«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الخارجية المصري في حوار ل "الأهرام":
سوريا في وضع مأساوي ولا يمكن السكوت عليه ويجب انتهائه

كثيرة هي القضايا المثارة علي ساحاتنا العربية والإفريقية‏,‏ وكثيرة هي المخاوف من تفجر الأوضاع أكثر مع العجز عن إيجاد حلول لها‏,‏ وكلها قضايا تمس مصر بشكل أو بآخر بحكم موقفها وحجمها ودورها التاريخي‏,‏ انتهزنا فرصة مشاركة وزير الخارجية محمد كامل عمرو في منتدي التعاون الصيني الإفريقي في بكين لمعرفة إلي أين تسير الأمور. وهكذا جري الحوار. في ضوء الأحداث التي شهدتها الساحة الداخلية المصرية من أحداث منذ ثورة25 يناير والتي كانت لها انعكاساتها علي السياسة الخارجية.. ما هي رؤيتكم للسياسة الخارجية في الفترة المقبة؟
{ السياسة الخارجية المصرية, في مرحلة استعادة النشاط وهو الأمر الذي بدأناه منذ فترة, كما تعلم جزء من قوة مصر كان دائما في انتشارها علي المستوي الخارجي وحضورها في كل المجالات وفي كل المناطق الجغرافية, كان لمصر دائما مناطق الإهتمام الأساسية في العالم العربي وأفريقيا ودائرة عدم الانحياز الكبيرة, وبالطبع لايمكن تجاهل المنطقة الأوروبية أوالبعد الأمريكي.. وكما قلت لدينا مناطقنا الأساسية التي نستمد منها قوتنا, مثلا في أفريقيا والشركاء التاريخيين لنا في آسيا مثل الصين والهند وغيرهما من الدول. أتصور أننا بدأنا في استعادة هذا الدور خلال الفترة الماضية, لقد كانت أول الزيارات التي قمت بها لسبع دول أفريقية وهي دول حوض النيل الجنوبي كلها إلي جانب أثيوبيا والسودان وجنوب السودان, وزرت السودان وجنوب السودان مرتين, والتقيت وزير خارجية أثيوبيا خمس مرات علي مدي الشهور الماضية, وإتصالات مستمرة بالأخوة في السودان وكذلك المسئولين في جنوب السودان. الخارجية تعمل حاليا علي استعادة هذا الدور الذي بدأ يتأكد ويتضح أكثر في مؤتمر القمة الأفريقي الأخير في أديس أبابا بعد أن قام الرئيس محمد مرسي في أول زياراته لمحفل جماعي كانت للقمة الإفريقية, هذا الموضوع كان له بعد عملي ورمزي مهم جدا, حيث كان فرصة الرئيس المصري يقدم نفسه الي القارة الافريقية باتساعها كله, وعقد لقاءات ثنائية عديدة جدا مع الرؤساء الأفارقة, ودار حديث عن قرب وتعارف. البعد الرمزي أنه يعطي إشارة لأفريقيا أن مصر فعلا تعود إلي دورها في القارة.
وكيف هو الحال مع الدوائر الأخري؟
{ البعد الثاني آسيا التي لنا فيها دائما حلفاء تقليديون لمصر, لنا سفارة في بكين منذ56 سنة, فقد كانت مصر أول دولة أفريقية وعربية لها تمثيل في الصين, يعني أننا من أوائل دول العالم, كذلك الهند التي لم تكن العلاقات معها في السنوات الأخيرة علي نفس المستوي من الدفء والعمق الذي كانت عليه وشابها نوع من الفتور وهو ما عبر عنه لي وزير خارجية الهند عندما زار القاهرة منذ ثلاثة شهور, مؤكدا أهمية استعادة الدفء وعمق العلاقات, واتفقنا فعلا علي تبادل الزيارات. عندما تنظر إلي الصين والهند بالذات هناك الكثير يمكن الاستفادة منه من هذين الدولتين, التجربة الصينية في آخر30 سنة تجربة لم تحدث في التاريخ, عشرات الملايين الذين نقلوا من تحت خط الفقر إلي الطبقة الوسطي تعد عملية تاريخية, ونحن نستطيع أن نتعلم الكثير من هذه التجربة.. التدريس والتركيز علي العلوم والرياضيات في الهند التي أصبح لديها أفضل مهندسي برامج السوفت وير في العالم, أمريكا نفسها تستعين بالهنود, التجربة الكورية الجنوبية التي تتميز بأحسن تعليم ثانوي في العالم.
وفيما يتعلق بالتحرك في المحيط العربي فقد زرت تقريبا معظم دول المغرب العربي وكانت واحدة من أولي الزيارات كانت للجزائر وكان لي لقاء طويل مع الرئيس بوتفليقة استمر ساعتين وبدأ يحدث تطور كبير في العلاقات وطي صفحة الأحداث المؤسفة. الجزائر مقبلة علي عملية إعادة بناء ضخمة جدا, والرئيس بوتفليقة قال لابد أن يكون لمصر دور في هذه العملية, تونس وليبيا أنا كنت أول وزير خارجية يهبط في قاعدة هويلس بعد وصول المجلس الوطني للسلطة وهي خطوة قوبلت بالكثير من الترحيب.. مع تونس بناء علي مبادرة مصرية تم اجتماع بين وزراء خارجية مصر وليبيا وتونس صدرعنه إعلان تونس, وخلال الأيام القليلة المقبلة سنعقد إجتماعا ثلاثيا لوزراء الخارجية في القاهرة يصدر عنه إعلان القاهرة في إطار متابعة إجتماع تونس. إذن نحن ننسق سياسيا واقتصاديا. ايضا يجري الحديث عن تعاون ليبيمصري سوداني في مجال الاستثمارات وخاصة في الزراعة في السودان, هناك اراض زراعية علي الحدود المصرية السودانية حوالي2 مليون فدان من الممكن أن تروي من المياه الجوفية ولن تروي من مياه النيل الغنية بوجود خزان متجدد في هذه المنطقة. وقد تم حديث متبادل بين الرئيسين مرسي والبشير في أديس أبابا علي هامش القمة الأفريقية وكانت توصية السيد الرئيس بضرورة السير في هذا الموضوع والتأكيد علي أهمية الاستمرار في هذا الاتجاه.
إلي أين تتجه الأمور في سوريا؟
{ سوريا وضع مأساوي ولا يمكن السكوت عليه ويجب أن ينتهي بسرعة لأن عدد الضحايا يزداد يوميا, إنه شئ لا يمكن أن يقبله أي ضمير. سوريا مهمة جدا بالنسبة لنا وكنا واحدة من أوائل الدول العربية التي اصدرت بيانا في شهر أغسطس الماضي, وقلنا موقفنا المحدد من ضرورة وقف العنف وبدء حوار بين السلطة وجميع أطياف المعارضة, نحن دفعنا منذ أول يوم إلي توحيد صفوف المعارضة في الوقت الذي كانت هناك توجهات للإعتراف بفصيل دون الآخر, واليوم الجميع يتحدث عن ضرورة توحيد صفوف المعارضة. مؤتمر المعارضة الذي عقد في القاهرة مؤخرا حضره250 من ممثلي المعارضة.
بالطبع الوضع في سوريا لايمكن الاستمرار عليه, يجب زيادة الضغط علي النظام السوري لوقف حمام الدم, لأن هناك مسئولية علي السلطات السورية في هذا الموضوع لأنها هي المسئولة عن سلامة الشعب السوري ويجب ممارسة الضغط عليها.
كيف ترون دعوة الرئيس هوجنتاو للرئيس محمد مرسي لزيارة الصين ؟
{ هذه الدعوة في حد ذاتها مهمة جدا, العلاقات مع الصين وامكانية زيادة الاستثمارات الصينية.. الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم, حجم استثماراتها في مصر لايتناسب مع هذا الوضع في حين نجد دولا أخري اصغر حجم استثماراتها أكثر.
هل قوبل التحرك من جانب مصر نحو الدول الأفريقية خاصة دول حوض النيل بالإيجابية إلي الحد الذي يساعد علي فك أزمة عنتيبي.. في نفس الوقت مازال حجم التجارة مع الصين يراوح رقم5 بعد انجولا ونيجيريا والسودان والجزائر هل من المنتظر أن يتغير هذا الوضع قريبا؟
{ بالنسبة لدول حوض النيل كان من الواضح اننا أهملنا العلاقات علي مستوي القمة, وكما تعلمون العلاقات بين الرؤساء في أفريقيا مهمة جدا وتعمل علي تسهيل أمور كثيرة جدا, التركيز علي المستوي الفني فقط دائما ما يكون هناك تعقيدات ومشاكل, إنما الاتصال علي مستوي القمة في حد ذاته يلين الاتصالات علي هذا المستوي الفني وهو ما قيل لي صراحة في جولاتي في أفريقيا. وهذا ما بدأناه وكما أشرت زيارة الرئيس إثيوبيا وحضوره مؤتمر القمة كان مهما جدا من الناحية الموضوعية والرمزية. أتوقع أن يكون في المرحلة المقبلة توجه مختلف.
بالنسبة للصين لقد أثارت بالضبط هذا الموضوع وقلت لهم لايعقل أن تكون الصين بكل هذه العلاقات المصرية الصينية التاريخية والقديمة وثاني أكبر اقتصاد في العالم ويكون لدول صغيرة لها استثمارات أكثر من الصين في مصر والحقيقة وجدت تجاوبا كبيرا جدا وهم علي استعداد للتكلم في هذا الموضوع والدخول في حوار, الصينيون لهم منطقة حرة اقتصادية في غرب السويس من أنجح مناطق الصين الحرة في العالم وطلبت من المسئولين زيادة حجمها أكثر. إتفقنا علي إجراء الاتصالات من خلال السفارة لتحديد الأولويات التي يمكن الحوار حولها تمهيدا للزيارة التي سيقوم بها الرئيس محمد مرسي للصين. الرئيس الصيني نفسه خلال استقباله لي هو من بدأ الكلام عن السياحة الصينية لمصر, ونفس الموضوع أثرته مع وزير التجارة الخارجية وزيادة عدد السياح الصينين. تكلمنا في ترتيب جولة لزيارة دول أخري كما يحدث مع السياح اليابانيين الذين يأتون القاهرة ومنها إلي تركيا, وبالفعل تحدثت مع الأتراك في هذا الموضوع وسيكون هناك لقاء بين غرف السياحة في مصر وتركيا بحيث يقوم السياح الصينيين الذين يقطعون هذه المسافة الطويلة بزيارة مصر وتركيا مما يكون حافزا لتشجيع السياحة الصينية. أتوقع في المرحلة المقبلة أن تشهد العلاقات مع الصين تطورا كبيرا في مناحي الاستثمار والسياحة والاقتصادية عموما.
هل معني ذلك أنك تبعث رسالة تطمين للشعب المصري بأنه سيخرج من الحالة الاقتصادية التي تواجه صعوبة منذ عام ونصف العام تقريبا؟
{ دعنا ننظر بموضوعية.. الاقتصاد المصري أساساته سليمة جدا, فقد كان يحقق معدلات نمو معقولة جدا في الخمس سنوات الأخيرة, المشكلة كانت في التوزيع وعدم وجود عدالة وبالتالي معظم الشعب لم يشعر به, وعندما تقول أن معدل النمو7% يقول لك أين ذلك. إنما التوزيع لم ينعكس علي طبقات الشعب كلها وكان محصورا في فئة معينة وهنا كانت المشكلة. فيما يسمي بعدالة التوزيع, أما الذي حصل خلال السنة ونصف السنة لم يمس اساسيات الاقتصاد المصري السليمة, والمشكلة ناتجة عن أزمة سيولة, إنخفاض السياحة والاستثمارات, الطلبات الفئوية للمواطنين الذين كانت لديهم مشاعر بالظلم, وبمجرد عودة الاستقرار ونتجه للعمل سوف تجد طلبا كثيرا جدا علي سوق الاستثمار المصرية لعلم المستثمرين أنها سوق واعدة جدا وأن العائد كبير جدا.
هناك ملحوظة سألنا الصينيين فيها وهو أن حجم التجارة إرتفع إرتفاعا صاروخيا من حوالي2 مليار عام2000 إلي166 مليارا بعد11 سنة بينما حجم حجم الاستثمارات مازال7,14 مليار نصيب مصر من هذه الاستثمارات قليل جدا. هل خرجنا من هذا المؤتمر بشئ جديد خاصة أن المنظمات غير الحكومية قد طالبت بأفكار ومجالات جديدة للاستثمار ؟
{ أعتقد أن هناك جديدا. وقد ركزت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا في المؤتمر الصحفي المشترك لوزراء خارجية مصر والصين وجنوب أفريقيا في ختام المؤتمرعلي هذا البعد وقالت إننا نرغب في أن تنعكس هذه الاستثمارات في صناعات وفي قيمة مضافة ولاتتوقف فقط علي استيراد مواد خام مقابل بناء مبني أو شق طريق. وهو أمر مهم جدا في المرحلة المقبلة, أتصور أن مبلغ العشرين مليار دولار التي أعلنت الصين أنها ستقدمها قروضا ميسرة سوف توجه أغلبها لإقامة صناعات ونقل الخبرة التكنولوجية القيمة المضافة للمنتج الخام الأفريقي. وأعتقد أن الصينيين بدأوا الاستجابة لذلك.
هل هناك تعاون مع الصين في حفظ السلام في أفريقيا ؟
{ لدينا في مصر مركز تدريب علي عمليات حفظ السلام وأصبح له دور علي الخريطة الدولية, نحن في هذا المجال ممكن أن نتعاون تعاونا ثلاثيا, وهناك مركز ما بعد النزاعات للتنمية وإعادة الأعمار في الدول الخارجة من النزاعات, والذي تقدمنا لمجلس السلم والأمن الأفريقي وعرضنا استضافته في مصر, وقد أعدنا طرح هذا الموضوع في القمة الأخيرة وفعلا توجهت بعثة من الاتحاد الأفريقي وعاينت المكان والامكانات وأوصت في تقريرها أن مصر قادرة علي استضافة هذا المركز. في مجال كبير للتعاون مع الصين في موضوع حفظ السلام طالما الصين مستعدة للدخول في هذا المجال وتنفق عليه وفي مجال كبير جدا للاستفادة من الخبرة المصرية والتمويل الصيني.
هل ستشهد العلاقات الأفريقية تصحيحا خاصة جنوب أفريقيا التي كانت العلاقات معها يشوبها نوع من الجفاء في ضوء القمة الأخيرة التي شارك فيها الرئيس محمد مرسي ؟
{ أتوقع هذا.. التوجه أختلف في مصر الآن بالنسبة لأفريقيا, التوجه الواضح والذي ظهر جليا في القمة الأفريقية الأخيرة للرئيس مرسي بأفريقيا, اللقاء بين الرئيس زوما رئيس جنوب أفريقيا والرئيس مرسي كان لقاء وديا تماما واستغرق وقتا طويلا تكلما في أمور كثيرة جدا. هناك تاريخ طويل من العلاقات مع الدول الأفريقية وقاعدة يمكن البناء عليها. ولا نبدأ من الصفر, بالعكس لنا رصيد كبير جدا لم يستغل في السنوات الماضية.
أزمة هجليج.. فيما يبدو لم يحدث إنفراج في جهود حل الخلافات بين السودان وجنوب السودان سواء من المساعي المصرية والغربية أو الصينية.. هل تري أن المسألة أعقد بكثير من أن نري لها حلا قريبا؟
{ أتصور سيكون هناك حل قريبا, حدث نوع من الانفراجة في الأيام الأخيرة وارجو أنها تستمر وارجو أن المؤشرات التي تابعناها تستمر, كان هناك إجتماع في بحر دار في اثيوبيا بين الطرفين, وتم لقاء بين الرئيسين البشير وسلفاكير ومن جانبنا إجتمعنا بالرئيسين بعد هذا اللقاء, آمل أن الذي شعرنا به يكون حقيقيا وتحدث إنفراجة في الوضع هناك. وهذا الموضوع مهم جدا بالنسبة لنا, وأنا علي إتصال مستمر مع وزير الخارجية علي كرتي ونيال دينج. وسبق أن قمت بزيارة الخرطوم وجوبا والتقيت بالرئيس البشير وسلفاكير. نولي هذا الوضع إهتماما كبيرا جدا.
أليست هناك محاولات أخري بشكل آخر لتذليل حتي ولو جزء منها؟
{ طبعا قلنا بشكل واضح جدا أي شئ في وسعنا مستعدون لعمله, علاقتنا بالطرفين قوية جدا, وكان أحسن دليل موضوع الأسري السودانيين الذين تم تسليمهم إلي مصر وتسلمتهم السودان بعد مقابلتي للرئيس سلفاكير بخمس دقائق.
علاقات الصين جيدة جدا مع الشمال وليست سيئة مع الجنوب, كما أن مصر علاقاتها طيبة بالطرفين ألم تحدث أي محاولة أو مبادرة لاستخدام هذا الواقع ونضع أيدينا مع الصين ونحاول حل للمشاكل بين الشمال والجنوب
{ هذا أمر وارد, أريد أن أقول أن علاقات مصر المباشرة بالسودان وجنوب السودان قوية جدا وتاريخية, أحيانا تحدث إشكاليات لكنها علي السطح. تعلمون أن هناك لجنة علي مستوي عالي في الاتحاد الأفريقي يرأسها تابومبيكي الرئيس السابق لجنوب أفريقيا الذي نؤيده تماما وننسق مع أثيوبيا التي من مصلحتها أن يسود الاستقرار في المنطقة.
هل لمست أي مخاوف من وزراء الخارجية الأفارقة الذين إلتقيتهم في الصين تجاه تغير السياسة الخارجية المصرية في ضوء المستجدات الجديدة علي الساحة المصرية وتولي رئيس ينتمي إلي حزب الحرية والعدالة الاسلامي.؟
{ بالعكس لم يكن هناك أي تخوف, لكن هناك نوعا من التوقع والتفاؤل, خاصة أن الرئيس المصري بعد توليه سدة الحكم بأسابيع قليلة رغم الأحداث في مصر يقتطع يومين ويشارك في قمة أديس أبابا بينما لمدة15 سنة لم نشارك علي مستوي القمة. كل هذا يعطي إشارة لجميع الدول الأفريقية أن مصر عائدة. الجانب الأفريقي يرحب بالدور المصري وليس عنده أي تخوف.
قضية مياه النيل ؟
{ ندرس استراتيجة قائمة علي التعاون وليس علي المواجهة وأن النيل يجب أن يكون أداة لتوحيد الدول في المصب وليس أداة للخلاف وان هناك إمكانية لأن يكون موضوع النيل ليس فيه كاسب وخاسر, وأن الجميع من الممكن أن يكسب. اتصور عندما تحسن النيات وتتم الإتصالات علي أعلي مستوي سوف يتحقق هذا المكسب في الفترة المقبلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.