بنك مصر يخفض أسعار العائد على شهادات الإدخار بالجنيه المصري    الحكومة اليمنية: إعلان حالة الطوارئ يهدف إلى حماية السلم الأهلي ومنع الانزلاق نحو الفوضى    كل ما نعرفه عن محاولة الهجوم على مقر إقامة بوتين    تشكيل آرسنال المتوقع لمواجهة أستون فيلا في الدوري الإنجليزي    أمم أفريقيا 2025.. موعد مباراة أوغندا ونيجيريا في ختام المجموعة الثالثة    محمد يوسف: حسام حسن يثق في إمام عاشور.. وكنت أنتظر مشاركته ضد أنجولا    إحالة سائق إلى محكمة الجنايات في واقعة دهس شاب بالنزهة    محافظ بني سويف يتابع استعدادات امتحانات الفصل الأول لصفوف النقل والشهادة الإعدادية    معبد الكرنك يشهد أولى الجولات الميدانية لملتقى ثقافة وفنون الفتاة والمرأة    رئيس الوزراء يشهد افتتاح مستشفى جامعة الجيزة الجديدة    الصحة: تقديم 3.4 مليون خدمة بالمنشآت الطبية بمطروح خلال 2025    تراجع معظم مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات الثلاثاء    هيئة السكة الحديد تعلن متوسط تأخيرات القطارات اليوم بسبب أعمال التطوير    الأهلى ينعى حمدى جمعة لاعب الفريق الأسبق بعد صراع مع المرض    قد يزامل عبد المنعم.. تقرير فرنسي: نيس دخل في مفاوضات مع راموس    حازم الجندى: إصلاح الهيئات الاقتصادية يعيد توظيف أصول الدولة    متحدث الأوقاف يوضح أهداف برنامج «صحح قراءتك»    ضبط بؤر إجرامية لجالبي ومتجري المواد المخدرة بعدة محافظات    محافظة الجيزة تعزز منظومة التعامل مع مياه الأمطار بإنشاء 302 بالوعة    نقل مقر مأموريتين للتوثيق والشهر العقاري بمحافظتي القاهرة والوادى الجديد    "تبسيط التاريخ المصري القديم للناشئة" بالعدد الجديد من مجلة مصر المحروسة    فيديو.. متحدث الأوقاف يوضح أهداف برنامج «صحح قراءتك»    فيتو فى عددها الجديد ترصد بالأرقام سفريات وزراء حكومة ابن بطوطة خلال 2025    وزيرا التموين والتنمية المحلية يفتتحان معرض مستلزمات الأسرة بالسبتية    الرعاية الصحية: 25.5 مليار جنيه التكلفة الاستثمارية لمحافظات إقليم الصعيد    الصحة تنفذ المرحلة الأولى من خطة تدريب مسؤولي الإعلام    رئيس جامعة الجيزة الجديدة: تكلفة مستشفى الجامعة تقدر بنحو 414 مليون دولار    وزير الري يتابع موقف مشروع تأهيل المنشآت المائية    حسام عاشور يكشف سرًا لأول مرة عن مصطفى شوبير والأهلي    تأجيل محاكمة 4 متهمين بإشعال النيران في أنبوبة غاز داخل مقهى بالقليوبية ل4 يناير    الهلال الأحمر المصري يطلق قافلة زاد العزة ال105 مُحملة بسلال غذائية ومواد طبية وشتوية لدعم غزة    بنك مصر يخفض أسعار الفائدة على عدد من شهاداته الادخارية    فطيرة موز لذيذة مع كريمة الفانيليا    اليوم.. طقس شديد البرودة ليلا وشبورة كثيفة نهارا والعظمي بالقاهرة 20 درجة    6 جولات دولية ل أمين "البحوث الإسلاميَّة" في 2025 تعزز خطاب الوسطية    إليسا وتامر وعاشور في أضخم حفلات رأس السنة بالعاصمة الجديدة    وزير الصحة يعلن خطة التأمين الطبي لاحتفالات رأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد المجيد 2026    5 خطوات للتصالح مع نفسك في الماضي    «التضامن» تقر توفيق أوضاع جمعيتين في محافظة القاهرة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    أكسيوس: ترامب طلب من نتنياهو تغيير السياسات الإسرائيلية في الضفة    لهذا السبب| الناشط علاء عبد الفتاح يقدم اعتذار ل بريطانيا "إيه الحكاية!"    اسعار الفاكهه اليوم الثلاثاء 30ديسمبر 2025 فى اسواق المنيا    وزير العمل يبحث تحديات صناعة الملابس والمفروشات مع اتحاد الصناعات    تعاني من مرض نفسي.. كشف ملابسات فيديو محاولة انتحار سيدة بالدقهلية    مجانًا ودون اشتراك بث مباشر يلاكووووورة.. الأهلي والمقاولون العرب كأس عاصمة مصر    القبض على المتهمين بقتل شاب فى المقطم    هدى رمزي: مبقتش أعرف فنانات دلوقتي بسبب عمليات التجميل والبوتوكوس والفيلر    إصابة منصور هندى عضو نقابة المهن الموسيقية فى حادث تصادم    إعلام فلسطيني: طائرات الاحتلال تشن غارات شرقي مخيم المغازي وسط قطاع غزة    بيان ناري من جون إدوارد: وعود الإدارة لا تنفذ.. والزمالك سينهار في أيام قليلة إذا لم نجد الحلول    محافظة القدس: الاحتلال يثبت إخلاء 13 شقة لصالح المستوطنين    الناقدة مها متبولي: الفن شهد تأثيرًا حقيقيًا خلال 2025    صندوق التنمية الحضارية: حديقة الفسطاط كانت جبال قمامة.. واليوم هي الأجمل في الشرق الأوسط    ترامب ل نتنياهو: سنكون دائما معك وسنقف إلى جانبك    ما أهم موانع الشقاء في حياة الإنسان؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    هل تجوز الصلاة خلف موقد النار أو المدفأة الكهربائية؟.. الأزهر للفتوى يجيب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الخارجية المصري في حوار ل "الأهرام":
سوريا في وضع مأساوي ولا يمكن السكوت عليه ويجب انتهائه

كثيرة هي القضايا المثارة علي ساحاتنا العربية والإفريقية‏,‏ وكثيرة هي المخاوف من تفجر الأوضاع أكثر مع العجز عن إيجاد حلول لها‏,‏ وكلها قضايا تمس مصر بشكل أو بآخر بحكم موقفها وحجمها ودورها التاريخي‏,‏ انتهزنا فرصة مشاركة وزير الخارجية محمد كامل عمرو في منتدي التعاون الصيني الإفريقي في بكين لمعرفة إلي أين تسير الأمور. وهكذا جري الحوار. في ضوء الأحداث التي شهدتها الساحة الداخلية المصرية من أحداث منذ ثورة25 يناير والتي كانت لها انعكاساتها علي السياسة الخارجية.. ما هي رؤيتكم للسياسة الخارجية في الفترة المقبة؟
{ السياسة الخارجية المصرية, في مرحلة استعادة النشاط وهو الأمر الذي بدأناه منذ فترة, كما تعلم جزء من قوة مصر كان دائما في انتشارها علي المستوي الخارجي وحضورها في كل المجالات وفي كل المناطق الجغرافية, كان لمصر دائما مناطق الإهتمام الأساسية في العالم العربي وأفريقيا ودائرة عدم الانحياز الكبيرة, وبالطبع لايمكن تجاهل المنطقة الأوروبية أوالبعد الأمريكي.. وكما قلت لدينا مناطقنا الأساسية التي نستمد منها قوتنا, مثلا في أفريقيا والشركاء التاريخيين لنا في آسيا مثل الصين والهند وغيرهما من الدول. أتصور أننا بدأنا في استعادة هذا الدور خلال الفترة الماضية, لقد كانت أول الزيارات التي قمت بها لسبع دول أفريقية وهي دول حوض النيل الجنوبي كلها إلي جانب أثيوبيا والسودان وجنوب السودان, وزرت السودان وجنوب السودان مرتين, والتقيت وزير خارجية أثيوبيا خمس مرات علي مدي الشهور الماضية, وإتصالات مستمرة بالأخوة في السودان وكذلك المسئولين في جنوب السودان. الخارجية تعمل حاليا علي استعادة هذا الدور الذي بدأ يتأكد ويتضح أكثر في مؤتمر القمة الأفريقي الأخير في أديس أبابا بعد أن قام الرئيس محمد مرسي في أول زياراته لمحفل جماعي كانت للقمة الإفريقية, هذا الموضوع كان له بعد عملي ورمزي مهم جدا, حيث كان فرصة الرئيس المصري يقدم نفسه الي القارة الافريقية باتساعها كله, وعقد لقاءات ثنائية عديدة جدا مع الرؤساء الأفارقة, ودار حديث عن قرب وتعارف. البعد الرمزي أنه يعطي إشارة لأفريقيا أن مصر فعلا تعود إلي دورها في القارة.
وكيف هو الحال مع الدوائر الأخري؟
{ البعد الثاني آسيا التي لنا فيها دائما حلفاء تقليديون لمصر, لنا سفارة في بكين منذ56 سنة, فقد كانت مصر أول دولة أفريقية وعربية لها تمثيل في الصين, يعني أننا من أوائل دول العالم, كذلك الهند التي لم تكن العلاقات معها في السنوات الأخيرة علي نفس المستوي من الدفء والعمق الذي كانت عليه وشابها نوع من الفتور وهو ما عبر عنه لي وزير خارجية الهند عندما زار القاهرة منذ ثلاثة شهور, مؤكدا أهمية استعادة الدفء وعمق العلاقات, واتفقنا فعلا علي تبادل الزيارات. عندما تنظر إلي الصين والهند بالذات هناك الكثير يمكن الاستفادة منه من هذين الدولتين, التجربة الصينية في آخر30 سنة تجربة لم تحدث في التاريخ, عشرات الملايين الذين نقلوا من تحت خط الفقر إلي الطبقة الوسطي تعد عملية تاريخية, ونحن نستطيع أن نتعلم الكثير من هذه التجربة.. التدريس والتركيز علي العلوم والرياضيات في الهند التي أصبح لديها أفضل مهندسي برامج السوفت وير في العالم, أمريكا نفسها تستعين بالهنود, التجربة الكورية الجنوبية التي تتميز بأحسن تعليم ثانوي في العالم.
وفيما يتعلق بالتحرك في المحيط العربي فقد زرت تقريبا معظم دول المغرب العربي وكانت واحدة من أولي الزيارات كانت للجزائر وكان لي لقاء طويل مع الرئيس بوتفليقة استمر ساعتين وبدأ يحدث تطور كبير في العلاقات وطي صفحة الأحداث المؤسفة. الجزائر مقبلة علي عملية إعادة بناء ضخمة جدا, والرئيس بوتفليقة قال لابد أن يكون لمصر دور في هذه العملية, تونس وليبيا أنا كنت أول وزير خارجية يهبط في قاعدة هويلس بعد وصول المجلس الوطني للسلطة وهي خطوة قوبلت بالكثير من الترحيب.. مع تونس بناء علي مبادرة مصرية تم اجتماع بين وزراء خارجية مصر وليبيا وتونس صدرعنه إعلان تونس, وخلال الأيام القليلة المقبلة سنعقد إجتماعا ثلاثيا لوزراء الخارجية في القاهرة يصدر عنه إعلان القاهرة في إطار متابعة إجتماع تونس. إذن نحن ننسق سياسيا واقتصاديا. ايضا يجري الحديث عن تعاون ليبيمصري سوداني في مجال الاستثمارات وخاصة في الزراعة في السودان, هناك اراض زراعية علي الحدود المصرية السودانية حوالي2 مليون فدان من الممكن أن تروي من المياه الجوفية ولن تروي من مياه النيل الغنية بوجود خزان متجدد في هذه المنطقة. وقد تم حديث متبادل بين الرئيسين مرسي والبشير في أديس أبابا علي هامش القمة الأفريقية وكانت توصية السيد الرئيس بضرورة السير في هذا الموضوع والتأكيد علي أهمية الاستمرار في هذا الاتجاه.
إلي أين تتجه الأمور في سوريا؟
{ سوريا وضع مأساوي ولا يمكن السكوت عليه ويجب أن ينتهي بسرعة لأن عدد الضحايا يزداد يوميا, إنه شئ لا يمكن أن يقبله أي ضمير. سوريا مهمة جدا بالنسبة لنا وكنا واحدة من أوائل الدول العربية التي اصدرت بيانا في شهر أغسطس الماضي, وقلنا موقفنا المحدد من ضرورة وقف العنف وبدء حوار بين السلطة وجميع أطياف المعارضة, نحن دفعنا منذ أول يوم إلي توحيد صفوف المعارضة في الوقت الذي كانت هناك توجهات للإعتراف بفصيل دون الآخر, واليوم الجميع يتحدث عن ضرورة توحيد صفوف المعارضة. مؤتمر المعارضة الذي عقد في القاهرة مؤخرا حضره250 من ممثلي المعارضة.
بالطبع الوضع في سوريا لايمكن الاستمرار عليه, يجب زيادة الضغط علي النظام السوري لوقف حمام الدم, لأن هناك مسئولية علي السلطات السورية في هذا الموضوع لأنها هي المسئولة عن سلامة الشعب السوري ويجب ممارسة الضغط عليها.
كيف ترون دعوة الرئيس هوجنتاو للرئيس محمد مرسي لزيارة الصين ؟
{ هذه الدعوة في حد ذاتها مهمة جدا, العلاقات مع الصين وامكانية زيادة الاستثمارات الصينية.. الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم, حجم استثماراتها في مصر لايتناسب مع هذا الوضع في حين نجد دولا أخري اصغر حجم استثماراتها أكثر.
هل قوبل التحرك من جانب مصر نحو الدول الأفريقية خاصة دول حوض النيل بالإيجابية إلي الحد الذي يساعد علي فك أزمة عنتيبي.. في نفس الوقت مازال حجم التجارة مع الصين يراوح رقم5 بعد انجولا ونيجيريا والسودان والجزائر هل من المنتظر أن يتغير هذا الوضع قريبا؟
{ بالنسبة لدول حوض النيل كان من الواضح اننا أهملنا العلاقات علي مستوي القمة, وكما تعلمون العلاقات بين الرؤساء في أفريقيا مهمة جدا وتعمل علي تسهيل أمور كثيرة جدا, التركيز علي المستوي الفني فقط دائما ما يكون هناك تعقيدات ومشاكل, إنما الاتصال علي مستوي القمة في حد ذاته يلين الاتصالات علي هذا المستوي الفني وهو ما قيل لي صراحة في جولاتي في أفريقيا. وهذا ما بدأناه وكما أشرت زيارة الرئيس إثيوبيا وحضوره مؤتمر القمة كان مهما جدا من الناحية الموضوعية والرمزية. أتوقع أن يكون في المرحلة المقبلة توجه مختلف.
بالنسبة للصين لقد أثارت بالضبط هذا الموضوع وقلت لهم لايعقل أن تكون الصين بكل هذه العلاقات المصرية الصينية التاريخية والقديمة وثاني أكبر اقتصاد في العالم ويكون لدول صغيرة لها استثمارات أكثر من الصين في مصر والحقيقة وجدت تجاوبا كبيرا جدا وهم علي استعداد للتكلم في هذا الموضوع والدخول في حوار, الصينيون لهم منطقة حرة اقتصادية في غرب السويس من أنجح مناطق الصين الحرة في العالم وطلبت من المسئولين زيادة حجمها أكثر. إتفقنا علي إجراء الاتصالات من خلال السفارة لتحديد الأولويات التي يمكن الحوار حولها تمهيدا للزيارة التي سيقوم بها الرئيس محمد مرسي للصين. الرئيس الصيني نفسه خلال استقباله لي هو من بدأ الكلام عن السياحة الصينية لمصر, ونفس الموضوع أثرته مع وزير التجارة الخارجية وزيادة عدد السياح الصينين. تكلمنا في ترتيب جولة لزيارة دول أخري كما يحدث مع السياح اليابانيين الذين يأتون القاهرة ومنها إلي تركيا, وبالفعل تحدثت مع الأتراك في هذا الموضوع وسيكون هناك لقاء بين غرف السياحة في مصر وتركيا بحيث يقوم السياح الصينيين الذين يقطعون هذه المسافة الطويلة بزيارة مصر وتركيا مما يكون حافزا لتشجيع السياحة الصينية. أتوقع في المرحلة المقبلة أن تشهد العلاقات مع الصين تطورا كبيرا في مناحي الاستثمار والسياحة والاقتصادية عموما.
هل معني ذلك أنك تبعث رسالة تطمين للشعب المصري بأنه سيخرج من الحالة الاقتصادية التي تواجه صعوبة منذ عام ونصف العام تقريبا؟
{ دعنا ننظر بموضوعية.. الاقتصاد المصري أساساته سليمة جدا, فقد كان يحقق معدلات نمو معقولة جدا في الخمس سنوات الأخيرة, المشكلة كانت في التوزيع وعدم وجود عدالة وبالتالي معظم الشعب لم يشعر به, وعندما تقول أن معدل النمو7% يقول لك أين ذلك. إنما التوزيع لم ينعكس علي طبقات الشعب كلها وكان محصورا في فئة معينة وهنا كانت المشكلة. فيما يسمي بعدالة التوزيع, أما الذي حصل خلال السنة ونصف السنة لم يمس اساسيات الاقتصاد المصري السليمة, والمشكلة ناتجة عن أزمة سيولة, إنخفاض السياحة والاستثمارات, الطلبات الفئوية للمواطنين الذين كانت لديهم مشاعر بالظلم, وبمجرد عودة الاستقرار ونتجه للعمل سوف تجد طلبا كثيرا جدا علي سوق الاستثمار المصرية لعلم المستثمرين أنها سوق واعدة جدا وأن العائد كبير جدا.
هناك ملحوظة سألنا الصينيين فيها وهو أن حجم التجارة إرتفع إرتفاعا صاروخيا من حوالي2 مليار عام2000 إلي166 مليارا بعد11 سنة بينما حجم حجم الاستثمارات مازال7,14 مليار نصيب مصر من هذه الاستثمارات قليل جدا. هل خرجنا من هذا المؤتمر بشئ جديد خاصة أن المنظمات غير الحكومية قد طالبت بأفكار ومجالات جديدة للاستثمار ؟
{ أعتقد أن هناك جديدا. وقد ركزت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا في المؤتمر الصحفي المشترك لوزراء خارجية مصر والصين وجنوب أفريقيا في ختام المؤتمرعلي هذا البعد وقالت إننا نرغب في أن تنعكس هذه الاستثمارات في صناعات وفي قيمة مضافة ولاتتوقف فقط علي استيراد مواد خام مقابل بناء مبني أو شق طريق. وهو أمر مهم جدا في المرحلة المقبلة, أتصور أن مبلغ العشرين مليار دولار التي أعلنت الصين أنها ستقدمها قروضا ميسرة سوف توجه أغلبها لإقامة صناعات ونقل الخبرة التكنولوجية القيمة المضافة للمنتج الخام الأفريقي. وأعتقد أن الصينيين بدأوا الاستجابة لذلك.
هل هناك تعاون مع الصين في حفظ السلام في أفريقيا ؟
{ لدينا في مصر مركز تدريب علي عمليات حفظ السلام وأصبح له دور علي الخريطة الدولية, نحن في هذا المجال ممكن أن نتعاون تعاونا ثلاثيا, وهناك مركز ما بعد النزاعات للتنمية وإعادة الأعمار في الدول الخارجة من النزاعات, والذي تقدمنا لمجلس السلم والأمن الأفريقي وعرضنا استضافته في مصر, وقد أعدنا طرح هذا الموضوع في القمة الأخيرة وفعلا توجهت بعثة من الاتحاد الأفريقي وعاينت المكان والامكانات وأوصت في تقريرها أن مصر قادرة علي استضافة هذا المركز. في مجال كبير للتعاون مع الصين في موضوع حفظ السلام طالما الصين مستعدة للدخول في هذا المجال وتنفق عليه وفي مجال كبير جدا للاستفادة من الخبرة المصرية والتمويل الصيني.
هل ستشهد العلاقات الأفريقية تصحيحا خاصة جنوب أفريقيا التي كانت العلاقات معها يشوبها نوع من الجفاء في ضوء القمة الأخيرة التي شارك فيها الرئيس محمد مرسي ؟
{ أتوقع هذا.. التوجه أختلف في مصر الآن بالنسبة لأفريقيا, التوجه الواضح والذي ظهر جليا في القمة الأفريقية الأخيرة للرئيس مرسي بأفريقيا, اللقاء بين الرئيس زوما رئيس جنوب أفريقيا والرئيس مرسي كان لقاء وديا تماما واستغرق وقتا طويلا تكلما في أمور كثيرة جدا. هناك تاريخ طويل من العلاقات مع الدول الأفريقية وقاعدة يمكن البناء عليها. ولا نبدأ من الصفر, بالعكس لنا رصيد كبير جدا لم يستغل في السنوات الماضية.
أزمة هجليج.. فيما يبدو لم يحدث إنفراج في جهود حل الخلافات بين السودان وجنوب السودان سواء من المساعي المصرية والغربية أو الصينية.. هل تري أن المسألة أعقد بكثير من أن نري لها حلا قريبا؟
{ أتصور سيكون هناك حل قريبا, حدث نوع من الانفراجة في الأيام الأخيرة وارجو أنها تستمر وارجو أن المؤشرات التي تابعناها تستمر, كان هناك إجتماع في بحر دار في اثيوبيا بين الطرفين, وتم لقاء بين الرئيسين البشير وسلفاكير ومن جانبنا إجتمعنا بالرئيسين بعد هذا اللقاء, آمل أن الذي شعرنا به يكون حقيقيا وتحدث إنفراجة في الوضع هناك. وهذا الموضوع مهم جدا بالنسبة لنا, وأنا علي إتصال مستمر مع وزير الخارجية علي كرتي ونيال دينج. وسبق أن قمت بزيارة الخرطوم وجوبا والتقيت بالرئيس البشير وسلفاكير. نولي هذا الوضع إهتماما كبيرا جدا.
أليست هناك محاولات أخري بشكل آخر لتذليل حتي ولو جزء منها؟
{ طبعا قلنا بشكل واضح جدا أي شئ في وسعنا مستعدون لعمله, علاقتنا بالطرفين قوية جدا, وكان أحسن دليل موضوع الأسري السودانيين الذين تم تسليمهم إلي مصر وتسلمتهم السودان بعد مقابلتي للرئيس سلفاكير بخمس دقائق.
علاقات الصين جيدة جدا مع الشمال وليست سيئة مع الجنوب, كما أن مصر علاقاتها طيبة بالطرفين ألم تحدث أي محاولة أو مبادرة لاستخدام هذا الواقع ونضع أيدينا مع الصين ونحاول حل للمشاكل بين الشمال والجنوب
{ هذا أمر وارد, أريد أن أقول أن علاقات مصر المباشرة بالسودان وجنوب السودان قوية جدا وتاريخية, أحيانا تحدث إشكاليات لكنها علي السطح. تعلمون أن هناك لجنة علي مستوي عالي في الاتحاد الأفريقي يرأسها تابومبيكي الرئيس السابق لجنوب أفريقيا الذي نؤيده تماما وننسق مع أثيوبيا التي من مصلحتها أن يسود الاستقرار في المنطقة.
هل لمست أي مخاوف من وزراء الخارجية الأفارقة الذين إلتقيتهم في الصين تجاه تغير السياسة الخارجية المصرية في ضوء المستجدات الجديدة علي الساحة المصرية وتولي رئيس ينتمي إلي حزب الحرية والعدالة الاسلامي.؟
{ بالعكس لم يكن هناك أي تخوف, لكن هناك نوعا من التوقع والتفاؤل, خاصة أن الرئيس المصري بعد توليه سدة الحكم بأسابيع قليلة رغم الأحداث في مصر يقتطع يومين ويشارك في قمة أديس أبابا بينما لمدة15 سنة لم نشارك علي مستوي القمة. كل هذا يعطي إشارة لجميع الدول الأفريقية أن مصر عائدة. الجانب الأفريقي يرحب بالدور المصري وليس عنده أي تخوف.
قضية مياه النيل ؟
{ ندرس استراتيجة قائمة علي التعاون وليس علي المواجهة وأن النيل يجب أن يكون أداة لتوحيد الدول في المصب وليس أداة للخلاف وان هناك إمكانية لأن يكون موضوع النيل ليس فيه كاسب وخاسر, وأن الجميع من الممكن أن يكسب. اتصور عندما تحسن النيات وتتم الإتصالات علي أعلي مستوي سوف يتحقق هذا المكسب في الفترة المقبلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.