قدم لنا مهرجان الفنون والفلكلور الأفروصيني برئاسة السيدة سهير عبد القادر ، الذى اختتمت فعالياته الثلاثاء الماضى العديد من الثقافات المختلفة ، من خلال مجموعة متميزة من الفعاليات التى شاركت بها 26 دولة من أفريقيا وأمريكا اللاتينية ، بجوار مصر الدولة المنظمة والصين ، حيث حملت الدورة الثانية للمهرجان شعار "لقاء الموسيقي والفنون مع أفريقيا والصين". والحقيقة أن من أجمل الأشياء التى لفتت نظرى فى الفعاليات ، هو حرص إدارة المهرجان على تنوع الثقافات ،حتى أن شاهدنا خلال هذا العام مشاركة دول من أمريكا اللاتينية ، وكان حفل الافتتاح الذى أقيم بقصر محمد علي بالمنيل ، يحمل العديد من الرسائل التى تؤكد أننا أمام عمل غير تقليدى يجعلنا ننتقل الى الثقافات الأخرى ، حيث شاهدنا فقرة استعراضية رائعة لفرقة طريق الحرير الصينية ، كما جاءت العروض الفنية بعد ذلك على مستوى الحدث وشاهدنا فرقة النسيم من المغرب وفرقة أهالينا الثقافية جنوب السودان ، بالإضافة لفرق "منيب واوركسترا وزارة الشباب واندر ايدج" من مصر ، كما تم خلال الفعاليات تقديم مجموعة متميزة من الأفلام التى قدمتها الدول المشاركة . وكانت خطة ذكيه من إدارة المهرجان فكرة الأتوبيس المكشوف، الذى جاب شوارع القاهرة وبه عدد من الفرق المشاركة ، حيث انطلقت الجولة من الدقي وصولا الي الأوبرا ، وهو ما جعل أعضاء هذه الفرق يشيدون بما تتمتع به مصر من أمن وأمان، مؤكدين أنهم سوف يقوموا بنقل صورة حقيقية عن أم الدنيا لبلادهم ، وما وجدوه من فرحة حقيقية وترحيب من الشعب المصرى. ولم يتوقف الأمر عند العروض فقط ، بل أقيمت علي هامش الفعاليات بساحة الهناجر بدار الأوبرا سوق لكل من المغرب والسودان وأولادنا لذوى القدرات الخاصة ومستشفي 57357 لبيع المنتجات التي يشغلها الأطفال، كما أقيم أيضا ورش للرسم قامت بتنظيمها الفنانة التشكيلية والمخرجة شويكار خليفة، وقام أعضاء الورشة بعمل رسوم كاريكاتيرية للمشاركين بها من أولادنا لذوي القدرات الخاصة، كما قاموا برسم بورتريهات للأطفال. والحقيقة أننا لم نفاجىء بقيام الفرق المشاركة فى المهرجان بتقدم عروضها لأطفال مستشفي 57357، حيث أن هناك إدارة تفكر خارج الصندوق ، حيث أدخلت العروض الفرحة والسعادة فى قلوب الأطفال ، وتم التقاط صور تذكارية معهم ، كما قامت رئيسة الفرقة الصينية (جين دهب) بالتبرع للمستشفي بمبلغ 50 ألف جنية. وبعيدا عن الفعاليات فقد قامت إدارة المهرجان باختيار الشخصيات التى تم تكريمها بعناية فائقة فشاهدنا تكريم السفيرة مشيرة خطاب تقديرا لمكانتها الكبيرة فهي وزيرة الدولة للأسرة والسكان سابقا، وهي ثاني سيدة تتولي منصب وزير الدولة للشئون الخارجية، كما تم تكريم الفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق الذي غني في الافتتاح أغنيته الشهيرة خدوا الكراسي وسيبوا لي الوطن، ويعد بوشناق من أهم رموز الموسيقى التونسية، كما تم تكريم الموسيقار يحيي رائد موسيقى الجاز في مصر، وكذلك الموسيقار علي ماهر زيدان في النهاية لقد كنا أمام حدث فنى عالى المستوى جعلنا نطلع على العديد من الثقافات، كما نجح فى تجسيد العديد من المعانى النبيلة، لذلك كان الشكر واجب لكل من ساهم فى خروج هذه الدورة للنور بدءا من السيدة القديرة سهير عبد القادر رئيس المهرجان ، ووزارة السياحة صاحبة الفرح برعاية الوزير يحيي راشد والسيد هشام الدميري رئيس هيئة التنشيط السياحي واللواء أحمد حمدي نائب رئيس هيئة التنشيط السياحي ، بالمشاركة مع وزارات الثقافة والآثار والشباب ، ولا ننسى أصحاب الدور الكبير من زملائنا الإعلاميين يتقدمهم الدينامو والعقل المفكر فايزة هنداوى والزميلة مى محمد صاحبة الجهد الوفير خلال الفعاليات . لمزيد من مقالات محمد مختار أبودياب;