أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، فى كلمته بالاحتفال بذكرى المولد النبوى أمس، أن مصر ستظل، بفضل الله عز وجل، أبية على الانكسار، وعصية على الانهزام أو الإحباط، وكما تكسرت أطماع التتار وغيرِهم على أبوابها، فإن أحلام وأوهام المخططين لتفتيت منطقتنا وإفشال دولها ستنكسر هنا على أبواب مصر. وقال: «نعم ستنكسر هنا، بل ستتحطم هنا على أبواب مصر بمشيئة الله تعالي، وكما كان فى ثبات مصر وصمودها منطلقا لإعادة بناء الأمة العربية بعد سقوط أكثر دولها فى أيدى التتار، وكما كان دورها عظيما فى دعم حركات الاستقلال والتحرر من الاستعمار فى العصر الحديث، فإن صمود مصر ونهضتها وتقدمها، سيكون باعثا لنهوض كثير من دول منطقتنا من عثراتها وإعادة بنائها وإعمارها بإذن الله تعالي». وأضاف جمعة: «ولهذا فإننى باسمى شخصيّا وباسم قيادات الأوقاف والأئمة وجميع العاملين بالأوقاف، ومن منطلق مصلحة وطنية محضة ودون أى تردد، وبغض النظر عن الموقع الذى نكون فيه، فإننا سيادة الرئيس نجدد العهد والتفويض لسيادتكم فى مواجهة قوى الإرهاب والشر، ونعاهدكم أن نكون جنودا أوفياء لهذا الوطن فى ظل قيادتكم الحكيمة، مؤمنين كل الإيمان بحكمتك، ولدينا كل الثقة فى وطنيتك وحسن تقديرك للأمور وإدراكك لأبعادها المختلفة، وأنك بفضل الله عز وجل لن تخذلنا، وأن الله عز وجل لن يضيعنا جميعا, وكيف يكون ذلك وهو القائل فى كتابه العزيز على لسان سيدنا يوسف عليه السلام «ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ»، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول عن جند مصر: إنهم خير أجناد الأرض وإنهم وأهليهم وذويهم فى رباط إلى يوم القيامة». وقال وزير الأوقاف: سيادة الرئيس لقد ناديت بتجديد الخطاب الدينى وتصويبه ونحن مع سيادتكم فى كل ما ناديت وتنادى به، ونجتهد أن نتحول بحالات الاستنارة الفردية إلى استنارة جماعية، ومع أننا فى حاجة إلى جهود أكبر، ولا يمكن أن نقول ليس فى الإمكان أبدع مما كان، فإننا نؤكد أن الجهود التى بذلت سواء على مستوى التأليف وإعادة قراءة تراثنا قراءة جديدة على ضوء معطيات العصر ومستجداته، أم على مستوى تأهيل العاملين فى الحقل الدعوي، صارت تمهد لانطلاقة أوسع، فمن بين الجالسين فى رحاب سيادتكم الآن مجموعة منتقاة من الأئمة يتدربون تدريبا علميّا نوعيا تراكميا مستمرا، بمستويات متعددة منها المستوى الخاص بتجديد الخطاب الديني، الذى انتقينا له نخبة من أفضل الأئمة ما بين حاصل على الماجستير أو الدكتوراه مع إجادة عدد غير قليل منهم لإحدى اللغات الأجنبية. وفى نهاية كلمته قال جمعة: أتوجه إلى الله العلى العظيم أن يحفظ مصر وأهلها من كل سوء، وأن يوفق رئيسها لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يمن على المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء بالشفاء العاجل وأن يرده إلينا سالما، وقدم وزير الأوقاف للرئيس نسخة من آخر إصدارات الوزارة فى مواجهة الفكر المتطرف وهو كتاب «فلسفة الحرب والسلم والحكم».