فى ظل الأزمات ومواجهة لا أحد يستطيع إنكار أن مصر فى حالة حرب حقيقية وتحتاج إلى تكاتف جميع مؤسسات وهيئات الدولة، بالإضافة إلى دور الإعلام وخصوصا الدينى فى التصدى للفكر الإرهابى، فنحن فى حرب شعواء تعمل على غسل عقول الشباب وزعزعة الاستقرار. فى البداية يقول د.على عبدالحليم كبير مذيعى البرامج الدينية بماسبيرو إن برنامج "فتاوى وأحكام" و"وقولوا للناس حسنا" وغيرها من البرامج الدينية لها طابع مميز من حيث التزامها بالقيم الدينية الصادقة والفكر الدينى الوسطى، موضحا أنه تتم استضافة علماء الأزهر الذين يعملون على تقديم خط يحافظ على منهج التيسير دون التعسير والتأكيد على حرمة دماء وقيمة هذا الدم فى سبيل الله ودور أبناء الشرطة الذين يتمنون الشهادة فى سبيل هذا الوطن من خلال منهج الرسول صَلى الله عليه وسلم وقدوته. وأشار إلى ان الفترة القادمة سننزل إلى الجامعات من خلال عقد ندوات لنبين للشباب الفكر الذى يبنى ونوضح أن الإرهاب مهما طال الوقت سيقضى عليه وعلى من يسانده. ويقول شريف الشناوى مخرج البرامج الدينية بالتليفزيون: إننا نحرص فى الفترة الأخيرة على استضافة علماء من وزارة الأوقاف ودار الإفتاء من رجال الدين الجدد الشباب ولا ننكر دور القدوة فى كبار العلماء ولكن لعرض الأمور الدينية بطريقة مبسطة توصل إلى المشاهد ونعمل من خلال البرامج الدينية على نشر الدين الوسطى والفتوى الوسطية فى القرآن والسنة، لافتا إلى دورنا فى توعية المشاهد وخصوصا الشباب بمخاطر الفكر المتطرف الإرهابى وتجديد الخطاب الدينى والتأكيد على أن الإرهاب لا يفرق بين مسلم ومسيحى وأنه إرهاب غادر . ومن جانبه قال حسن سليمان رئيس إذاعة القرآن الكريم: إن الإذاعة حريصة على نشر الدين الوسطى الذى يدعو إلى حقن الدماء وحب الأوطان بالإضافة إلى كثير من البرامج التى تتناول سماحة الإسلام والتعامل مع جميع المعتقدات المتخلفة وكلها فى إطار الدين الوسطى. وأشار إلى أن الإذاعة تواكب الأحداث الجارية من خلال فترة إخبارية طوال اليوم بالإضافة إلى الأوقات المفتوحة التى يستضيف بها كبار علماء الدين والخبراء لنتحاور معهم من أجل تفعيل دور إذاعة القرآن الكريم نحو المواطن والوطن وإرساء قواعد تجديد الخطاب الدينى. بدورها أكدت مها مدحت رئيس الإدارة المركزية للبرامج الدينية بالتليفزيون: أن مصر تحارب حربا عشواء تعمل على جذب الشباب ونشر الفوضى وإثارة البلبلة، فمن خلال البرامج الدينية نعمل على مواجهة الفكر المتطرف والإرهابى من خلال عمل تقرير من الشارع مع المواطن ونرصد السلوك وآثار الفتن والبلبلة وتحليلها من خلال الكتاب والسنة بالإضافة إلى نشر الطمأنينة والسكينة ورفع الروح المعنوية وتعريف قيمة المواطنة، وأشارت إلى انه بالرغم من المعوقات الموجودة فإن التليفزيون المصرى صاحب المنابر الآمنة من خلال البرامج الدينية التى يقدمها وهذه البرامج لا تقدم إلا شيوخا من الأزهر أو الأوقاف فمنها برنامج "رحاب الأزهر"، و"الأمن والإيمان"، و"الرحمة المهداة" وبرنامج الدكتور على جمعة "حديث الروح" بالإضافة إلى إذاعة برامج التراث وأحاديث الشيخ الشعراوى لاستعادة روح القدوة. وأشارت إلى أن البرامج الدينية لدينا ليس بها إبهار لأن البرنامج الدينى لا يحتاجه وإنما يحتاج إلى فكر دينى معتدل يعتمد على ثقافة الحوار وإلى تغيير فى المفاهيم والعقول، ويرتكز على فريق عمل متخصص فى العلوم الشرعية والإعلامية. وتطالب مها مدحت برجوع مسابقات الشباب الدينية مثل التى كانت توجد فى الستينيات، وذلك لنشر الخطاب الدينى المعتدل بين الشباب بشكل مبسط بالإضافة إلى رجوع "السيمى دراما" وهى تعرض مواقف اجتماعية وسلوكية فى حلقة درامية ويتم بعد ذلك مناقشتها . وتناشد الوزارات ومؤسسات التنشئة من مدارس وجامعات وكنائس وجوامع التكاتف من أجل تقديم وتجديد الخطاب الدينى فى مواجهة الإرهاب الغادر.