في التشخيص الصحيح لطبيعة المرض ودرجة الإصابة به وعلاجه بأفضل السبل التي تناسب كل شخص، وأضاف أن الأمانة العامة للصحة النفسية بصفتها الجهة الحكومية المسئولة عن وضع خطط وإستراتيجيات الصحة النفسية في مصر، وضعت في خطتها الإستراتيجية الخمسية 2015 - 2020، التوعية بالمرض النفسي كجزء هام من تلك الخطة، وذلك لإزالة الوصمة الخاصة بالمرض النفسي مما يزيد من فرص طلب العلاج المبكر، وتأهيل المريض وإعادة دمجه بالمجتمع، وتحسين مستوى خدمات الصحية النفسية المقدمة من المؤسسات المعنية. وتفعيلا لذلك، أكد رامي أن حملة الأمانة العامة للتوعية بالمرض النفسي تعد عملا رائدا في التوعية المجتمعية وجزء أصيل من توجهاتنا وأفكارنا لتحقيق مسئوليتنا المهنية والمجتمعية. وبحسب بيان للحملة، فإنها تقوم برفع مستوى الوعي والمعرفة بالأمراض والاضطرابات النفسية والاجتماعية، وذلك من خلال توعية الحالات التي تعاني من الاضطرابات والمشكلات النفسية، حتى يستطيع المجتمع المحلي التعرف على المرض أو المشكلة النفسية في حال حدوثها، والتوجه إلى الجهة المناسبة لطلب المساعدة، وعدم البحث عن جهات غير مهنية لعلاج هذه المشكلة ونقصد بذلك المشعوذين وغيرهم، وتقليل الوصمة التي يعانيها المريض النفسي في مجتمعه، والتي تقلل من فرص الشفاء والاندماج بالمجتمع نتيجة عدم فهم المجتمع للمرض. ومن جانبه قال "الكسى مويرن" مدير عام شركة سانوفي مصر والسودان، إن الصحة النفسية تشكل جزءا لا يتجزأ من قدرة الفرد على أن يعيش حياة رغدة، بما في ذلك القدرة على تكوين العلاقات والدراسة والعمل والهواية، وكذلك صنع القرارات والخيارات اليومية، وأن دورنا يكمن في دعم تثقيف أفراد المجتمع حول مشاعرهم والأمراض النفسية التي يعانون منها، حيث يأتي ذلك كجزء من مسئولية الشركة الاجتماعية التي تهدف إلى توفير ورفع الوعي لدى المريض ودعم المتخصصين بالرعاية الصحية لتوفير احتياجات المريض. وأضاف قائلا إنه طبقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن سبب تبني الشركة لحملة التوعية بالمرض النفسي هو أن ما يقرب من 450 مليون شخص في العالم يعانون من اضطرابات نفسية منهم 151 مليون بالاكتئاب و60 مليون بالفصام ، وفي البلدان النامية هي السبب الثاني الرئيسي للمرض والوفيات، علاوة على ذلك في هذه البلدان ما يقرب من 80% من الأشخاص المتضررين من الاضطرابات النفسية الشديدة لا يتلقون أي علاج.