(ما من ضلالة في الدنيا إلا وعليها زينة) ورأس الضلال وأوَلُه في الكون إبليس اللعين أول من سَنَّ ذلك برفضه السجود لآدم عليه السلام بزعم أنه الأفضل لأنه خُلق من طين وآدم من تراب.مع أن النار إذا دخلت علي الماء لا تُلغيه ولا تُغير أصله وجوهره ، بينما الطين المُكون من تراب وماء إذا دخل الماء علي النار ألغي وجودها وأصلها. وعلي نهج إبليس سار الضالون وسيسيرون إلي يوم الدين.ولن ينسي التاريخ أن العراق دُمِّر وهُجِّر أهله وقُتِّلوا، وعاد لأيام العصور الوسطي بشبهة أن به أسلحة كيماوية لم ولن تظهر .ولن يخلو زمان ولا مكان من خدع كبري أوصغري علي المستوي العام أوالخاص.فكم من أشخاص أوجماعات أوأحزاب أوسياسات أوأفكار أوصداقات أوزيجات ينكشف بعد فترة ما أنهاكانت مؤسسة علي أوهام وأنها عكس ما تبدو تماما . ولعل أكبر خدعة قد يَخدع بها الإنسان نفسه أويُخدِعه بها غيره من شيطان أوهوي أونفس أودنيا أوزوجة أوأولاد أوأقارب أوأصدقاء أن يعيش كل حياته بكل تفاصيلها ثم يجدها في النهاية هباء أوترابا تدفعه رياح عاصفة:(وَقَدِمْنَا إِلي مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا)(الفرقان-23)(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) (الكهف:103-104). وعلي مستوي الحياة الزوجية،قد تكون الزوجة عدوا في صورة حبيب:(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ )(التغابن - 14) ولربما يُبدي الزوج أوالزوجة أحدهما للآخر حبا وتوددا وإحتراما ومشاعر طيبة وهي في الحقيقة خداع وأوهام ونفاق ( يُعطيك من طرف اللسان حلاوة .. ويروغ منك كما يروغ الثعلب ) فقد تعيش الزوجة بمشاعر طيبة وحنان ولُطف أعواما قد تصل إلي 15 أوأكثر أوأقل كي تحصل علي شقة باسمها أومال زوجها وتحلبه هي وأهلها كما يُحلب البقر ثم ينكشف فجأة الوجه القبيح الخبيث،وقد يفعل الزوج نفس الشيء . وكم إنخدع الناس بثورة 25 يناير وتحمسوا ووصلت طموحاتهم إلي عنان السماء ، ولم يُركز أحد جيدا في أن عملا يُؤيده الغرب ويدعمه-مهما كانت المبررات والأخطاء والخطاياوالمظالم -وراءه ما وراءه.ويكفي أن نتيجة ما حدث كان دمارا للإقتصاد والأوضاع السياسية،والأدهي والأمر ما طرأ علي الأخلاق والسلوكيات العامة من دمار وتردي يَصدُق عليه وصف أحدهم :كأن هناك فيروسا أخلاقيا مُلَوثا في الهواء جعل الجميع يكون علي حال غير الحال وأخلاق غير الأخلاق وسلوكيات غير السلوكيات. ففي خلال سنوات قليلة جدا تشعر أن قرونا قد مضت علي فُقدان أخلاق حميدة كنا نُعايشها قبل الثورة وإفرازاتها المريرة .ويكفي للتدليل علي ذلك إحصائيات رسمية تقول إن مصر-وما أدراك ما مصر بلد الأزهر الشريف والرباط إلي يوم الدين -تُسجل أعلي نسبة طلاق في العالم وأعلي نسبة ضرب للزوجات لأزواجهم وأعلي نسبة كذا وكذا من الأشياء المُبكيات المُهلكات التي لا يتحملها عقل رشيد ولا فطرة سليمة. فأين ذهب أوأُذهب، ضاع أوضُيع ترابط وتآلف أبناء المنطقة الواحدة والشارع الواحد والعمارة الواحدة والعائلة الواحدة والقبيلة الواحدة وحتي داخل الأسرة الواحدة. وداهية الدواهي في ضياع رحمة وسكينة بيت الزوجية وعلاقات البر بين الآبناء وآبائهم؟ وفوق كل ذلك حالة من الإستسلام وعدم رغبة في الإصلاح والعودة إلي الأخلاق والقيم والدين،وتشاؤم بما هو قادم أكثر وأكثر.فهناك أسر تتدمر ،زوجات تُهدد وتشتم وتسب وتَفضح وتذهب للأقسام والمحاكم وتستعين بمحامين تمرسوا في الفساد ،وأهالي الزوجين في حرب ضروس كحرب داحس والغبراء ،وأولاد يكرهون أحد الأبوين ويطمعون في العيش مع طرف دون الآخر،ومؤمرات ودسائس وحيل وخداع ومكر وكأن الحروب العالمية توقفت بين مجموعات من الدول لتبدأ داخل البيت الواحد. وإمتد الفيروس إلي بيت العبادة،تدخل المسجد تجد خلافات علي كل شيء من يَؤم المُصلين؟فريق يريد هذا وفريق يريد ذاك،وهناك من يتحايل ويصارع من أجل الإمامة دون توفر أي مؤهل من حفظ وضبط للحفظ وفقه للصلاة ، والمأمُومون مختلفون علي ضبط الصف الواحد الذي قد يصل في بعض الأماكن إلي عدد أربعة أشخاص. وتجد كبار السن حولوا المسجدإلي دردشة وحوارات كحوارات المقاهي والسمر علي المصاطب،وبدلا من أن يدخل الناس المسجد فيرمون الدنيا وراء ظهورهم ويتخففون من أحمالها قليلا يجلبونها معهم بكل تفاصيلها المريرة.وعندماتُتابع الإعلام في التلفاز أوالنت أوالصحف تقرأ عن حوادث وأشياء يصدق عليها قول النبي صلي الله عليه وسلم:(إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً،ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً…) (رواه أحمد وغيره عن أبي موسى الأشعري). وبعد أن كان الأب والأم لهما قدسية في نفوس الأبناء أصبحا مجرد مُوظفَين عندهم لا يجدون سوي الإهمال والتغافل والوقاحة في السؤال والطلب والإجابة. ورأينا وسمعنا أن الإمام أوالداعية كانت له مكانة وحب في القلوب فأصبح منبوذا مبغوضا مُتهما-وإن لم يتكلم-وحاله يُنبيء عنه ما رُوِي منسوبا للصحابي الجليل حذيفة بن اليمان ( يأتي على الناس زمان لأن تكون جيفة حمار أحب إليهم من مؤمن يأمرهم وينهاهم). وبعد أن كانت الزوجة بكل كيانها وذراتها ساعية ًنحو إسعاد وراحة زوجها تعرف متي يعود من عمله لتهيىء له السكن والراحة وما الذي يُرضيه لتفعله أويُضايقه فلا تقترفه ، أصبحت كل حياتها في الجلوس أمام الفيس والواتس وأشياء أخري ضارة بالحياة الزوجية تتلقي كلاما وصورا مدمرة لكل معاني السكن في المرأة تطبقها بلا فرز ولا تمحيص،وتشعر كأن الزوجة قد طلقت زوجها حلالها وتسعي وراء أوتزوجت بالفعل كل شياطين الإنس والجن . [email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح البطة;