رحلت شادية الجمال والرقة والإحساس..زمن من الفن الجميل كانت فيه أجمل الورد فى حديقة الغناء المصرى..عاشت بكل مشاعرها تطرب وتغنى وتقدم أجمل الأدوار فى السينما المصرية فى عصرها الذهبى..لقد تألقت شادية فى كل أدوارها فى السينما والغناء..مع صوتها الرقيق عشنا أجمل ذكريات عمرنا..إن راح منك يا عين هيروح من قلبى فين ،القلب معاك لو حتى تروح آخر الدنيا..غنت شادية للحب بكل أشكاله وغنت لمصر بكل ما حملت من مشاعر الحب للوطن..جمعت شادية بين عذوبة الصوت ورقة المشاعر وفى كل الحالات كانت دائما قادرة على الوصول إلى قلوب محبيها وما أكثرهم..قدمت شادية مجموعة من الأفلام التى جسدت مشوارها الطويل الذى تنوعت فيه الأدوار والقضايا كانت الفتاة الجميلة والسيدة العجوز والأم الحائرة ولم تترك مساحة من الفن إلا وتفوقت فيها فى فيلمها الشهير معبودة الجماهير مع عبد الحليم حافظ عن قصة كاتبنا الكبير الراحل مصطفى أمين، قدمت دور المطربة الشهيرة التى وقعت فى حب مطرب شاب ورغم أنها كانت الشابة الجميلة لعبت دور الأم العجوز أمام عماد حمدى وكمال الشناوى وقبلت أن تكون أما لشكرى سرحان فى المرأة المجهولة وهو من أجمل أدوارها فى السينما وفى أغنياتها الوطنية عاشت شادية كل انتصارات الشعب المصرى حربا وسلاما..التقينا مرة واحدة فى بيت الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب بعد اعتزالها ويومها تمنيت لو عادت للغناء مرة أخرى وعبرت لها عن هذه الأمنية فقالت إذا كتبت لى قصيدة دينية فسوف أغنيها.. ولم يحالفنى الحظ خاصة أن شادية احترمت قرارها بالاعتزال ولم تحاول أن ترجع مرة أخرى للفن.. تصوفت شادية منذ سنوات بعيدة وكانت فى أبهى سنوات عمرها ورفضت الظهور مرة أخرى فى كل وسائل الإعلام..رغم انسحاب شادية من الساحة الفنية إلا أنها تركت خلفها رصيدا فنيا راقيا ابتداء بالصوت والغناء الجميل وانتهاء بأفلام زينت وجه السينما المصرية مع مسرحية وحيدة مع الفنانة سهير البابلى وهى ريا وسكينة وهى من أجمل ما قدم المسرح المصرى.. وقدمت شادية 112فيلما و10مسلسلات ومئات الأغانى فى مشوارها الطويل.. شادية لها مكانة كبيرة فى قلوبنا ولن تغيب لأن الجمال لا يموت. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة