في أقل من 24 ساعة، أصدر وزير التموين الدكتور علي مصيلحي، قرارين متناقضين، الأول بقصر صرف الخبز المدعم علي أبناء المحافظة فقط، بعد أن كان ذلك مسموحا من قبل، مما أثار لغطا واسعا بين المواطنين. وفي صباح اليوم التالي، أعلنت وزارة التموين علي لسان مصدر مسئول تفاديا للحرج استمرار صرف الخبز المدعم للمغتربين في القاهرة والجيزة فقط لمدة عشرة أيام، حتي يتمكنوا من توفيق أوضاعهم، وتحويل بطاقاتهم التموينية من محافظاتهم الأصلية الي مقر سكنهم الجديد. وهاهي قد انتهت الأيام العشرة دون أن يتم تطبيق أي من القرارين المتناقضين. وفي الحقيقة أن قرار وزارة التموين، التي تراجعت عنه في محافظات، وطبقته في محافظات أخري، به العديد من الثغرات، وأثار الكثير من علامات الاستفهام، التي ينبغي علي وزارة التموين إيضاحها. أولي تلك الثغرات وأهمها، لماذا تراجعت الوزارة عن تطبيق قرارها علي محافظتي القاهرة والجيزة، وتركته ساريا في المحافظات الأخري؟ هل هناك سبب آخر تخشي الوزارة أن تعلنه. والثغرة الثانية، هل تعتبر مهلة الأيام العشرة التي انتهت دون جدوي تعد كافية لنقل بطاقات التموين من محافظة الي أخري، في ظل الزحام وروتين الإجراءات الطويلة التي تعرقل عملية النقل بمكاتب التموين؟ أما الثغرة الثالثة والأهم، فأين هو «الكارت الذهبي» الذي يستخدمه مفتش التموين بكل مخبز لتلبية الاحتياجات الطارئة مثل المغتربين والزائرين وأفراد كمين الشرطة ونقطة الإسعاف في مختلف المحافظات. وإذا كانت وزارة التموين قد لجأت لهذا القرار، خشية تكرار الصرف بالبطاقة الذكية، فإنها تعلم بكل تأكيد أن ذلك لن يحدث لوجود حصة علي كل بطاقة بعدد أفرادها بواقع 5 أرغفة لكل فرد يوميا، ولا يجوز استخدامها مرة أخري. إن تلك الثغرات، وغيرها من علامات الاستفهام، جوابها الوحيد عند معالي الوزير . [email protected] لمزيد من مقالات عبدالعظيم الباسل