منذ تصدر الإخوان المسلمين للمشهد السياسي عقب ثورة52 يناير من العام الماضي وخروج حزبهم السياسي الحرية والعدالة للنور وجميع كوادرهم بلا استثناء يتهمون الإعلام في كل لحظة بالكذب والتضليل, بل أن أحد قادتهم وصف الإعلاميين بسحرة فرعون. وقد تطورت تلك النغمة حتي وصلت للتهديدات خاصة بعد سيطرتهم علي مجلسي الشعب والشوري وتولي الدكتور محمد مرسي رئاسة الجمهورية, ولا يخفي علي أحد تفاصيل ما دار في أول اجتماع بين رئيس مجلس الشوري والإعلاميين قبل انتخابات الرئاسة خاصة رؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف القومية, حيث أبدي استياءه من تغطية الصحف لحملات مرشحي الرئاسة, في إشارة طبعا لإيقاف أي هجوم علي مرشحهم, ولهذا شهدنا الحديث عن وضع معايير ولجنة لتقييم واختيار رؤساء تحرير جدد, وهي أمور لا يختلف عليها أحد إن خلصت النوايا. وأنا لا أنكر أن هناك بعض الأخطاء يقع فيها بعض الزملاء من الصحفيين والإعلاميين لغرض في نفوسهم, ولكن الكثير من الأخبار التي تثير التوتر والبلبلة في الشارع المصري وتجعل المواطن البسيط يسارع باتهام الإعلام بالكذب والتضليل يقف وراءها مصدر الخبر. ولاينكر أحد أن معظم المصادر التي تملك الأخبار الآن هم قيادات الإخوان المسلمين وحزبهم السياسي, وقد ساروا علي نفس نهج النظام السابق في التعامل مع الإعلام, يسربون الأخبار كبالونة اختبار ثم ينفونها إذا ثارت القوي السياسية عليهم ويتهمون الإعلام بالكذب. فعلي سبيل المثال موضوع تشكيل الحكومة الجديدة ظلت التصريحات المنسوبة لقيادات إخوانية وللرئاسة تتضارب من يوم لآخر حول موعد الإعلان وشكل الحكومة, وهل تضم أهل الخبرة أم أهل الثقة والتحالفات, وشخصية رئيس الوزراء, وأنه لن يكون شخصية إخوانية, ثم جاء اختيار الدكتور هشام قنديل ذي الملامح الإخوانية رغم تصريحات الرئاسة بأنه شخصية وطنية مستقلة يمثل التكنوقراط. فهل مازلنا نحن سحرة فرعون ومصادر الأخبار التي تتولي مقاليد الأمور هم الملائكة؟!. المزيد من أعمدة ممدوح شعبان