توقف كل شئ في الساحل الشمالي هذا العام لأن كبار القوم تركوه منهم من دخل السجون ومنهم من هرب للخارج ومنهم من تواري بعيدا في الزحام كان الساحل الشمالي اكبر تجمع يتجه إليه المصريون كل عام وكانت مدينة مارينا وحدها تجمع اكثر من ثلاثة ملايين شخص.. انفقت الدولة علي الساحل الشمالي بلايين الجنيهات مابين العقارات والمنشآت والطرق وشبكات المياه والكهرباء وكان من الممكن ان يتحول الساحل الشمالي إلي محافظة كاملة في السياحة والإنتاج.. كان من المقرر زراعة400 الف فدان علي امتداد الشاطئ وإقامة صناعات زراعية ومنشآت سياحية واستكشاف موارد هذه المنطقة التي كانت يوما سلة الزراعة في مصر القديمة.. ولكن للأسف الشديد توقف الساحل الشمالي عند شريط صغير علي البحر يضم الشاليهات والفيلات ومنتجعات للقادرين وغير القادرين.. وكانت مواكب المسئولين كل عام تضيء الساحل الشمالي حيث تتجه سلطة القرار ما بين الوزراء والمحافظين ومجلسي الشعب والشوري ورجال الأعمال.. ولكن الأحوال تغيرت الآن بعد إختفاء معظم هؤلاء حيث توقفت مشروعات الخدمات ابتداء بالمياه التي تصل علي إستحياء بعض ساعات النهار وانتهاء بالكهرباء التي تنقطع كل يوم.. وغابت تماما قوات الشرطة والمرور واغلقت معظم القري ابوابها امام غياب الخدمات ولا شك في أن هذه الظاهرة الخطيرة تجسد أحد الأمراض الخطيرة في مصر ان كل شيء يرتبط بوجود مسئول كبير ابتداء بمقر رئيس الدولة وانتهاء بالسادة الوزراء.. عندما اقيم شاطئ المعمورة واتجه إليه المسئولون خرج الملايين واتجهوا إليه.. وحدث هذا مع شاطئ العجمي وقد تحول الآن إلي خرابة.. ثم مراقيا.. ثم مارينا ثم سيدي عبد الرحمن وغزالة وعندما دخل المسئولون الكبار السجون صدر حكم غامض بإعدام الساحل الشمالي وكأن مصر لم تخلق إلا لهؤلاء.. ما يحدث في الساحل الشمالي الآن جريمة منظمة لتخريب واحد من اجمل الشواطئ في مصر.. المسئولون ذهبوا ولكن شعب مصر هو الباقي ومن حقه ان يستمتع مثل كل شعوب الدنيا بالأرض والوطن والحياة. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة