في احد البرامج الدينية بإذاعة القرآن الكريم سأل احد المستمعين عن مدى صحة الدعاء ب (الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه) فهل يجوز قول ذلك ..وهل للحمد نهاية؟ كانت الإجابة جواز قولها لأنها صيغه يراد منها المبالغة في حمد الله تعالى .. هذا السؤال دفعني للتساؤل متى كانت آخر مرة سمعت فيها كلمه الحمد لله صادقه خالصة لوجه الله تعالى دون أن تصطحبها شكوى، لقد أصبحت حاله الحمد بين الناس نستطيع أن تلخصها عبارة كثيراً ما ترددت على منصات التواصل الاجتماعي وهى (مش لازم نعطس علشان نقول الحمد لله؟!) أحبائي إن نعم الله من حولنا لا تعد ولا تحصى..ببساطة إننا ننام ونصبح بلا حول منا ولا قوة، لدينا سقف يؤوينا ورداء يسترنا، صحة تعيننا على آداء واجباتنا وأهل يحيطون بنا، أصدقاء يؤنسون وحدتنا، أب كريم ،أم حنون، أخ سند، إبن بار ..وغيرها من النعم ان نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى . لكننا أصبحنا كأهل مكة فى سورة قريش ألفوا النعمة ..فانشغلوا عن واهب النعم . قال رسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) رواه البخاري ووجدت في تفسيره أنه يعني : من جمع الله له بين عافية بدنه ، وأمن قلبه حيث توجه ، وكفاف عيشه بقوت يومه ، وسلامة أهله ، فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها ، فينبغي أن لا يستقبل يومه ذلك إلا بشكرها ، بأن يصرفها في طاعة المنعم ، لا في معصية ، ولا يفتر عن ذكره . لكن الأمر لم يعد يقتصر على ايلافنا للنعم بل إننا أصبحنا نألف الألم والأوجاع بل وصل بنا الأمر إننا أصبحنا نألف منظر الدماء . أعزائي اغتنموا الفرصة ولينظر كل منا إلى حياته وليعدد النعم التي لولاها لعاش في ضيق وكدر ولنردد معاً الحمد لله حمدا كثيرا طيبًا مباركًا .. الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه ..الحمد لله ملء السماوات والأرض. لمزيد من مقالات نيفين عماره;