يظل شهداء الوطن هم من دفعوا حياتهم لنعيش نحن ، ومع تكرار الجرائم الارهابية الوحشية يزداد سجل الشهداء الذين تلقوا بصدورهم رصاصات الغدر والهمجية نيابة عن جموع المواطنيين ، ومهما فعلت الدولة لتخليد ذكرى الشهيد وتكريم اسرته لن توفيه حقه بعد ان فقد حياته من اجل الوطن، ولن تشفى غليل عائلته كلمات رثاء او مواساة لان التعاطف وحده لا يكفى ، فأين أدوار مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى من مواجهة الارهاب؟ وهل تقتصر المواجهة على رجال الجيش والشرطة فقط نيابة عن المجتمع ..؟ اللواء دكتور ممدوح مجيد الباحث فى شئون الجماعات الارهابية والمحاضر باكاديمية الشرطة يقول: إن ظاهرة الارهاب لم تظهرفى مجتمعنا فجأة، وانما لها جذور فكرية وعملية عميقة فى مراحل تاريخية سابقة, فمنذ فترة السبيعينات ونشاط الجماعات والتنظيمات الارهابية يشهد انتشارا سريعا، وعنف وحشيا يتصاعد بصورة خطيرة، وهوما تابعناه فى العمليات الارهابية الاخيرة خاصة حادث الواحات بالجيزة . المواجهة مسئولية المجتمع بأسره. والحقيقة ان مسئولية التصدى لهذه الظاهرة يجب ان يتحملها المجتمع باسره ومؤسساته على اختلاف مسئولياتها, ومن الظلم ان نحمل الامن وحده مسئولية مواجهتها، فالمواجهة الامنية يجب ان تكون خط الدفاع الاخير وليس الاول , فيجب محاربة الفكر المتطرف اولا قبل محاربة الفعل الارهابى , وفى ذات السياق يجب دعم الاجهزة الامنية من قبل الدولة والمجتمع المدنى ماديا ومعنويا، حتى تستطيع ان تقوم بمهامها على أكمل وجه ، ومن ثم فان هناك عدة مواجهات مازالت غائبة عن مكافحة الارهاب، تسبق المواجهة الامنية وهي أولا: المواجهة الدينية المواجهة الدينية تعتبر أهم الاساليب العاجلة والاساسية فى التصدى للظاهرة ، حيث يتخذ الارهابيون الدين ستارا لاعمالهم الاجرامية ، وهو ما يعنى ان هناك غيابا للمرجعيات الدينية عن التفسيرات الصحيحة للدين والقدرة على توصيلها للشباب , وقد نادى السيد رئيس الجمهورية اكثر من مرة فى اكثر من لقاء بضرورة تجديد الخطاب الدينى وشرح مفاهيمه الصحيحة بما يتفق وصحيح الدين, وهو مما يتطلب تنشيط دور اماكن العبادة وعلماء الدين فى التنوير الصحيح وموجهة الفكر المتطرف وهو المكون الاساسى لفعل الارهاب . ثانيا: المواجهة التشريعية لاشك ان دور السلطة التشريعية مهم لمواجهة الارهاب ، وقد شهدت تشريعات مكافحة الارهاب فى الاونة الاخيرة تطورا ملحوظا ، حيث صدر قانونا لمكافحة الارهاب والكيانات الارهابية لتجريم كل اشكال الارهاب ومصادر تمويله ، وكذا استحداث وتشكيل مجلس قومى لمكافحة الارهاب، يضم اعضاء على كفاءة عالية لمجابهة الارهاب فى كل التخصصات , ولكن يجب ان تعتمد هذه السياسة على مهمة مزدوجة تقوم على الردع والحسم ، مع التشجيع والمكافأة من جانب اخر ثالثا: المواجهة الاعلامية : الاعلام بجميع مؤسساته واجهزته وانواعه يجب ان يكون داعما فى هذه المرحلة المهمة والحاسمة، لمكافحة الارهاب، ولنأخذ العبرة من الدول الاوروبية فعندما تحدث جريمة ارهابية هناك ، نجد الدولة كلها بكل مؤسساتها وفى مقدمتها الاعلام يدعم جهاز الامن واجهزة المكافحة بغض النظر عن المعارضة السياسية او اختلاف الرأى , ويجب ان تشمل المواجهة الاعلامية عدة عناصر اساسية منها وجود سياسة اعلامية مستمرة لمواجهة الارهاب بحيث لايكون اهتمام وسائل الاعلام مجرد ردود افعال وقتية لاحداث ارهابية متفرقة. وكذلك ايجاد نوع من التوازن بين درجة الاهتمام الاعلامى بالارهاب وبين حجم مخاطره على المجتمع والعمل على تشجيع وتحفيز المواطنين والمجتمع المدنى على المشاركة الفعالة فى هذه المواجهة ، رابعا: المواجهة السياسية وتتمثل فيما تقوم به الدولة حاليا من اشراك الشباب فى الحياة السياسية ، بصورة تضمن فعاليتهم مع استيعاب كل الفئات باختلاف توجهاتهم فى اطار الشرعية السياسية والدستورية ، وتحفيز الاغلبية الصامتة فى المجتمع على المشاركة فى الحياة العامة، واقناعها بان لها مصالح اساسية فى الاستقرار ومقاومة اعمال العنف والارهاب ، وهو ما سوف يعود على المجتمع بالتقدم واستقرار الاسعار وتوافر السلع وفرص العمل . خامسا: المواجهة الاجتماعية وذلك عن طريق تنمية المناطق الفقيرة والريفية المعزولة والعشوائية والاهتمام بالصعيد، وربطه بالعاصمة ونقل التكنولوجيا والامكانات اليه، واعادة تخطيط المناطق العشوائية ووضع خطة قومية جادة لمحو الامية، لرفع المستوى الثقافى ودرجة الوعى لدى بعض الفئات، التى يمكن ان تستقطب فى اتجاه التطرف والارهاب ، مع رفع مستوى الخدمات والقضاء على الروتين وهو فعلا ما تقوم به الدولة حاليا سادسا: المواجهة الاقتصادية وتأتى المواجهة الاقتصادية عن طريق خلق فرص العمل ، والقضاء على البطالة والاهتمام بالسياحة ورفع مستوى الخدمات السياحية، مع وضع خطة طموحه للنهوض بها وزيادة الاستثمارات ورفع مستوى المعيشة للمواطنين خاصة بسطاء وفقراء المجتمع وهم كثيرون سابعا: المواجهة التعليمية يجب تغيير السياسة التعليمية تغييرا جذريا ، بحيث يتم تغيير اسلوب التلقين المتبع فى نظام التدريس، فهذا الاسلوب هو المسئول عن تنشئة شباب يسهل اقتياده لاية افكار سياسية او دينية , فاسلوب الحفظ يخلق عقليات لم تعتد التفكير المستقل ، كما يجب تطوير المناهج ، وذلك بوضع مناهج مفتوحة تمنح الطفل الفرصة لنمو معلوماته وتعوده على اتخاذ القرار الصحيح , كما أن هناك نقطة أخرى فى غاية الاهمية، وهى الاهتمام بتطوير المعلم نفسه ، فلا يمكن خلق جيل سوى الا من خلال معلم سوى متفهم للتغيير والتطوير الحادث فى المجتمع. ثامنا: المواجهة الامنية : وهى أخطر المواجهات لانه يدفع ثمنها أرواح ذكية وشهداء ابرار من خيرة شباب مصر ضحوا بحياتهم من أجل تحقيق الاستقرار والامن للوطن، حتى لو تطلب الامر التضحية بأعز مايملكه الانسان وهى حياته ، وهو ما يتطلب من الدولة والمجتمع المدنى تدعيم ومساندة الاجهزة الامنية ماديا ومعنويا ، مع تقدير دورهم البطولى فى حماية الوطن وتأمين المواطنين من خفافيش الظلام . -------------------
دور وزارة الشباب والرياضة لوزارة الشباب والرياضة دور مهم جدا فى مكافحة الارهاب، لانها مسئولة عن أهم شريحة فى المجتمع، وهى الشباب من خلال توعية الشباب وادماجهم فى برامج لاعدادهم اعدادا جيدا، لتحمل المسئولية فى المستقبل وبث روح الانتماء والولاء لوطنهم ، واشراكهم فى عملية اتخاذ القرار وتهيئتهم لتولى المناصب القيادية فى المستقبل ، مع الاهتمام بالرياضة بكافة انواعها لخلق جيل قوى واعى لقضايا بلاده وقادر على المواجهة والتحدى