آتي الخريف وآتي معه حالة غريبة من الكآبة والأخبار الحزينة ، كأن هناك أتفاق بينه وبين رمادية الحياة .. حالات من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية التي قد انعكست بالسلب على نفسية الكثير بينما هناك من يرى هذا الفصل إنه فرصة لإعادة شحن كل شيء من جديد.. فهل الكتابة تتأثر بتقلبات الخريف أيضاً وتنعكس بسوداوية علي ما يُكتب من سطور؟.. لا أدري ربما يكون هذا السؤال عامل نفسي مشترك بيني وبينك عزيزي القارئ سيزدهر بعده الكثير من الأفكار علي أوراق الربيع.. أو ربما يكون كل هذا لا شيء سوي هلاوس خريفيه. وأنا أداعب أوراقي بالقلم لكتابة مقال هذا الأسبوع لم أجد حروف لما أملك من أفكار.. لا أدري هل لسماعي بعض الأخبار الغير سارة أم لان بعض مصاصي الطاقة تخللوا بين أصدقائي الفترة الماضية ليسلبوا كل ما نملك من طاقة ايجابية.. لا أدري كنت أتحدث مع أحد أصدقائي وأتسأل عن سر الخمول الذي اجتاحني في فترة قصيرة؛ أشعر أن بداخلي الكثير من المرح والأفكار لكن لا شيء يصمد أمام حالة الخمول وفقدان شهية الكتابة التي لا أعرف سببها.. هنا صاحت صديقتي " ربما هذا بسبب الخريف وظلاله الرمادية التي القاها علي الكتابة.. الخريف كما انه فصل من فصول السنة الأربع الذي يفصل بين حرارة الصيف وبرودة الشتاء، فهو أيضاً فصل من الفصول التي ترسم خطوط جديدة في حياتنا المعتادة؛ علي سبيل المثال من كانت حياته متوهجة بين كثير من التفاصيل يأتي الخريف ليكون هدنة وراحة للبدء من جديد.. ربما أصابك الإحساس بخريف الكتابة أنتِ أيضاً ليمهلك فصل قصير من الراحة. هنا نظرت لها وأنا أقول " هل عدم الاستقرار في الأحوال الجوية قادر أن يسيطر علي الاستقرار النفسي والعصبي بشكل كبير.. وأن كان هكذا متي تسقط أمطار الشتاء الغزيرة علي أفكاري لتزهر سطوراً " ضحكت صديقتي وهي تقول "قريبا يا عزيزتي لأنك تحبي كل الفصول وجزء منها.. ربما يداعب كتاباتك الخريف قليلاً لفرض الراحة العقلية والنفسية التي تزدهر بعد ذلك بكل ما هو جديد وممتع.. فنحن كأشجار الفصول تزدهر أوراقنا في مراحل وتداعبنا الرياح لتنطلق أوراقنا بعيداً عنا في مراحل أخري.. عيشي جمال الفصل وما يحمله من تقلبات دون أن تجعليه هو المسيطر علي كل فصول حياتك." عزيزي القارئ إن مررت بمثل هذه التقلبات تذكر إننا جميعا نمر بكل الفصول؛ أوقات نعيش فرحة الربيع وأحيانا أخري تتعثر أقدامنا بين غيوم الشتاء ونفقد الطريق مرات كثيرة في تقلبات الخريف ..كل ما عليك هو تعديل مزاجك مع كوب من مشروبك المفضل وبعض من الموسيقي الهادئة لتبدأ من جديد. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل;