رغم ما يعتصر قلوب كل المصريين من أسي وحزن وكمد علي شهداء الواجب الوطني والذي راح ضحية الإرهاب الأسود والتطرف الأعمي الذي ابتلينا به ، وبات يهدد كيان الدولة والمواطنين الأبرياء وعلي رأسهم أفراد وضباط القوات المسلحة ورجال الشرطة والذين يبذلون أرواحهم فداء للوطن عن طيب خاطر. ولكن يجب أن تكون محاربته ليست بكلمات نسود بها صفحاتنا فقط إياما وتجف أو تقل منابع إرادة المواجهة الحاسمة من مؤسسات الدولة الحامية والضامنة لأمن المجتمع وسلامته ، بل حتمية اصطفاف الجميع وترابط الأيدي مع الأفكار لمحاربة من يحاول إختطاف الإسلام وتقديمه أنه دين التطرف والكراهية والإرهاب. ورغم أن الجميع يؤكد إدانته للإرهاب ودعمه المطلق للجيش والشرطة إلا أن هناك من يتغني يوميا علي موائد الفضائيات بأن حرية الرأي والتعبير يجب أن تتنحى جانبا في تلك اللحظات العصيبة لحين وقوف الدولة على قدمين ثابتتين والانتصار على الإرهاب ، وآخر يري أن إهدار القانون والحريات وحقوق الإنسان سيصب في صالح الإرهابيين وليس الحرب ضد الإرهاب ، وثالث يغالي بضرورة الصرامة الأمنية ويطلق تهجير أهالي سيناء فكلمة تهجير تعني أنتقال قسري وليس طوعي ومصطلح أهالي يفرقهم عن أنهم مصريين ، ولا أجد وسط هؤلاء وهؤلاء علي وسائل الإعلام المسموع والمرئي والمقروء من لا يترك إنفعالاته وعواطفه التي أعلن أحترامها وتقديرها لحظيا ولكن أخالفها عقليا ومنطقيا، فالحرب ضد الإرهاب ستمتد لفترة ولابد من التحلي فيها بهدوء النفس، وعدم الإصابة بهيتسريا اللحظة الماسأوية وتمزق القلوب علي زهور شبابنا الشهداء في سبيل الوطن من الجيش الذي ربما يصب في صالح الإرهابيين وزيف أفكارهم ومكائد مروجي أفكارهم الهادمة. في اعتقادي المتواضع أن محاربة الإرهاب يجب إلا تقتصر مواجهته علي الحل الأمني فقط فهو الأسهل ولكنه لا يكفي ،بالإضافة أنه ليس من الإنصاف ترك المواجهة لمؤسستي الجيش والشرطة فقط وإن كانوا في المقدمة، وإنما إعلان الدولة المصرية بجميع مؤسساتها الحرب علي الإرهاب بمواجهة أسبابه وأفكاره الهادمة والمتطرفة بالكلمة والمنطق والأخلاق وتعاليم الدين الصحيح والفنون عن طريق مؤسسات الدولة جميعا بلا أستنثاء من خلال المؤسسات الدينية الأزهر والكنيسة ووزارات التعليم والثقافة والأوقاف والشباب والإعلام والقوي السياسية والحزبية والمجتمع المدني، والانتصار في معركة الإرهاب ليس برصاصة الأمن وحده وإنما بالتغلب علي الفقر والجهل والطائفية ونشر الأفكار التنويرية وتنمية المناطق المحرومة وترسيخ دعائم دولة القانون والحريات .. نعم يجب مشاركة الجميع صفا واحداً فالإرهاب لا يعرف وطنا ولا جنسا، ولا دينا ولا مذهبا ، ولا زمانا ولا مكانا، وتذكروا من استشهد مؤخرا في العملية الإرهابية الخسيسة جنود مسلمين ومسيحين مصريين الله يرحمهم ويدخلوهم فسيح جناته. [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ