بين الحين والآخر، يفاجئنا بعض المسئولين، بتصريحات «طق حنك» كما يقول اللبنانيون، يصعب تحقيقها على أرض الواقع، بينما يسبب إطلاقها المزيد من القلق والإحباط للموظفين، الذين ضاق بهم الحال من كل اتجاه، رغم أنهم يكادون يكونون الشريحة الأولى الملتزمة بدفع الضرائب خصما من رواتبهم. واحد من تلك التصريحات، أطلقه المستشار محمد جميل رئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، الذى نص على ضرورة انخفاض عدد موظفى الدولة إلى 5 ملايين مع عام 2020، والتخلص من 700 ألف موظف بالمعاش المبكر خلال 3 سنوات! والهدف كما يتمنى الجهاز، هو الارتقاء بخدمات المواطنين، بترشيد أولئك الموظفين، الذين يتقاضون 240 مليار جنيه سنويا، وتستأثر الإدارة المحلية بنحو 64% من عددهم، وصولا إلى معدل موظف لكل 40 مواطنا، بدلا من موظف لكل 13 مواطنا فى الوضع الحالى. نحن لسنا ضد الارتقاء بالخدمات الحكومية، ولكننا نطالب بالتروى والتعامل مع هذه القضية بهدوء ودراسة متأنية، لأنها تتعلق بأسر هؤلاء الموظفين، الذين لا يقل عدد أفراد الأسرة منهم عن 5 أفراد، يريدون أن يعيشوا حياة كريمة آمنة، بعيدا عن مفاجآت وأزمات فئة المعاشات، التى تهاجم أبناءها من حين لآخر! والأهم من هذا، كيف سنرتقى بخدمات المواطنين، وهناك «عبد الروتين»، القابع بكل مؤسسة أو هيئة خدمية، يعمل على تعطيل المراكب السائرة، كما يقولون، فى ظل غياب أو تباطؤ ميكنة الخدمات الجماهيرية، التى مازالت تحتاج من الدولة إمكانات هائلة. إذن القضية ليست فى عدد الموظفين، ولكن فى حسن إدارتهم، وتغيير ثقافة العمل داخل دواوين الحكومة، التى لا يزال يحكمها الشعار السائد «فوت علينا بكرة يا سيد»! [email protected] لمزيد من مقالات عبدالعظيم الباسل