نال المشاركون فى فاعليات «منتدى شباب العالم» فرصة للاطلاع على تجارب سيدتين مع برامج التمكين وفرص الصعود إلى المناصب القيادية رغم الحواجز العديدة التى واجهتهما، ومازالت تواجه مجتمعيهما فى مصر وسريلانكا. تحدثت أنوكا بريموس أبيراثني، وهى أول سريلانكية يتم انتخابها لتمثيل منطقة آسيا والمحيط الهادى فى المجلس الاستشارى لشباب العالم للأمم المتحدة من عام 2015، عن تجربتها الفريدة وأوضحت أنها تنتمى إلى الدولة التى قدمت إلى العالم أول زعيمة من السيدات، ولكنها حذرت من التسرع إلى اعتبار أن ذلك يشكل مقياسا على تقدم أوضاع المرأة فى سريلانكا، أو أنها تكون صاحبة وضع أفضل من مثيلاتها فى دول أخرى بخصوص الوصول إلى دوائر صنع القرار. وشرحت أن تولى سيريمافو راتواتى دياس باندرانايكا رئاسة وزراء سريلانكا عبر عدة ولايات من 1960 وحتى عام 2000 يرتبط فى الأساس بكونها سليلة عائلة سياسية مما يسر لها الوصول إلى هذه المكانة وأضفى عليها قدرا من الثقة، وهو ما لا يتوافر لمعظم السيدات فى سريلانكا. وكشفت أبيراثنى عن أن التحديات التى تواجهها المرأة فى سريلانكا لا تتعلق برؤية الدولة بقدر ما تتعلق بالثقافة السائدة. وضربت على ذلك مثالا بإقرار تشريع أخيرا بتخصيص 25% من مناصب صنع القرار لصالح السيدات، لكن الأزمة الحقيقية تكمن فى عدم إقبال السيدات أنفسهن على استغلال هذه الفرصة أو وقوف قصور خبراتهن عن استغلال هذه الفرصة. أما المصرية سوسن محمود، فهى من خريجى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، وتعمل حاليا بالمجلس القومى للمرأة، وقامت بسرد تجربتها، والتى تحمل بعض العناصر المشتركة مع أبيراثني، حيث أوضحت أنها خريجة كلية حقوق وجدت وظيفة عقب التخرج ولم تفكر حينها فى مزيد من التدريب والتعليم، لكنها اطلعت على تجربة البرنامج الرئاسى بالمصادفة وبدأت مرحلة جديدة من حياتها. وشرحت سوسن أن الفتيات بمحافظتها جنوبسيناء يتمتعن بمستوى مرتفع من التعليم، لكن مبادرتها بتحصيل تدريب إضافى والاضطلاع بنشاط إضافى من المشاركة فى مؤتمرات ومنتديات يعد شيئا جديدا وليس منتشرا فى بيئتها الأم، لكنها سعيدة أنها كانت جريئة بما يكفى لتكون المشاركة الوحيدة من محافظتها وقتها فى البرنامج الرئاسي، حيث اطلعت على الكثير عن عمل وزارات الدولة من خلال مشاركتها فى «نموذج المحاكاة الوزاري» وأدركت من خلال انتظامها فى دورات أكاديمية ناصر العسكرية تعقيد وأهمية عمليات التأمين التى تجرى على أرض مصر، والتى تفوق إدراك البعض، وتقول سوسن إنها خرجت من تجربتها بنتيجة أساسية أنها «أصبحت أكثر جرأة وثقة»، وحتما لم تعد تتردد فى تحصيل المزيد من التدريب والاطلاع.