الأصوات كالبشر منها ما هو خفيف الظل، ومنها اللى دمه يلطش، منها ماله حضور، ومنها ماله انصراف، والفنانة شادية من الأصوات التى تتمتع بالحضور والقبول الطاغى حتى أن الناقد لا يفكر فيه من ناحية التقنية الصوتية أى القدرة على الحركة وأداء العُرب والقفلات الغنائية الحراقة. وكل الناس فى مصر والبلاد العربية أحبوا صوت شادية من أم كلثوم إلى خضره محمد خضر،ومن جمال عبد الناصر إلى الأخ المعزول، ومن لم يعجبه منها وهو كبير قطعا كان عاشقا له وهو صغير. تغردت شادية -أطال الله فى عمرها- بمسيرة فنية لم تتكرر، ففى الصبا قدمت شخصية البنت الدلوعة البريئة غناء وتمثيلًا فى السينما وغنت «أحب الوشوشة»، «واحد اثنين»، «عجبانى وحاشته»، «أحبك»، «ح.ب يا حبيبى»، «لا يا سى أحمد»، «الهوا مالوش سوا» وكما غنت ثلاثيات وثنائيات مع كارم محمود «شى ياحمار» ومنير مراد «احنا الثلاثة» وغنت ثنائيات عاطفية مع فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وكمال حسنى وغنت تابلوهات «الشمس بانت»، «لقيته وهويته»، «الحب له ألوان»، والأغانى الخفيفة «سونا يا سونسن» و«بسبوسة» وفى مرحلة النضج غنت فى السينما أيضا «شباكنا ستايره حرير» «وإن راح منك يا عين» و«حبيبى أهه» و«سوق على مهلك» و«شبك حبيبى» و«القلب معاك» و«يابو عين عسلية» «على عش الحب» وفى أفلامها الأخيرة غنت «عالى» وغيرها. وشادية هى المطربة الوحيدة التى نجحت كممثلة بنفس قدرتها كمطربة، فقامت ببطولة 5 أفلام دون أن تغنى فيها وهى أفلام «المعجزه» «الطريق»، «زقاق المدق» «مراتى مدير عام» ثم تعاملت مع تسجيلات الإذاعة فقدمت أغانى متميزة متغردة وتشهد بالنضج الذى بلغه صوتها ومنها «التليفون» «بوست القمر» «غاب القمر يابن عمى» «على النيل يا حبيبى وقابلنى» و«أجمل الأيام» وأغنيات الحفلات لها مواصفات خاصة فيجب أن تكون حيه شجية وقد اعتلت شادية المسرح بأغنيات لا تنقصها هذه الصفات منها «آخر ليلة» و«همس الحب» و«أوعى تعملها تانى» و«خلاص مسافر» وأغنية من تلحين إبراهيم رأفت وهى تحسب لها فى مجال تشجيع شباب الملحنين كما فعلت مع الملحن الجديد أيامها محمد على سليمان الذى غنت له لحنين وعمار الشريعى الذى غنت له فى البداية «أقوى من الزمان» ولجمال سلامة «مصر اليوم فى عيد» و«وحياة رب المداين» وهى تأليف إبراهيم رضا وكان فى أول طريق فى الكتابة غنت فى آخر حفلاتها «خد بإيدى» فى الليلة المحمة تأليف عليه الجعادا ولحن عبد المنعم البارودى وتغنى من ألحانه لأول مرة. كانت شادية الدلوعة فى السينما ثم الصوت الناضج فى الإذاعة والتلفزيون حيث صورت أول أغنية للتليفزيون المصرى «مين قالك تسكن فى حارتنا» فى كل ما غنت تشع المسرح بالجمال والحب الرقيق البرىء الطاهر فأينما وجدت فهى زهرة رقيقة جميلة تثرى الوجدان وترتقى بالنفس البشرية وتسمو بها ومع ذلك فإن شادية تعتبر صوت مصر، أطلق عليها الجمهور هذا اللقب العزيز لصدقها فى الغناء الوطنى ولحماسها للغناء فى كل المناسبات، غنت «با بنت بلدى زعيمنا قال قومى وجا هدى ويا الرجال» تأليف حيرم الغمراوى تلحين محمود الشريف «الوطن الأكبر» مع مجموعة الفنانين تأليف أحمد شفيق كامل تلحين محمد عبد الوهاب «وصوت الجماهير» مع مجموعة الفنانين تأليف حسين السيد تلحين محمد عبد الوهاب «ياوبور يامولع» تأليف حسين السيد تلحين محمد الموجى، «وعقد لولى» (مرسى جميل عزيز- محمد الموجى» «وبلد السد»(حسين السيد- منير مراد) وعربى فى كلامه (مأمون الشناوى - منير مراد) و«إحنا وياك» (فتحى قوره - منير مراد) «غالية يا بلادى» (محمد حمزة - بليغ حمدى) «أغلى شعاع»شعر محمود حسن إسماعيل لحن رياض السنباطى «أبو أمر غريب» (عبد الرحمن الأبنودى - بليغ حمدى) «يا جاى م السودان» السيد زيادة لحن أبو زيد فى فيلم «بشرة خير» أما النشيد الوطنى لثورتى 25 يناير 2011و 30 يوليو 2013 «يا حبيبتى يا مصر» فهى من تأليف محمد حمزة وتلحين بليغ حمدى وقد سبق أن أعادت اسم مصر الغالى على المصريين والعرب إلى الحياة بعد أن استبدل لفترة طويلة باسم الجمهورية العربية المتحدة. اعتزلت شادية الفن غناء وتمثيلا عام 1986 بعد أن قدمت المسرحية الوحيدة فى مشوارها الفنى «ريا وسكينة» ولم يشعر أحد بتوقفها عن العطاء فمازالت أفلامها «11 فيلما» وأغانيها العاطفية هى الزهرة الرائعة اليافعة الجميلة، أما أغانيها الوطنية فهى السيف ضد كل ما هو ليس وطنى فى بلادنا، شادية هى صوت مصر فى الحرب والسلام.