شئنا الاعتراف بذلك أم أبينا.. فإن مصر تشهد هذه الأيام واحدة من أهم حقب الحرية والحراك الاجتماعي في تاريخها, وما كان لهذه الاحتجاجات والاعتصامات التي نشهدها حاليا أن تحدث ما لم يكن هناك مناخ صحي وديمقراطي يشجع الناس علي رفع أصواتهم. وما معني هذا؟ معناه أن ما نشهده الآن ظاهرة صحية وطبيعية جدا. إن مصر وطننا جميعا, ومن حقنا كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات أن نفصح عن آرائنا في كل كبيرة وصغيرة تجري علي أرضها, ولا أحد ينكر أن مصر كأي مجتمع إنساني لها مشكلاتها, وهناك فئات اجتماعية كثيرة تعاني, ومن حقها أن تعبر عن هذه المعاناة. غير أن المشكلة هي أن هذه الاحتجاجات تسبب في بعض الأحيان تعطيلا لمواطنين آخرين يستخدمون شوارع وسط البلد( في القاهرة) للذهاب إلي أعمالهم, ونعرف جميعا مدي الازدحام والخنقة التي يعانيها المواطن نتيجة لضيق شوارع وميادين القاهرة, ومن هنا فإن التظاهر في هذه الشوارع يضيع مصالح مواطنين آخرين, ولا يصح أن يحقق مواطن مصالحه هو علي حساب مصالح مواطن آخر, لأن في ذلك ظلما لهذا المواطن الذي يجري علي رزقه ورزق عياله, وما الحل؟ ربما كان الاقتراح الذي تقدم به أحد أعضاء مجلس الشوري أخيرا يستحق المناقشة, ويتلخص الاقتراح في تخصيص مكان للتظاهر والاحتجاج, وليكن في أطراف المدينة, بحيث لا يمنع أحد, لا من المواطنين, ولا من وسائل الإعلام من الحضور إلي هذا المكان. إنه شيء شبيه بحديقة هايد بارك البريطانية وسط لندن, فما رأيكم دام فضلكم؟!.