لم تعد أم كلثوم مطربة مصرية أو عربية, ولكنها رغم رحيلها أصبحت ظاهرة عالمية وأخذت المكان المناسب فى تاريخ الفن الجميل على مستوى العالم .. وفى الأيام الأخيرة بدأت إسرائيل مشروعا ضخما للاستفادة من موقع أم كلثوم فى تاريخ الفن العالمى, فكان افتتاح شارع باسمها مع إنتاج فيلم وثائقى عنها وعن حياتها ثم كان هذا الحرص الدائم على إذاعة أغانيها ابتداء بالفضائيات الإسرائيلية وانتهاء بإذاعة أغانيها فى أروقة الكنيست.. إن إسرائيل تفعل ذلك كله بمنطق تجارى بحت وإن كان فيه الكثير من السياسة.. مازالت أم كلثوم حتى الآن منجما اقتصاديا وماليا مربحا ،لأن الأجيال الجديدة عرفت طريقها إلى فن أم كلثوم .. كان هناك اعتقاد خاطئ أن أم كلثوم انتهى زمانها, وقد أكدت الأيام أن فن أم كلثوم أكبر من كل ما شهده العالم من متغيرات فمازالت حتى الآن تحرك مشاعر الملايين بالفن الراقى والإبداع الجميل .. إن المشكلة الحقيقية أننا لم نستثمر أم كلثوم كما ينبغى, إن أم كلثوم تغنى كل ليلة على الفضائيات العربية وهى لا تظهر إلا قليلا على الفضائيات المصرية حتى القناة الجديدة ماسبيرو زمان لا تقدم إلا بعض الأغانى, والشئ المؤسف أن هناك ما يشبه المقاطعة بين الفضائيات المصرية الخاصة وأم كلثوم .. فى الأسابيع الماضية قررت المملكة العربية السعودية إذاعة حفلات أم كلثوم على إحدى قنواتها، ولم تشهد حياة أم كلثوم غير إنتاج المسلسل الشهير الذى كتبه الراحل الكبير محفوظ عبد الرحمن وأخرجته الرائعة إنعام محمد على وأبدعت فيه صابرين, رغم أن حياة أم كلثوم كانت تستحق أكثر من فيلم وأكثر من مسلسل بل إننى كنت أتصور أن تخصص قناة تليفزيونية تحمل اسم أم كلثوم وتقدم حفلاتها وأغانيها وما أحببناه من أصوات رموز الزمن الجميل .. ليت أحد رجال الأعمال من ملاك الفضائيات يتحمس لهذه الفكرة ونجد فى يوم من الأيام قناة تليفزيونية باسم أم كلثوم .. إن فن أم كلثوم تراث تاريخى لن يضيع ويمكن استثماره فى أى زمان، فما زال العالم يتغنى بها رغم مرور سنوات على رحليها. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة;